دعا تجمع المهنيين السودانيين، المواطنين إلى تنفيذ اعتصامات كبرى مساء اليوم الأحد في 23 ميدانا توزعت على 6 مدن رئيسة من البلاد، موضحا توجيهاته الى المعتصمين بخصوص مواقع الاعتصام والآليات التي يجب الاخذ بها من قبلهم، وفيما اعلن عن اصداره تطبيقا اخباريا لنقل آخر المواقف والمستجدات الى المواطنين بشكل سريع، حشدت نقابات وتجمعات سودانية في بريطانيا والولايات المتحدة، من اجل تنظيم وقفات تضامنية تساند وتدعم الحراك الداخلي.
وانتهت قوى المعارضة السودانية مؤخرا، من وضع ميثاق الحرية والتغيير الذي يعد خارطة عمل جديدة توضح كيفية ادارة البلاد بعد الفترة الانتقالية التي تعقب تنحي البشير عن الحكم.

ميادين عديدة

قال التجمع في بيان اطلعت عليه "طريق الشعب"، ان "هذا الشعب العبقري اثبت بانه قادر على التفوق حتى على نفسه، وها نحن نراهن على أنفسنا وعلى بسالة شعبنا لنعلن لكم انطلاق المواكب الداخلية، والتي تتجمع للاعتصام في الميادين والساحات"، مشيرا الى أن "الاعتصامات سوف تبدأ في تمام الساعة الثالثة مساء من التوقيت المحلي"، فيما بين وجود 23 ميدانا اعتصاميا تمت تسميتها وهي موزعة على 6 محافظات رئيسة، إضافة الى توجيهات تضمنت أن "يكون المعتصمون ضمن الميادين المشار اليها، من اجل ان يعم صوت الثورة كل ارجاء السودان".
واكد انه "في حال كانت هنالك صعوبة بالوصول إليها، فللثوار أن يختاروا ميادين تنطبق عليها مواصفات ضرورية مثل ان يكون الميدان المختار في وسط الحي، وأن يفتح على اربعة شوارع"، مشيرا الى ضرورة أن "لا تكون الميادين مطلة على أي شارع رئيسي، وان يكون الدخول والخروج منها سهلا".

تطبيق اخباري

وفي السياق، اعلن التجمع، عن اطلاق تطبيق اخباري من اجل إيصال المعلومات إلى الجماهير السودانية ومشاركة أخبار وبيانات التجمع معهم بالسرعة والكفاءة المطلوبة.
وأشار التجمع خلال بيان اطلعت عليه "طريق الشعب"، الى أن "التطبيق في أيامه الأولى من انطلاقته، قد حقق نجاحا ملموسا ونال إعجاب غالبية مستخدميه، بالرغم من ذلك فإن بعض المستخدمين أبدوا قلقهم من الصلاحيات الممنوحة للتطبيق كالموقع، والمكالمات، والرسائل، والكاميرا، والميكروفون، وسجل الهاتف"، فيما برر هذه المخاوف الشعبية، موضحا بأن "التطبيق بشكله الحالي ليست به خصائص تستحق هذا الكم من الصلاحيات، وهو ما زال في مراحله الأولى، والإصدارات المستقبلية ستحتوي على خصائص قد تحتاج لمثل هذه الصلاحيات".

وقفات تضامنية خارجية

الى ذلك، اعلنت تنسيقية النقابات والروابط السودانية بالمملكة المتحدة وتحالف القوى السياسية والجاليات السودانية، عن تنظيمها لوقفات تضامنية مع الاعتصامات، في العاصمة البريطانية لندن، ستكون اليوم في تمام الساعة الواحدة ظهرا، مشيرة الى ان الوقفة ستشهد مشاركة من قبل مؤتمر النقابات البريطانية دعماً للنقابات والروابط المهنية في السودان، فيما شهدت عشر ولايات امريكية ايضا، وقفات تضامنية جرت يوم أمس وستستمر، اليوم وغدا الاثنين ضمن اطار الدعم الخارجي للاحتجاجات.

ميثاق الحرية والتغيير

في المقابل، أنهت قوى المعارضة السودانية، أمس الأول، وضع ميثاق الحرية والتغيير الذي يتضمن ملامح الحكم أثناء الفترة الانتقالية التي تعقب تنحي الرئيس السوداني عمر البشير.
وقال زعيم حزب الأمة الصادق المهدي، إن مشاورات واسعة جرت للاتفاق على نص الميثاق، ويجري حالياً عرضه على نحو 20 مجموعة سياسية ومدنية، مشيرا الى أن "المجموعات المعارضة ستوقع عليه، بعد دراسته أمام مؤتمر صحفي دولي، ينتدب بعده مائة شخص يمثلون المجتمع السوداني بكل مكوناته لتقديم الميثاق عبر المجلس الوطني".
وأشار المهدي، الى انه "سيعقب ذلك تسيير مواكب تشارك فيها إضافة للشباب الثائر رموز المجتمع وقادة تكويناته السياسية والمدنية لتقديم المطالب الشعبية في العاصمة والولايات وفي سفارات السودان في الخارج، والمواكب ستكون حاشدة وصامتة ترفع شعارات ميثاق الخلاص والحرية والمواطنة".
ويتضمن الميثاق حزمة مطالب على رأسها "رحيل النظام، وأن تحل مكانه حكومة انتقالية واجبها تحقيق السلام العادل الشامل وكفالة حقوق الإنسان والحريات، وتطبيق برنامج اقتصادي إسعافي لرفع المعاناة عن الشعب وتطبيق برامج الإصلاح البديلة، وعقد المؤتمر القومي الدستوري لكتابة دستور البلاد".