طريق الشعب
حذرت دائرة صحة البصرة، امس الاثنين، من تفشي وباء الكوليرا في حال استمرار تصاعد الملوحة ومعدلات التلوث في شط العرب، معلنة تسجيلها اكثر من 4 الاف حالة تسمم حتى الان.
وفيما أصدرت وزارة الموارد المائية، بياناً بشأن تلوث مياه الشرب في البصرة، واشارت الى تعرضها إلى "حملة تشويه متعمد تفتقد للمصداقية والمهنية"، دعت الى العمل بروح الفريق الواحد لوضع حلول عاجلة للوضع المأساوي الذي تمر به محافظة البصرة.

تحذير من الكوليرا
حذرت دائرة صحة البصرة من ظهور حالات إصابة بمرض الكوليرا إذا ما استمرت معدلات ملوحة المياه بالتصاعد.
وحملت الدائرة في بيان مقتضب، اطلعت عليه "طريق الشعب"، "وزارة الموارد مسؤولية زيادة ملوحة المياه وازدياد الإصابات بالتسمم بين صفوف المواطنين"، مؤكدة أن "مياه شط العرب غير صالحة للاستهلاك البشري نتيجة ارتفاع نسب الملوحة فيها".

آلاف الاصابات
وذكرت الدائرة ذاتها، في تصريح نقلته "السومرية نيوز"، ان اكثر من اربعة آلاف شخص تسمم حتى الان نتيجة شربهم مياهاً ملوثة تنقلها المركبات الحوضية التي وفرت لحل مشكلة المياه بالمحافظة. وتقول صحة البصرة ايضا بأن نسبة الكلور المعقم للمياه في معظم محطات التحلية هي صفر بالمئة.
في هذا الصدد دخلت مستشفيات البصرة بحالة انذار قصوى لا سيما مع تسجيل العديد من حلات الاسهال والتسمم المعوي نتيجة مياه الشرب ونقص مادة الكلور المخصصة للتعقيم. ويقول مسؤولون في صحة البصرة بانه تم فحص عينات من محطات التحلية ومعامل الثلج وتعبئة المياه، ومراقبتها, وتبين أنها خالية من الكلور تماماً، أي أنها لم تعقم، ما يدل على أن هناك تلاعبا في محطات التنقية والتحلية.

"اتهامات ملفقة"
من جهتها، قالت وزارة الموارد المائية في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، إنها "تتعرض إلى حملة تشويه متعمد تفتقد للمصداقية والمهنية والمسؤولية الوطنية، تهدف إلى تحويل الأنظار عن الإخفاقات الحقيقية التي جرت وتراكمت خلال عشرات السنين، مستغلة كارثة انعدام أو تدهور الخدمات في محافظة البصرة وآخرها الحادثة المروعة لتلوث المياه الصالحة للشرب".
وأضافت الوزارة، أنها "في الوقت الذي تأبى الانجرار وراء حملة التشويه ترفض الاتهامات الملفقة بخصوص شط العرب وتستنكر أشد الاستنكار الإيحاء إلى تضحيات القوات الأمنية، وبالخصوص الحشد الشعبي، وإقحامها في خطة تشغيل السدود العراقية، وتعتقد ان هذه الادعاءات يحاسب عليها الضمير قبل القانون".

تلوث شط العرب
وأكدت، أن "أسباب التلوث في مياه الشرب واضحة ولا تريد الوزارة الدخول في تفاصيل ذلك لانه خاضع للجنة التي شكلت من قبل رئيس الوزراء، ولكن الوزارة تؤكد انجاز التزامها بخصوص توصيل المياه العذبة إلى منطقة (R0) في منطقة أبو صخير في البصرة عن طريق قناة البدعة، وهي بكميات كافية لثلاثة ملايين مواطن على أساس 200 لتر باليوم للشخص، وبنوعية جيدة قابلة للمعاينة والقياس من قبل المواطنين".
وتابعت، أنها "ملتزمة، رغم قسوة الشحة المائية، باطلاقات في موقع ناظم قلعة صالح حسب قرارات مجلس الوزراء وتوصيات اللجنة الوزارية المختصة التي شكلها حينها مجلس الوزراء وكانت برئاسة وزير النفط في شهر تموز الماضي"، داعيةً إلى "الكف عن التشويه ووضع مصلحة الوطن ومحافظة البصرة اولا، واحترام مطالب مواطني البصرة الكرام الذين يحتجون ضد سوء الخدمات والفساد، والعمل بروح الفريق الواحد لوضع حلول عاجلة للوضع المأساوي في المحافظة".
هذه المعلومات تأتي ايضا فيما كشفت جهات صحية اخرى عن ارتفاع نسبة التلوث بمياه الإسالة في المحافظة بشكل كبير جدا، واضافت أن التلوث الكيميائي في مياه الإسالة بلغ مئة بالمئة، والتلوث الجرثومي خمسين بالمئة.
وطالبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، في وقت سابق، بإعلان محافظة البصرة مدينة منكوبة بسبب ما تشهده من كارثة بيئية وارتفاع نسبة الملوحة في المياه ونقص الأدوية.
وأطلق ناشطون بصريون حملة كبرى على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاك انقذوا البصرة من سوء الواقع المعيشي وتردي الخدمات وفي مقدمتها تلوث المياه.
وبحسب البيانات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي وجه الناشطون نداء الإغاثة إلى كل دول العالم لما تشهده البصرة من اكتظاظ المستشفيات بالمرضى نتيجة التسمم بالماء المالح، ونفوق الماشية والأسماك في المحافظة.
واعتبرت المرجعية الدينية العليا في العراق، الجمعة (24 آب)، ان الجهود المبذولة في حل مشاكل الماء الصالح للشرب في محافظة البصرة "ما تزال دون حدها الادنى"، داعية الجهات المعنية الى "وضع حد" لمعاناة اهالي المحافظة.