رشيد غويلب
تشهد الحرب الدائرة بين الحكومة الافغانية المدعومة دوليا و طالبان والمستمرة منذ احتلال القوات الامريكية البلاد في عام 2001 وقفا مؤقتا، او محدودا لوقف اطلاق النار.
وكان آخرها ما اعلنه الرئيس الافغاني اشرف غني في الذكرى السنوية الـ99 ليوم استقلال افغانستان، انهم اعلنوا وقفا لاطلاق النار مع طالبان اعتبارا من اول ايام عطلة عيد الاضحى المنتهية. ولكن البلاد تعيش حالة حرب ودمار لم تغير من طابعها قرارات وقف اطلاق النار المؤقته، والتي سرعان ما تنكشف عن جولات من عمليات طالبان الارهابية، يقابلها قصف طائرات التحالف الغربي. وشهدت الاسابيع التي سبقت عطلة العيد سلسلة من العمليات الانتحارية استهدفت مركزا للتأهيل المهني في العاصمة كابول، ادى الى استشهاد 37 افغانيا، اغلبهم من الشباب تتراوح اعمارهم بين 16 -18 عاما. تبعها هجوم مسلح استهدف مركزا لتأهيل منسبي المخابرات الافغانية.
ويشير تقرير صادرعن الأمم المتحدة ، الى وجود 162الف لاجئ داخل البلاد وخارجها منذ بداية عام 2018 افغنستان، طلبا للامن والسلام، جراء استمرارالقتال العنيف بين حركة طالبان الإسلامية المتطرفة، والقوات الحكومية.
و تتفاقم اوضاع البلاد باستمرار، منذ عام 2001 ، وفي نهاية عام 2014 ، تم رسميا إنهاء المهام القتالية لقوات حلف (الناتو) بقيادة الولايات المتحدة ، و تحويلها إلى مهمات للتدريب اطلق عليها تسمية "الدعم الحازم". وفقاً لدراسة حديثة لهيئة الإذاعة البريطانية ، فإن لحركة طالبان الارهابية تأثيرا كبيرا في 70 في المائة من مناطق البلاد. وعلى الرغم من أن عدد الإصابات والوفيات بين المدنيين قد انخفض بنسبة في المائة ، إلا أن عدد الوفيات وحده في الأشهر الستة الأولى من هذا العام كانت أعلى من أي وقت مضى. وبلغت الحصيلة وفاة 1692 مدنياً، يضمنهم 400 طفل. ويتراكم عدد النازحين داخل البلاد : في عام 2017 سجلت الأمم المتحدة قرابة 450 الف نازح ، وفي عام 2016 أكثر من 660 الف نازح . وهناك مناطق مهجورة بالكامل. ولا يستطيع النازحون العودة الى مدنهم الأصلية. وبيلغ العدد الاجمالي للنازحين ما بين 2– 3 مليون مواطن.

الترحيل القسري مستمر

تبرر الحكومة الاتحادية الالمانية بزعامة ميركل عمليات ترحيل اللاجئين القسري إلى أفغانستان بالقول ان هناك مناطق آمنة في البلاد.
وتتحدث تقارير وزارة الخارجية الالمانية عن مناطق "مستقرة نسبيا". وبالتأكيد فان درجة الخطورة تختلف من مدينة الى اخرى. ويبدو ان اصجاب القرار في الحكومة الالمانية يستخدمون تعبيرا ملطفا ليصنعون "مناطق آمنة"، ولكن السؤال ماذا يعني في الواقع "مستقر نسبيًا" في أفغانستان؟ على سبيل المثال بشير تقرير لمكت دعم اللجوء الأوربي ، الى تسجيل 800 1 عمل مسلح في مقاطعة هلمند ، التي شهدت أكبر عدد من الحوادث الأمنية ، خلال الفترة المشمولة بالتقرير، والتي تنوعت بين المناوشات ، والغارات الجوية، والهجمات الإرهابية و إطلاق النار والكمائن. واذا ما اعتمدنا لغة الحكومة الألمانية فان الإقليم يكون آمنا اذا سجل "فقط" بين 50 - 100 "مثل هذه الاعتداءات". ولكن منظمات حقوق الانسان ومنظمات دعم اللاجئين ، تعتبر مثل هذا التوصيف بعيدا عن الواقع وليس مبررا لاستمرار عمليات ترحيل اللاجئين القسري.

تمديد بقاء القوة الالمانية في افغانستان

وسبق للبرلمان الاتحادي الألماني قد قرر باكثريته اليمينية تمديد بقاء القوة العسكرية الالمانية في افغانستان وزيادة عديدها لتصل الى 1300 مقاتل، وهو ما يعده مختصون مؤشرا لعدم الاستقرار الامني في البلاد. وتقول منظمات السلام الالمانية، ان تمديد بقاء القوات وزيادة عديدها لا يرتبط بالوضع الامني، بقدر ما ياتي استجابة للضغوط التي يمارسها الرئيس الامريكي ترامب على حلفائه. وان الحرب ستسمر هناك وستزداد ضراوة. وحتى الحكومة الالمانية تعلم بعدم جدوى الحل العسكري للصراع في افغانستان.