طريق الشعب
جددت الانتفاضة الشعبية، يوم أمس، نشاطها الاحتجاجي في مختلف المحافظات، حيث شهدت فعاليات متنوعة شاركت فيها جموع غفيرة من المتظاهرين، فيما ندد أغلبهم بخرق الدستور وتجاوز المدة المقررة لتسمية رئيس الوزراء الذي يفترض اختياره وفق معايير ساحات التظاهر.

احداث العاصمة

واستمر توافد المتظاهرين الى ساحة التحرير منذ الصباح الباكر، وسط تأكيدات طلابية على تنظيم تظاهرات مليونيه، للضغط باتجاه اختيار رئيس وزراء جديد وفق المواصفات التي طرحتها ساحات الاعتصام في عموم محافظات البلاد.
وفي السياق، تداولت أنباء بشأن حدوث انفجار قوي فجر السبت، في محيط ساحة التحرير.
وقال مصدر أمني، في تصريح صحفي تناقلته وكالات الأنباء، إن "الانفجار الذي حصل في ساحة التحرير، ناجم عن تفجير عبوة في حديقة الامة، من دون حدوث أي اصابات بشرية.
ومن جهته، أوضح الناشط والمتظاهر، مهتدى أبو الجود، في تعليق على الفيسبوك، نقلته وكالة "ناس"، واطلعت عليه "طريق الشعب"، إنه "قبل قليل وبالتحديد في الساعة الثالثة والربع فجرًا انفجرت قنبلة صوتية في أروقة ساحة التحرير، كان صوتها مدوياً، وهرع الجميع من أماكن نومهم الى مكان التفجير، لكن حمدًا لله لم تكن هناك إصابات"، مشيراً إلى أن "ساحة التحرير تحولت بعد دقائق من التفجير إلى ميدان كبير تُقال فيه الهتافات المناوئة للسلطة والجهات المسلحة، وأخذ الشباب يجوبون الساحة يميًنا وشمالًا وهم يهتفون الصوت صوتك يا وطنّا يبقى هو أعلى صوت.. ما تخوفنا المنايا كلمن بيومه يموت".
يُشار إلى أن الشباب المتظاهرين أعادوا الحياة إلى ضفاف دجلة من جهة ساحل الرصافة عند جسر الجمهورية، بعد أن كان مكباً للنفايات طوال السنين الماضية، بعدما نظفوا الشاطئ ووضعوا المقاعد ورتبوا بعض مناطقه لتكون ساحات لألعاب مختلفة تجذب الزوار، إضافة إلى تحويله إلى محطة استراحة للمتظاهرين.

تظاهرات البصرة

وفي محافظة البصرة، توافد المتظاهرون إلى خيام الاعتصام وأكدوا استمراراهم في الاضراب حتى تحقيق المطالب، فيما نظم العشرات منهم تظاهرة في الزبير طالبت بإحالة مشروع مجاري القضاء الى شركة رصينة قبيل نهاية عام 2019.
وبحسب وكالات الأنباء، فأن المتظاهرين اعتبروا أن "محافظ البصرة ملزم بإحالة مشروع مجاري الزبير إلى شركة رصينة قبل نهاية عام 2019 وغلق الحسابات"، مهددين في حال عدم الاستجابة لمطلبهم بـ"اتخاذ خطوات تصعيدية منها الإضراب العام داخل القضاء وقطع الطرق المؤدية للحقول النفطية".
وفي الأثناء، أفاد مصدر أمني في المحافظة، بقيام متظاهرين بإحراق إطارات وسط أحد شوارع منطقة البراضعية وقطعوا الطريق.
الناصرية تودع شهيدا آخر
من جانب آخر، شيع المتظاهرون في ذي قار جثمان الناشط المدني، علي محمد مگطوف، الذي اغتيل مساء الجمعة الماضية، في شارع الشيباني اثناء عودته من ساحة الاعتصام في ساحة الحبوبي.
وبحسب مراسلنا في المحافظة، باسم صاحب، فإن المتظاهرين شيعوا جثمان الشهيد من الطب العدلي في مستشفى الناصرية الى ساحة الحبوبي، وسط جو مشحون بالغضب، ليتبع ذلك حرق عدد من مقرات الأحزاب السياسية والدوائر الأمنية في رد فعل على عملية استهداف المتظاهرين الذين حملوا الأجهزة الأمنية مسؤولية ما يحدث من انفلات أمنى واستهداف للناشطين، حيث اغلق المتظاهرون جسور المدينة، قبل ان تعود الحياة الى طبيعتها صباح أمس وتم فتح الجسور باستثناء جسر الزيتون.

الديوانية والسماوة

وفي سياق الاحتجاجات، أعلن متظاهرو الديوانية استمرارهم في إغلاق الدوائر الحكومية كورقة ضغط لتحقيق مطالبهم، مؤكدين أن المرجعية لم تدع إلى إعادة الدوام في الدوائر والمدارس.
وأكد الناشط المدني، عمار الخزعلي، في حديث صحفي اطلعت عليه "طريق الشعب"، أن "المرجعية الدينية لم تدع إلى إعادة الدوام، وإنما أوضحت السلبيات والأضرار والمشاكل التي تمر بها البلاد نتيجة عدم استجابة الكتل السياسية للشعب، وأنها بينت الحل الذي ينهي هذه الازمة"، مشيراً إلى أن "الطلبة وحدهم من يقررون مصير دوام المدارس واستئنافه من عدمه، ولا يوجد اجبار لأحد لتنفيذ الاضراب".
وفي غضون ذلك، طالب أهالي السماوة المنتفضون، بإقالة عدد من المدراء غير الكفؤين في المحافظة، فيما شددت مجاميع طلابية في قضاء الرميثة، على استمرار الإضراب عن الدوام حتى تلبية جميع مطالب الشعب.
وأوضحوا بحسب بيان لهم، إن "خطاب المرجعية كان داعماً للإضراب، وأننا لم نفرض الإضراب على أحد، وإنما إضرابنا كان وما زال إضراباً طوعياً حضارياً بيّن للعالم ان الطالب العراقي جزء مهم من هذه الثورة العظيمة".

النجف وبابل

وواصل أهالي النجف حراكهم الاحتجاجي وسط المحافظة، مطالبين باختيار رئيس حكومة مستقل عن الأحزاب السياسية ووفق المواصفات التي أعلنتها ساحات التظاهرات.
وبحسب الأنباء، اغلق عدد من المتظاهرين مقر شركة زين للاتصالات في المحافظة احتجاجاً على ارتفاع اسعار بطاقات الشحن، مطالبين بخفض اسعار كارت الشحن، وتقديم عروض تتناسب مع دخل الفرد بالإضافة الى تشغيل أكبر عدد ممكن من الشباب العاطلين عن عمل وضمان حقوقهم، فيما علق المحتجون لافتات على مقر الشركة كتب عليها مغلق بأمر الشعب.
وذكر مراسل "طريق الشعب"، في بابل، محمد علي، إن المواطنين توافدوا بكثرة الى ساحات الاعتصام، معلنين عن عدم عودتهم الى منازلهم حتى تحقيق المطالب.
يذكر ان التظاهرات واصلت نشاطها في محافظات ميسان وواسط وكربلاء، وسط تنوع الفعاليات التي تقام في ساحات الاعتصام.