-اثار انهيار خيار التطور الاشتراكي وسيادة وحدانية التطور الرأسمالي كثرة من التعارضات بين دول التشكيلة الرأسمالية العالمية المتمثلة بدول كسموبولوتية وأخرى رأسمالية قومية وثالثة دول وطنية. (1) .

-- استنادا الى ذلك تتجلى التعارضات الدولية بين الفكر السياسي الناظم لدول الرأسمالية المعولمة المتسم بالتبعية والتهميش وبين رفض التبعية وتعزيز السيادة الوطنية لدول العالم الرأسمالي الأخرى.

 - اعتماداً على الفكر السياسي الناظم لطوابق التشكيلة الرأسمالية العالمية أحاول دراسة مضامينه السياسية السائد في العلاقات الدولية عبر المحاور التالية --

أولا – الفكر السياسي الناظم للدول الرأسمالية المعولمة.

ثانيا- - الفكر السياسي الساند لسياسة الدول الرأسمالية القومية.

ثالثاً – الفكر السياسي في الدول الوطنية.

اعتماداً على ذلك التقسيم المنهجي أحاول التقرب من مضامينها الاساسية –

أولا – الفكر السياسي الناظم لدول الرأسمالية المعولمة.

يتميز الفكر السياسي السائد في دول الرأسمالية المعولمة بسمات كثيرة اتعرض الى أهم موضوعاته الاساسية والتي أجدها في –

1- تعمل دول الرأسمالية المعولمة الى تعميم فكر (اممي) مناهض للوطنية والقومية. 

2-- تسعى دول الرأسمالية المعولمة الى التدخل في الشئون الداخلية للدول الوطنية لغرض ربطها بالتكتلات الدولية.

3-- تستخدم دول الرأسمالية المعولمة العقوبات الاقتصادية ضد الدول الوطنية ودول الرأسمالية القومية في محاولة لتحجيم دورها في العلاقات الدولية.  

4- توظف دول الرأسمالية المعولمة الأحزاب والمنظمات اليمنية المتطرفة وتشجيعها على مناهضة الأحزاب الاشتراكية واليسار الديمقراطي.  

5--تأجيج نزعات الكراهية ضد المهاجرين في دول الرأسمالية المعولمة.

6-- الانسحاب من المنظمات الدولية لتعارضها مع توجهات الطور المعولم من التطور الرأسمالي.

7-- تطوير المنظمات العسكرية الدولية كحلف الأطلسي وتحويلها الى أداة دولية للتدخل في النزاعات الوطنية والإقليمية.

8- مساندة واحتضان النظم السياسية الدكتاتورية في الدول الوطنية ومباركة الأنظمة اليمينية في الدول الرأسمالية.

9- استخدام القوة العسكرية في العلاقات الدولية والتدخل في الشؤن الداخلية لفرض توجهاتها السياسية.

ان السمات السياسية -العسكرية الناظمة لسياسة الدول الرأسمالية المعولمة يمكن حصرها بركيزتين الأولى منهما تتحدد بمحاولة دول الرأسمالية المعولمة فرض مصالحها الاقتصادية والسياسية على دول العالم. وثانيهما استهانتها بالروح الإنسانية عبر تأجيجيها روح الكراهية والعدوان بين شعوب العالم.

ان السمات المشار اليه والمعتمدة في سياسية الولايات المتحدة الامريكية تثير المقاومة من قبل الدول الرأسمالية القومية والدول الوطنية وما ينتجه ذلك من مصاعب سياسية -اقتصادية على استقلالها ووحدة مصالح قواها الاجتماعية.

 ثانيا- الفكر السياسي الساند لسياسة الدول الرأسمالية القومية.

- أنتج انهيار دول الاشتراكية الفعلية والسيادة العالمية لعلاقات الإنتاج الرأسمالية تعارضات بين دول الرأسمالية المعولمة وبين طوابق التشكيلة الرأسمالية العالمية المتمثلة في الدول الرأسمالية القومية والدول الوطنية.

ان تكاثر التعارضات بين مستويات التشكيلة الرأسمالية العالمية يسمح بأداء بعض الموضوعات الهامة منها -

-- تتجلى المنافسة بين الدول الرأسمالية المعولمة وبين دول الرأسمالية القومية استناداً الى ظهور وتنامي تكتلين اقتصاديين دوليين يتمثلان بدول الرأسمالية المعولمة والدول الرأسمالية القومية.

-- دفاع دول الرأسمالية القومية عن مصالحها الاستراتيجية يرتكز على مناهضة هيمنة الولايات المتحدة الامريكية على السياسة الدولية.

-- لغرض الدفاع عن مصالحها القومية تسعي الدول الرأسمالية القومية الى بناء قوة عسكرية أوربية مستقلة عن التحالف العسكري الاطلسي وزعامته الامريكية.

