ورثنا من نحو اللغة صيغة “ المبالغة “ التي تشتق بشكل عام من الافعال الثلاثية: مثل صوّام من صام وقوّال من قال وضّراب من ضرب وهذه على وزن “ فعّال”، كما تاتي على وزن “فعّيل” مثل شرّيب!

كما يمكن ان تأتي على صيغ اخرى ويمكن اشتقاقها من بعض الافعال غير الثلاثية.

ونحن العرب، وخاصة العراقيين،  بقينا على طريقة اسلافنا واجدادنا نبالغ في كل شيء!

يذكر لنا التاريخ ان عمر بن عبد العزيز (681 -720م) امر بايقاف الفتوحات والغزوات، ومنع شتم الصحابة والخلفاء الذين سبقوه من على المنابر!

ويروي الرواة ان عمر بن عبد العزيز اراد ان يبني مسجدا يساهم فيه كل المسلمين من شرق الارض وغربها. وكان له ما اراد، اذ وصلت الوفود من جهات الارض الاربع. جلس عمر على دكة يراقب سير العمل في بناء المسجد فلاحظ شابا ضعيف البنية نحيلا، يحمل احجارا اكبر من طاقته، ويرميها في الموقع المخصص لها، ثم يعود راكضا ليجلب حجرا جديدا! طلب امير المؤمنين ان ياتوا له بهذا الشاب النحيل فسأله: من اي الامصار اتيت؟

اجابه الشاب: من العراق

فقال له امير المؤمنين: انتم العراقيين تبالغون في كل شيء، في الولاء وفي الايمان على حد سواء!

اذا ما سألت اليوم عراقيا، خاصة اذا كان متثاقفا، عن العراق سيجيبك حالا: العراق مهد الحضارات الاول، بلاد الانبياء، نحن علمنا العالم القراءة والكتابة (واليوم اكثر الدول العربية احتضانا للامية). بلد الاختراعات، فهارون الرشيد كان ياكل بملاعق من ذهب بينما “شارلمان” ملك فرنسا كان ياكل بيديه! علمنا العالم الزراعة والري والسقي وغسل الارض السبخة! عراقنا اول بلد في المنطقة عرف التلفزيون! الم تسمع بالجنائن المعلقة في بابل، وعباس بن فرناس وهو يحلق بعيدا عن جامع ام الطبول؟! ينفخ اوداجه هذا العراقي وهو يلعلع مثل الديك مشرأب العنق لا يرى على اي تل يقف ويتغاضى عن الرائحة المنبعثة من تحت قدميه والتي تفوح منها عفونة الطائفية والعشائرية والحزبوية والفساد وتهرئ البنى التحتية لمختلف مفاصل الحياة: الماء والكهرباء والصحة والتعليم والنقل والزراعة والصناعة. وكل هذا التردي حدث بسبب ثلة من “الحرامية” الذين حولوا الوطن الى مزبلة يقف عليها هذا الديك الفصيح!

عرض مقالات: