ضيّف الحزب الشيوعي واليسار الاسباني المتحد في الفترة 13 – 15 كانون الأول الجاري، في مدينة " بن المدينة" القريبة من ولاية ملاغه المؤتمر السادس لحزب اليسار الأوربي. شارك في اعمال المؤتمر أكثر من 400 مندوب، يمثلون 25 حزبا شيوعيا ويساريا، في أكثر من 20 بلدا اوربيا. وعقد المؤتمر تحت شعر "إعادة تشكيل اوربا لتتجه يسارا". وحضر المؤتمر العديد من ممثلي قوى اليسار في بلدان العالم المختلفة كان من بينهم الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي العراقي.
وانتخب المؤتمر رئيسا جديدا للحزب هو هاينوبيرباوم، خلفا لغريغور غيزي. وقال هاينز بيرباوم في خطابه الختامي "اليسار الأوروبي في مرحلة حرجة"، مضيفًا أن الاضطرابات في المجتمع تفتح أيضًا فرصًا لسياسة مختلفة. وعلى اليسار الأوروبي ان يغتنم هذه الفرص".وانتخب المؤتمر مجموعة نواب للرئيس وفق مهام محددة: القيادية في الحزب الشيوعي الاسباني مايتي مولا مسؤولة للعلاقات الأممية، آنا ميككولا (تحالف اليسار الفلندي) مسؤولة عن الحملات والاتصالات الخارجية ، بيير لوران السكرتير الوطني السابق مسؤولا عن المنتدى الأوروبي ، ناتاشا ثيودوراكوبولو من حزب اليسار اليوناني مسؤولة الاتصالات الداخلية ؛ مارغريتا ميليفا من اليسار البلغاري مسؤولة عن وسط وشرق أوروبا ، وباولو فيريرو من حزب إعادة التاسيس الشيوعي الايطالي مسؤولا عن الثقافة ومؤسسة "تحول" للبحوث التابعة لحزب اليسار الأوربي.
ولم يستطع المؤتمر انتخاب رئيسة مشاركة، كما كان متوقعا، بسبب التباين في شان مجموعة من القضايا داخل الحزب، وكذلك التباين من حيث التركيبة بين حزب اليسار الأوربي، وكتلة اليسار في البرلمان الأوربي، التي تضم ممثلين لاحزاب لا ينتمون الى حزب اليسار الأوربي، اهمهم الحزب الشيوعي البرتغالي، وحزب بودوموس الاسباني، وحزب الشغيلة القبرصي (اكيل)، وكذلك حركة فرنسا الابية بزعامة ميلنتشون. وقد عبر الرئيس المنتخب عن اسفه لغياب هذه القوى عن قوام الحزب، لكنه وجد في التقارب الحاصل بين الحزب وبودوموس، وحركة فرنسا الأبية مؤشرات ايجابية
وياتي انتخاب رئيس جديد للحزب بعد النتائج السلبية في انتخابات البرلمان الاوربي، حيث أصبح قوام كتلة اليسار 41 بدلا من 52 في لانتخابات السابقة، ولم يستطع الحزب الذي يضم 26 حزبا عضوا، و14 حزبا آخرين بصفة مراقب اوشريك تجاوز تبعات هذه الخسارة.

الوثيقة السياسية والمساهمات

اقر المؤتمر وثيقة سياسية صوت لصالحها 91 في المائة من المندوبين. وركزت الوثيقة على ملفات حماية المناخ وربطها بالسياسات الاجتماعية، أو تحويل الصناعات الرئيسة إلى ملكية اجتماعية. وهي إشارة الى ان القوى العاملة في إطار الحزب متماسكة بشأن القضايا الاجتماعية الرئيسة، ومطلوب منها تعميق تقاربها السياسي في الجوانب الاخرى. والعمل على مناقشة جديدة للموضوعات والنقاط قيد الخلاف. وكذلك تعزيز التعاون بين القوى اليسارية والتقدمية في أوروبا، خارج حدود إطار الحزب. ولا تقل أهمية عن كل ما تقدم تعزيز مواقف الحزب السياسية، واعتماد المراجعة الإستراتيجية.
وشددت بعض المداخلات على تجذير طبيعة الحزب والدفاع عن حقوق الطبقة العاملة، وتحويل الحزب الى حزب راديكالي حقا، والى قوة فاعلة في إطار تجربة ديمقراطية واجتماعية وبيئية قوية وحركة مستدامة، وليس حزبا ينظم مؤتمرات واجتماعات بين الحين والآخر. واخذ موضوع الحرب والسلام ومواجهة اليمين الساعي الى عسكرة السياسة الخارجية للبرلمان الأوربي.
وشهد المؤتمر تقديم مساهمات لضيوف المؤتمر من الأرجنتين وأوروغواي وشيلي والبرازيل وبوليفيا وكولومبيا وفنزويلا وكوبا إلى تونس والصحراء الغربية والمغرب ومصر ولبنان وإسرائيل وفلسطين والعراق وإيران والسنغال.

مساهمة الحزب الشيوعي العراقي

خصص الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي كلمته لاهم التطورات الجارية في الوطن، وخصوصا الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ قرابة ثلاثة اشهر عارضا طبيعتها، والضغط الهائل الذي يمارسه المنتفضون على قوى المحاصصة السياسية والفساد، واستعاده قيم المواطنة ، والمطالبة بدولة مؤسسات وطنية مدنية ديمقراطية، واسقاط المسلمات التي عمل المتسلطون على تحويلها الى اعراف حاكمة، مشددا على ان النتائج المتحققة حتى الان، تشير الى ان تاثير الانتفاضة في الصراع السياسي والاجتماعي سيستمر حتى في السنوات المقبلة، بعيدا عما ستؤول اليه الاحداث الجارية.
وصوت المؤتمر السادس لحزب اليسار الأوربي، على قرار للتضامن مع شعبنا العراقي والانتفاضة الشعبية المجيدة، كما أدان بشدة قمع المتظاهرين السلميين وطالب بالوقف الفوري للقتل وحملات الاعتقالات والاغتيال وإطلاق سراح المعتقلين.

عرض مقالات: