منذ بدء المحاولة الانقلابية ضد الرئيس الفنزويلي المنتخب ديمقراطيا، يشهد العديد من مدن البلاد اعمال عنف متصاعدة، ادت الى وقوع أكثر من 20 ضحية. ويشير العديد من وسائل الإعلام الى أن الاحداث التي تشهدها مناطق متفرقة من العاصمة كاراكاس، هي نتيجة للاحتجاج ضد الحكومة، في حين يشير مراقبون محليون الى ان معظم عمليات النهب والانتهاكات تعود الى نشاط مجرمين عاديين يستغلون الأزمة السياسية والاقتصادية. لذا دعت رئيسة جمهورية تشيلي السابقة، و مفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشيليت، إلى إجراء تحقيق مستقل ونزيه في جميع حوادث العنف التي خلفت قتلى وجرحى. والمطلوب تحديد الجهة التي تقف وراء ذلك ، هل هي النشر الواسع لقوات الأمن، أو الجرائم التي ترتكبها العصابات المسلحة. وحذرت المسؤولة الأممية من ان الوضع في فنزويلا قد يصبح خارج السيطرة، ويؤدي إلى عواقب كارثية.
وفشلت محاولات الولايات المتحدة وحلفائها لتأمين اعتراف عالمي برئيس البرلمان اليميني خوان خوديو، الذي اعلن نفسه رئيسا لمؤقتا لفنزويلا، في محاولة للانقلاب على الحكومة الشرعية في كاراكاس . وفشلت الولايات المتحدة الخميس الفائت في تشكيل اكثرية في منظمة الدول الأمريكية للاعتراف برئيس الانقلاب، على الرغم من حضور وزير الخارجية الأمريكية مايكل بومبيو شخصيا اجتماع المنظمة. حيث لم يؤيد التوجه المريكي سوى 16 عضواً في المنظمة من اصل 35 بلدا يشكلون قوامها. وفي يوم السبت لم تكن الولايات المتحدة قادرة، على تجميع أغلبية الدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. فقد دعم الموقف الأمريكي ممثلو ألمانيا وبريطانيا وفرنسا ، دعم شرعية حكومة الرئيس مادورا كل من الصين وروسيا وجنوب أفريقيا وجمهورية الدومينيكان وغيرهم. وأدان وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أريزا ، الذي حضر الاجتماع ، المساعي الانقلابية التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، ورفض مهلة الاتحاد الأوروبي النهائية ومطالبته الرئيس مادورو باجراء انتخابات جديدة خلال 8 أيام. وأكد وزير الخارجية الفنزويلي أن لا أحد سينجح في إغراق بلاده في حرب أهلية.
وقد خيرت واشنطن في الواقع الجيش الفنزويلي بين الانقلاب على الشرعية، او مواجهة تدخل عسكري خارجي. لكن وزير الدفاع الفنزويلي والقيادات العليا في الجيش اكدوا التزامهم بالدستور ودعمهم للسلطة الشرعية. ولكن واشطن نجحت في كسب الملحق العسكري في السفارة الفنزويلية في واشطن خوسيه لويس سيلفا الى جانبها، فاعلن السبت دعمه لرئيس الانقلاب ، ودعا زملاءه العسكريين في الداخل للإطاحة بالرئيس مادورا.
وفي السبت والاحد الماضيين سحبت الولايات المتحدة بعض دبلوماسيها من كاراكاس. وفي الوقت نفسه عاد الدبلوماسيون الفنزويليون إلى وطنهم. وأعلنت الحكومة الفنزويلية السبت أنها اتفقت مع الادارة الأمريكية على التفاوض بشان اقامة ممثلية لمصالح البلدين بدلا من السفارات. وهذا الاتفاق يعني ضمنا اقرار الولايات المتحدة بأن الرئيس الحالي لحكومة فنزويلا هو نيكولاس مادورو.

مؤتمر صحفي للشيوعي الفنزويلي

في مؤتمر صحفي استثنائي، عُقد في كاراكاس الجمعة الفائتة، شدد السكرتير العام للحزب الشيوعي الفنزويلي اوسكار فيغيرا، على ان محاولة الانقلاب التي تقودها الامبريالية الامريكية وحلفاؤها في امريكا اللاتينية، وقوى اليمين التابعة لهم في الداخل، تهدف الى نزع الشرعية عن الرئيس مادورا، وتنصيب حكومة دمى في البلاد، وخلق ظروف سياسية ملائمة لنشر العنف، وصولا الى اشعال حرب اهلية لشرعنة تدخل عسكري خارجي.
وانطلاقا من هذه الحقائق توجه الحزب الشيوعي نحو تعبئة جميع قدرات الحزب والشبيبة الشيوعية والمنظمات الجماهيرية لتكوين أوسع تحالف وطني وديمقراطي شعبي لمواجهة الانقلاب الإمبريالي، ولمواصلة تفعيل التضامن الأممي عبر حزمة من التحركات التضامنية مع الاحزاب الشيوعية والعمالية وقوى التقدم الاخرى في العالم والمنظمات الديمقراطية العالمية كمجلس السلام العالمي، واتحاد النقابات العالمي، واتحاد النساء العالمي واتحاد الشبيبة العالمي ومنظمات اخرى.
واكد الشيوعي الفنزويلي ضرورة تفعيل دور اطراف التحالف الوطني الديمقراطي الثوري في قيادة عملية مواجهة الامبريالية، وحل المشكلات الصعبة التي يواجهها الشعب، وضرورة ايقاف المضاربات المالية التي تستنزف بشكل يومي طاقات الشعب المالية والاقتصادية، كذلك محاربة الفساد على جميع مستويات النظام السياسي والاداري في فنزويلا.
وطالب الحزب بعقد اجتماع عاجل لاطراف "القطب الوطني" الحاكم، واجراء لقاء ثنائي بين قيادة الحزب والرئيس مادورا، لاطلاعه على مقترحات الشيوعيين الهادفة الى مخرج ثوري من الازمة القائمة. كذلك تعبئة وحدات وطنية ديمقراطية ثورية لدحر المحاولة الانقلابية الجارية.

عرض مقالات: