طريق الشعب
منذ الاحد الماضي، وبعد الاجتماع الرباعي في فندق بابل، تشهد الساحة السياسية في العراق حراكاً واسعاً بين القوى الفائزة بالانتخابات التي جرت في (12 ايار 2018) لتشكيل الكتلة الأكبر تمهيداً لتكليفها بتشكيل الحكومة المقبلة، فيما يؤكد اعضاء في "سائرون" والنصر" و"الوطنية" ان نوابا من قوى فائزة ليست شريكا في الاجتماع الرباعي، يرغبون في الانضمام الى "نواة الكتلة الاكبر" لفضائها الوطني وايمانها بالشراكة الحقيقية في ادارة العراق، متوقعين اعلان الكتلة الاكبر من قبل تحالف "سائرون" و"النصر" والحكمة" و"الوطنية" سيكون خلال ايام.
استقطاب اعضاء

قال نائب رئيس حزب الاستقامة، والقيادي في تحالف "سائرون" ناظم العبادي، في تصريح صحفي، نقلته وكالة "السومرية نيوز"، انه "تم تشكيل نواة كتلة إنقاذ الوطن ومعنا الحكمة والوطنية والنصر، كما ان هناك تفاهما وتواصلا مع تحالف القوى والأحزاب الكردية، للتوصل إلى التفاصيل النهائية لرسم الخريطة الشاملة للتحالف القادم الذي سيقود تشكيل الحكومة الجديدة"، مبينا ان "تحالف سائرون طرح برنامجاً، وليس مرشحاً لرئاسة الحكومة أو لأي منصب حكومي آخر، بالتالي وفّر مناخاً آمناً لاستقطاب باقي الكتل، مع وجود عنصر الثقة، بسبب تبني الصدر للموضوع بصورة شخصية".
واضاف العبادي ان "هنالك احتمالية ان يلتحق بكتلة إنقاذ الوطن، أفراد من دولة القانون، لأنه ليس هناك خط أحمر عليهم، باستثناء نوري المالكي نفسه، كما أتوقع أنه سيلتحق بعض الأخوة من تحالف الفتح"، لافتا الى ان "القسم الأكبر من المحور الوطني، أو كلهم سيلتحقون بإنقاذ الوطن، باستثناء خميس الخنجر، لوجود تحفظات تجاه شخصه، إزاء مواقفه السياسية السابقة".

اعلان وشيك

ورجح العبادي، "اعلان الكتلة الاكبر خلال الساعات القليلة المقبلة بناءً على المعطيات"، مشددا على انه "سوف يتم تشكيل حكومة إنقاذ الوطن من كفاءات نزيهة تعمل تحت رقابة مشددة من سائرون وكتلة إنقاذ الوطن".
بدوره، قال عضو ائتلاف الوطنية، رعد الدهلكي، في تصريح صحفي إن "اجتماعاً عقد الجمعة في العاصمة الأردنية (عمّان) تم خلاله انضمام 7 نواب جدد من كتل سياسية مختلفة إلى تحالف الوطنية".
واضاف إن "هناك توجها لدى قوى سنية بالذهاب نحو كتلة سائرون، والقوى المتحالفة معها"، مبينا "نحن منفتحون على باقي الكتل التي تؤمن بالمشروع الوطني".

الكرد اقرب الى "سائرون"

من جهته، قال القيادي في تحالف "سائرون" جاسم الحلفي، في تصريح نقلته وكالة "رشيد نيوز"، إنه “ركزنا خلال الاجتماع (الاجتماع الرباعي الذي عقد في فندق بابل الاحد الماضي) على تثبيت أربع نقاط، وضع برنامج للحكومة المقبلة، مناقشة معايير تشكيل الحكومة، صياغة نظام داخلي للكتلة، والانفتاح على الشركاء في البرنامج والرؤية الوطنية المشتركة لعبور الأزمات التي يعاني منها المواطن العراقي”، مستدركا أن “خيار الذهاب الى المعارضة السياسية لا يزال وارداً” مشدداً على أنه “لن يكون موقعنا ضعيفاً فيه، بل على العكس، سنكون معارضين بحسب برنامجنا الممتد إلى ساحات الاحتجاج”.
وبشأن المتغيبين عن الاجتماع، أشار الحلفي إلى أن “الكرد ينتظرون ما تتمخض عنه المفاوضات في بغداد، معتقداً أنهم “أقرب إلى سائرون، وسنعمل على تكوين أجواء طبيعية تسمح بمناقشة المشاكل العالقة”.

نفي حدوث انسحابات

وفي السياق، قال عضو ائتلاف "النصر" علي السنيد، في تصريح صحفي، إن نواباً من ائتلاف دولة القانون وتحالف الفتح، كشفوا عن رغبتهم في الانضمام إلى تحالف النواة، لتشكيل الكتلة الأكبر خلال الأيام المقبلة.
وأضاف أن "جزءاً مهماً من اتحاد القوى قرر الانضمام رسمياً إلى التحالف الأكبر، للمضي في تشكيل الحكومة"، مؤكدا أن "تشكيل الكتلة الأكبر قاب قوسين أو أدنى وفي شكل أكثر واقعية من قبل".
الا ان عضو ائتلاف "دولة القانون" سعد المطلبي نفى، وجود انسحابات من الائتلاف وأكد أن كتلته "متماسكة"، معتبرا ان الحديث عن وجود انشقاقات او انسحابات امنيات بعيدة المنال لدى مروجيها.
وقال في تصريح صحفي، ان "محور الفتح والقانون يسير بخطى واضحة ومتماسكة وهو اكثر منطقية وواقعية من غيره، والحوارات مستمرة لتشكيل الكتلة الاكبر وفق منهج ثابت مدروس ومخطط له باستراتيجية مهنية".
وثيقة مبادئ مع الكرد

في الاثناء، قال تحالف "المحور الوطني" في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، ان "مفاوضات المحور الوطني مع الجانب الكردي قد وصلت الى مراحل متقدمة تمهيدا لتوقيع وثيقة مبادئ يمكنها ان تكون أساسا لإعادة بناء الدولة وفق أسس سليمة لتجاوز حالات الإخفاق والفشل التي وصلنا اليها التي اثبتت عجزها الكامل عن إيجاد حلول حقيقة للمشكلات الجوهرية التي تم تدويرها منذ عام 2003 وحتى اليوم".
وأضاف البيان أن اللقاءات والحوارات التي يجريها المحور حاليا لم تفض حتى اللحظة الى تفاهمات نهائية، رافضا أسلوب الاملاءات والشروط المسبقة بالقول ان "المحور لن يتعاطى معها".
في المقابل، نقلت وكالة "السومرية نيوز" عن مصدر في الحزب الديمقراطي الكردستاني، قوله، ان "الحزب الديمقراطي الكردستاني لديه تفاهمات عميقة واتفاق استراتيجي مع الاتحاد الوطني الكردستاني بالذهاب الى بغداد في تحالف مشترك يحمل عددا من المطالب"، مبينا ان "اي طرف يوافق على تلك المطالب سيتم التفاهم معه على تشكيل الحكومة المقبلة".
واضاف المصدر، ان "الديمقراطي الكردستاني يقف على مسافة واحدة مع جميع القوى السياسية في بغداد"، موضحا ان "مقياس التعامل هو ورقة مطالبنا سواء كان الطرف المقابل محور دولة القانون او محور سائرون".
وتابع ان "حوارات الديمقراطي الكردستاني مع المحور الوطني كانت للخروج برؤية موحدة لشكل الحكومة المقبلة"، مشيرا الى انه "تم الاتفاق على ورقة مبادئ بين الطرفين نمضي بها الى بغداد تضمنت مطالبنا ومطالب المكون (السني)، لكنها لم ترتق الى مستوى اعلان تحالف".