طريق الشعب
رفع المتظاهرون في بغداد والمحافظات، أصواتهم مجددا في وجه محاولات تسويف المطالب المشروعة من قبل الأحزاب المتنفذة في قضية تكليف رئيس للوزراء مع انتهاء المهلة الدستورية لاختياره، وقد قام الآلاف منهم في أماكن مختلفة بقطع الطرق وإغلاق الدوائر الحكومية واقامة فعاليات احتجاجية متنوعة.

الاف المتظاهرين في بغداد

وتجمهر الآلاف من المتظاهرين في ساحة التحرير وسط العاصمة، معلنين رفضهم كل مرشحي الأحزاب المتنفذة لتولي رئاسة الحكومة مطالبين بتحقيق مطالب الشعب، وسط حضور كبير من طلبة الجامعات.
وتأتي هذه التظاهرات قبيل انتهاء المهلة الأخيرة لرئيس الجمهورية في اختيار رئيس الحكومة المقبلة.
وطالب المتظاهرون في ساحة التحرير باختيار شخصية نزيهة ووطنية ومستقلة لرئاسة الحكومة، معبرين عن رفضهم محاولات تسويف مطالبهم.
ونقل مراسلنا في ساحة التحرير، عن الناشط المدني امير البديري، قوله، إن "هذه التظاهرات هي التحذير الأخير للأحزاب المتنفذة، وامامهم فرصة للاستجابة لمطالبنا"، محذرا، من "عدم الاستجابة للمطالب والتي ستدفع بنا الى التصعيد في خطوات غير مسبوقة".
وتميزت يوم أمس، التظاهرات الطلابية الحاشدة لطلبة الجامعات والمدارس التي عاودت الحضور مجدداً إلى الساحة التحرير للاستمرار في الإضراب المستمر منذ اسابيع، فيما كشف مصدر أمني لقناة دجلة الإخبارية، عن إطلاق سراح الطبيب عمر يوسف السلطاني المسعف المتطوع في ساحة التحرير، بعد اقل من ثمان واربعين ساعة على اختطافه في منطقة الكرادة عقب عودته من ساحة التظاهر.

البصرة

وفي محافظة البصرة، قطع المتظاهرون صباحاً، تقاطعات الكزيزة والعسكري والجمعيات وشارع بغداد قبل ان تعيد القوات الأمنية افتتاحها مجدداً، في حين بقي تقاطعا التجاري والموفقية مقطوعين.
وأشار المتظاهرون في البصرة، بحسب وكالات الأنباء، إلى إن قطعهم الطرق يأتي بأمر الشعب لمنع اختيار رئيس للوزراء من قبل الاحزاب المتنفذة، معلنين انهم سيستمرون في الاضراب وقطع الطرق يوم غد وبعده.
وتجددت التظاهرات بالقرب من بوابة حقل مجنون النفطي الواقع شمال شرق المدينة، حيث أقدم المتظاهرون على نصب الخيام لمنع الموظفين والمركبات من الدخول والخروج للحقل.
وأعلن مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة عن "بقاء 9 متظاهرين محتجزين لدى القوات الأمنية من إجمالي الـ 90 متظاهرا الذين أطلق سراحهم ممن اعتقلوا على خلفية احداث التظاهرات التي شهدتها المحافظة.
وفي السياق، أقدم المتظاهرون في مدينة الناصرية على قطع الجسور وطرق محورية عدة، فيما ظلت جميع الإدارات الرسمية مغلقة.

قطوعات الناصرية

وفي الأثناء، قام متظاهرون غاضبون في الناصرية، بقطع جسر الحضارات، والزيتون، والنصر، وتقاطع البهو وسط المدينة.
وذكر مراسلنا، في المحافظة، إن هذه الخطوة تأتي، في سياق الدعوات للتصعيد السلمي، للضغط على الكتل السياسية لاختيار رئيس وزراء غير متحزب، وتنفيذ مطالب المتظاهرين المتعلقة بقانون الانتخابات، ومفوضيتها، وحل البرلمان، مشيراً إلى أن عددا من عمال معمل غاز الناصرية منعوا دخول وخروج سيارات الغاز الى المعمل احتجاجاً على قرار انهاء خدماتهم الذي اعتبروه جائرا.
وأضاف المراسل، انه في لفتةٍ إنسانية مؤثرة، وقف عدد من متظاهري ساحة الحبوبي، مع خطيبة الشهيد علي العصمي، الذي اغتيل برصاص مجهول قبل أيام وسط مدينة الناصرية، رافعين يافطات التعزية إلى خطيبة الشهيد، في رسالة نبيلة لاستذكاره ومواساتها على فقدانه الأليم.

ميسان والديوانية

إلى ذلك، شهدت محافظة ميسان تظاهرة حاشده تخللتها عدد من الفعاليات المتنوعة.
وتناقلت مواقع الفيس بوك، مقطعا فيدوياً للشاعر علي المنصوري وهو يلقي قصيدة للانتفاضة الهبت حماس المتظاهرين.
وفي جانب آخر، أعلن متظاهرو الديوانية، الاضراب العام عن الدوام ردا على المطالبات بإعادة انتظام الدوام الرسمي في المحافظة.
وأفادت الأنباء، بإغلاق مجموعات من المتظاهرين الإدارات الرسمية، واحدة تلو الأخرى، رافعين لافتات كتب عليها "نعتذر لإزعاجكم، نعمل لأجلكم"، فيما قام محتجون في المحافظة بإغلاق الطريق الرابط بين محافظتي الديوانية والنجف احتجاجاً على عدم اختيار رئيس وزراء ضمن الشروط التي وضعها المتظاهرون.

السماوة وكربلاء

وفي الوقت ذاته، تظاهر الاف المواطنين في مدينة السماوة مركز محافظة المثنى، احتجاجا على ترشيح قصي السهيل لرئاسة الوزراء.
وأفاد مراسلنا، في المحافظة، ان المتظاهرين قطعوا طرقاً وتقاطعات رئيسة، في شوارع المدينة، تعبيرا عن غضبهم لمواقف الكتل السياسية من قضية ترشيح رئيس جديد للحكومة.
أما في كربلاء، أوضح مصدر مطلع لوكالة "بغداد اليوم"، أنه "تم تسليم قواطع المسؤولية في محافظة كربلاء من قبل أصحاب القبعات الزرقاء إلى القوات الأمنية في ساحة التربية وسط المحافظة".
واستمر توافد المواطنين الى ساحة التربية وسط مدينة كربلاء معلنين رفضهم لمحاولات الكتل السياسية الالتفاف على المطالب المشروعة للمواطنين.

تظاهرات بابل تتسع

وفي غضون ذلك، اتسعت رقعة الاحتجاجات في محافظة بابل، لتشمل قضاء المحاويل بعدما نصبت السرادق امام مديرية التربية في القضاء بالتزامن مع خروج تظاهرة طلابية للتأكيد على المطالب الشعبية بترشيح شخصية تتناسب ومواصفات الشعب لرئاسة الوزراء.
وأكد المتظاهرون في مدينة الحلة مواصلتهم الاضراب عن الدوام في المدارس والمؤسسات الحكومية حتى تحقيق مطالبهم، مرددين خلال مسيرات جابوا بها شوارع المحافظة، هتافات تندد بالفساد وتدعو الى مواصلة الإضراب، مشددين على ضرورة اختيار شخصية مستقلة وطنية لرئاسة الوزراء في الحكومة الجديدة.

واسط تغلق المداخل

وفي ذات السياق، شرع متظاهرون، في محافظة واسط، بإغلاق جميع مداخل وجسور محافظة واسط ما ادى الى شلل تام وتعذر الدوام الرسمي في الدوائر الحكومية وسط اجراءات امنية مشددة من قبل القوات الأمنية.
واستمر متظاهرو المحافظة في التوافد الى ساحة الاعتصام معلنين رفضهم مرشحي الأحزاب المتنفذة لرئاسة الحكومة.