الأدب الشعبي: هو التعريف بتاريخ وتراث شعب من الشعوب، الفن الشعبي، الأغنية الشعبية، الأهزوجة الشعبية، الفلكلور الشعبي، الأساطير الشعبية، عندما يتم الحديث عنها بلغة شعب من الشعوب. وقد تميز الشعر الشعبي العراقي بمزايا كثيرة، جعلته في موقف الرفض والتحدي للظلم الاجتماعي والتفاوت الطبقي، والتفرد السلطوي، والقمع السياسي، والفساد المالي والإداري..
(
گبل جان اليبوگ.. يحوف تالي الليل هسه الظهر يسطي ومحد يرده..)
وهكذا سمعنا المهوال.. وهو فلاح من الجنوب.. يحكي معاناته مع سياط الجلادين وأعدائه الطبقيين.. إضافة الى تعرضه للجوع والحرمان والقهر الاجتماعي:
على الله والعلى الله بضاعة المسكين
بشواربنه ولحانه لامرك مطـيعين
تطالبني على حـگـي وآنه اطلبك دين
ولازم يصدف يوم الدنيا اتحول الراكب
او كما ردد هذا المهوال وهو من أهل الرميثة.. المدينة التي شهدت انطلاقة الثورة العراقية الكبرى،حيث قال:
امشاجف والزمان مرادف الطگـات... واريض اهموم وكتي بصفنة الهوسات
تمطر غيض روحي مرافجة اللـچمات... وانشدنك يعمري على الزمان الفات
(
إمشاجف دوم إمشاجف.. لاجن يالحر ما ذليت)
وهذا غيض من فيض.. فيما نطق به الشعراء وهم يتبارون في نبش الواقع المأزوم في مجتمعنا..
وقد رافق الشعر الشعبي مسيرة الانسان...فكان سيفه في منازلة الباطل ومقارعة الطغيان.
ويقال إن التاريخ.. في سجالاته.. قد يعيد نفسه في بعض مواقفه.. وهذا ما قرأناه في قصيدة للشاعر الشعبي المرحوم عباس اللامي.. وهو يصف برلمان العراق قبل اكثر من 80 عاما.. وكأنه ينطق عن برلمان العراق هذا اليوم:
شو ماله حس هالمهيوب
شو حسه ما يطلع سكت... وتناوش الكرسـي ونبت
والناس ماتت وانسبت... واتزينـت بالـمـگـلوب
شو ماله حس هالمهيوب
يشرب ويطرب بالفرح... ومكيف وصدره انشرح
ما يحجي بس گـاعد شبح... سكاتي مثل المصلوب
شو ماله حس هالمهيوب
إن هذا الذي سمعناه.. من الشاعر الملا عباس اللامي ما زالت أفكاره حية ونحن نعيشها تماما.. رغم أنها قيلت قبل اكثر من 80 عاما، والنواب الآن يضعون حجر الأساس بقوة لمبدأ النهب المشرعن.. فهم لم يكتفوا بالأموال الطائلة التي يحصلون عليها.. بل إنهم يريدون امتيازات ومكافآت ومنحا مالية تضاف إلى رواتبهم الفلكية..
نتحده المنايه ونسحـگ الطاغوت....
ونعبر عل الكلافة ولا يهمنه الموت
ومن طبع العراقي على الثجيلة ايفوت
انجان اتريد الشاهد.. عدنه الفايل بالعشرين
وفي زمن النظام ألبعثي الأسود، عرض فلم كان اسمه “ المسألة الكبرى “ وهو يتحدث عن ثورة العشرين..وعندما لاحظه احد مهاويل الرميثة.. نهض غاضبا..ورفع صوته محتجا ورافضا منطق ان تكون الثورة لغير أهل الرميثة وهم من صنع الثورة بدمائهم ورجالهم وتضحياتهم البطولية:
لون شعلان يدري انباگت الثورة
جا فج التراب وطلع من گبره
ماهي بالسوير المسألة الكبرى
الشاهد عدنه الشاهد احنه ايتام من العشرين.
ولا يفوتني ان أذكر بمرحلة الشعر ألنوابي وشعراء العراق المحدثين ومواقفهم المعروفة في الدفاع عن طموحات شعبنا في حياة كريمة ووطن سعيد.. فقد كانت لهم قصائد اجادوا فيها كثيرا، الشاعر عريان السيد خلف والشاعر ناظم السماوي وحامد كعيد وابوقمر وغيرهم الكثير..