- أدت فعالية أحزاب اليمين المتطرف في الحياة السياسية الى تراجع مشاركة الدول الرأسمالية القومية في التغيرات الدولية.

- تطور تفاهمات يسارية - ديمقراطية في الدول الرأسمالية القومية والوطنية بهدف مناهضة سياسة التبعية والتهميش في العلاقات الدولية.

-- نشوء بوادر تحالفات دولية بين الدول الرأسمالية القومية وبين الدول الوطنية لدرء نهوج الرأسمالية المعولمة وسياستها الحربية.

ان التعارضات بين الدول الرأسمالية القومية والدول الرأسمالية المعولمة ترتكز على كيفية بناء النظام الرأسمالي العالمي وحدود تدخل الولايات المتحدة الامريكية في العلاقات الدولية.

 - بهذا الإطار تلعب الدول الوطنية دورا متقدما في الصراعات العالمية كونها تشكل الحلقة المركزية في النزاعات الدولية الدائر بين دول الرأسمالية المعولمة والدول القومية عليه أحاول البحث عن مسار تطور الدول الوطنية ودورها في العلاقة الدولية.  

ثالثاً – الفكر السياسي في التشكيلات الاجتماعية الوطنية.

تشكل الدول الوطنية حلقة مركزية في الصراع الدولي الدائر بين دول الرأسمالية القومية ودول الرأسمالية المعولمة.

قبل التوقف عند نزاعات أطراف التشكيلة الرأسمالية العالمية وركائزها السياسية نشير الى ان أغلب الدول الوطنية تعيش مشكلتان أساسيتان الاولى منهما سيادة نظم استبدادية في منظومتها السياسية وثانيتهما احتدام صراعاتها الوطنية المتركزة على مضامين مستقبلها السياسي وصيانة سيادتها الوطنية.

- استناداً الى ذلك تتسم السياسة الدولية بنهجين متعارضين الأول منهما مساندة دول الرأسمالية المعولمة للأنظمة الديكتاتورية والاستبدادية، وثانيهما سعي دول الرأسمالية القومية مساعدة الدول الوطنية على بناء نظم وطنية ديمقراطية ترتكز على --

- علاقات دولية تسعى الى الحفاظ على السيادة الوطنية وتعزيز المصالح الدولية المتبادلة.

--تطوير علاقات اقتصادية دولية مناهضة للتبعية والتهميش الذي تسعى اليه دول الرأسمالية المعولمة في علاقاتها الدولية.

-- إقامة علاقات اقتصادية تهدف الى تنمية الاقتصادات الوطنية وتطوير تشكيلتها الاجتماعية وقواها الطبقية.

-- عدم التدخل في الشؤون الوطنية ومساندة كفاح القوى الديمقراطية الهادفة الى بناء أنظمة وطنية ديمقراطية.

-- مناهضة التدخلات العسكرية الهادفة الى تعطيل كفاح القوى الديمقراطية المناهضة للاستبداد السياسي.

  -- بناء علاقات وطنية – دولية تعتمد الحوار المبني على احترام المصالح الوطنية المشتركة.

ان إقامة علاقات التعاون بين الدول الرأسمالية القومية وبين الدول الوطنية على قاعدة المصالح المشتركة يفضي الى تطوير الكفاح الوطنية الهادف الى إقامة دول ديمقراطية تعتمد التعاون الدولي المستند الى تطوير المصالح الوطنية.

تلخيصا لما جرى استعراضه يمكننا إيراد الاستنتاجات التالية

أولا ً – تسود العلاقات الدولية تعارضات سياسية بين دول التشكيلة الرأسمالية العالمية القومية والوطنية وبين دول الرأسمالية المعولمة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية.

ثانياً –تتركز التعارضات الدولية حول مضامين النظم السياسية في الدول الوطنية وأهمية بناء العلاقات الدولية على أساس الندية  واحترام السيادة الوطنية.  

 ثالثا- تسعى دول الرأسمالية المعولمة الى الهيمنة العالمية من خلال سيادة احتكاراتها الدولية في التشكيلة الرأسمالية العالمية.

رابعاً – تناهض دول الرأسمالية القومية والدول الوطنية سياسية الولايات المتحدة المتسمة بالتبعية والاخضاع.

خامساً – تقود تعارضات السياسية الدولية الى النزاعات الدولية والتدخلات العسكرية في الشؤن الوطنية.

(1) اميل لاستخدام تسمية الدول الرأسمالية القومية بهدف تميزها عن دول الرأسمالية المعولمة والدول الوطنية لغرض تحديد وتسمية التعارضات الدولية الناتجة عن الطور الجديد من التوسع الرأسمالي.

عرض مقالات: