طريق الشعب
صعد المتظاهرون المنتفضون، في محافظات عدة، يوم أمس، وتيرة احتجاجاتهم، بأشكال مختلفة، لتشمل قطوعات وإغلاق للعديد من الدوائر الحكومية ومداخل ومخارج المدن، فضلاً عن قطع بعض الجسور والتقاطعات الرئيسة، مؤكدين أن ذلك يأتي رداً على المحاولات التي جرت ليلة السبت الماضي من قبل الكتل السياسة المتنفذة، لفرض رئيس وزراء من اوساطها خلافاً للمعايير التي حددتها ساحات الاحتجاج والاعتصام التي تواصل نشاطها دول كلل.

قطوعات بغداد

وذكر مراسل "طريق الشعب" في ساحة التحرير، إن متظاهرين غاضبين على تمسك الكتل السياسية بترشيح قصي السهيل لرئاسة الحكومة، قطعوا طريق سريع محمد القاسم وسط بغداد، واحرقوا الاطارات عليه، بعدما أغلقوا مناطق عديدة في العاصمة، منها مداخل ومخارج مدينتي الصدر والزعفرانية.
وفي السياق، كشف مصدر أمني لوكالة "بغداد اليوم"، إن "المئات من أهالي منطقة الزعفرانية، اغلقوا مداخل المدينة ومخارجها، احتجاجا على عدم استجابة الحكومة لمطالب المتظاهرين".
وأضاف المصدر، أن "الأهالي هددوا بخطوات تصعيدية في حال مضت الحكومة بعدم الاستجابة للمطالب، واستمرارها بتمرير القوانين التي لا تنسجم مع رؤية الشارع العراقي، ولا تلبي تطلعاته في تحقيق اهداف الإصلاح التي رفعها المتظاهرون خلال التظاهرات التي انطلقت في الأول من تشرين الأول والمستمرة حتى الان".
وبحسب شهود عيان، فقد اغلق المتظاهرون في مدينة الصدر مداخل ومخارج المدينة.
وأوضحوا إن القطوعات هذه تأتي للرد على الاستهانة الحكومية بمطالبهم، وللمضي في الإضراب العام عن الدوام الذي ما زال مستمراً في أماكن مختلفة من البلاد.
ويأتي هذا التصعيد بعد ان أصدر معتصمو ساحة التحرير بياناً تلقت "طريق الشعب"، نسخه منه، أكد على ان "سلطة الاحزاب ما زالت تصر على فسادها واستخفافها بدماء الشهداء وتعليمات المرجعية الدينية بمحاولتها تمرير مرشحها قصي السهيل المرفوض من قبل الشعب العراقي".
وحذر البيان، من "الاستخفاف برغبة الشعب الذي ستكون لأبنائه السلميين كلمتهم الحاسمة بمسيرات مليونيه تعبر عن الرفض والغضب مما تقوم به الكتل السياسية من العمل على تلبية إملاءات خارجية مستفزة".

قطع طريق ام قصر

وفي الأثناء، قطع محتجون غاضبون الطريق نحو ميناءي ام قصر والخور، وبعض الطرق الأخرى في البصرة.
وتناقلت وكالات الأنباء، عن شهود عيان في المحافظة، قولهم، إن المحتجين اقتحموا حقل غرب القرنة 1 النفطي، واعتصموا داخله، مانعين الموظفين من الدخول إليه ومطالبين بإجراء إصلاحات وتوفير فرص العمل ومكافحة الفساد.

تصعيد الناصرية

وفي غضون ذلك، أقدم عدد من المتظاهرين على قطع جسور الناصرية كافة، وتقاطعات رئيسة وسط المدينة، وقاموا بقطع طريق حقل الغراف النفطي وشركة زيبك الصينية، واغلاق شركة مصافي نفط الجنوب.
وأوضح مراسلنا في المحافظة، إن عدداً من المتظاهرين قطعوا جسر الزيتون، والنصر، والحضارات، والدوب، والحديدي، والسريع، بالإضافة الى تقاطع البهو وسط مدينة الناصرية، قبل ان يتم إعادة افتتاحها مجددا، لافتاً إلى أن عددا من المتظاهرين، قطعوا الطريق المؤدي الى حقل الغراف النفطي، وشركة زيباك الصينية العاملة في الحقل، في قضاء الرفاعي.
وبين مراسلنا، إن المعتصمين أمام شركة نفط الجنوب، من خريجي الهندسة والمعاهد، نقلوا اعتصامهم الى أمام شركة مصافي نفط الجنوب، واغلقوها، على خلفية الاجتماع الاخير بين تنسيقية المعتصمين، وممثلين عن المحافظة".

ميسان والديوانية

وفي سياق الاحتجاجات، واصل المواطنون في محافظة ميسان، حضورهم الكثيف إلى ساحة الاعتصام التي شهدت توافدا مميزا للكوادر التدريسية وموظفي مؤسسات الدولة، مع استمرار الاضراب الطلابي في المحافظة، فيما عبّر متظاهرو الديوانية، عن غضبهم من إصرار الكتل السياسية على ترشيح شخصيات مرفوضة من قبلهم.
وبحسب الأنباء، توافدت حشود الديوانية المنتفضة، بأعداد كبيرة صوب ساحة الساعة، وهي ترفع شعارات ضد مرشحي الكتل السياسية، وتستنكر الطريقة التي تتعاطى بها الاحزاب المتنفذة مع مطالب المتظاهرين واستمرار تحديها الارادة الشعبية عبر ترشيح شخصيات مرفوضة من قبلها.
وأفادت الأنباء أيضاً، بإغلاق المتظاهرين لأغلب الدوائر الحكومية في الديوانية، بينها مديريات التربية والماء والمجاري والتسجيل العقاري والضريبة ومبنى الحكومة المحلية.

المثنى والنجف

أما في المثنى، فقد واصل طلبة المدارس إضرابهم عن الدوام، وتوافدت اعداد كبيرة منهم إلى ساحة الاعتصام وسط مدينة السماوة، فيما أشار مراسلنا في المحافظة، إلى أن العشرات من المحتجين قطعوا الطريق أمام صهاريج النفط المتوجهة الى مصفى السماوة.
وشهدت محافظة النجف تظاهرة طلابية لطلبة الاعداديات داخل ساحة الصدرين، معلنة عن استمرار الإضراب حتى تحقيق المطالب.
وذكر مراسلنا في المحافظة، عباس البغدادي، ان عددا من المتظاهرين قاموا بقطع الطرق الرئيسة في المدينة مع فتح خط للطوارئ، كتصعيد شعبي نتيجة تسويف المطالب من قبل الأحزاب والكتل السياسية المتنفذة.
يُذكر أن متظاهري كربلاء، أغلقوا أيضاً عدداً من الطرق والشوارع في المحافظة، بينما أعلنت نقابة معلمي بابل، الإضراب المستمر عن الدوام حتى تحقيق جميع مطالب الانتفاضة.

ديالى وكركوك

من جانب آخر، نظم المئات من طلبة جامعة ديالى، تظاهرة احتجاجية، ضد الأحزاب المتنفذة والطبقة السياسية في المنطقة الخضراء.
وطالب المحتجون في هتافاتهم برحيل "الاحزاب الحاكمة"، مرددين شعارات منها "شلع قلع.. كلهم حرامية".
وفي كركوك، تظاهر العشرات من المحاضرين المجانيين امام مديرية تربية كركوك، مطالبين بفرز نتائج القرعة الأخيرة في المحافظة وإلغاء الأسماء من خارجها، فيما عطلوا دوام المديرية ومنعوا الموظفين من الدخول اليها.