أُختتمت فعاليات إسبوع الإحتفالات بـ " ستوكهولم + 50" للبيئة والمناخ وياليوم العالمي للبيئة ( الخامس من حزيران/ يونيو) 2022  (من 31/ 5 الى 5/6) تحت شعار:” لا نملك سوى أرض واحدة“، مع التركيز على ’’العيش بشكل مستدام في وئام مع الطبيعة.‘‘والتي نظمها برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP ) بالتعاون مع الكومة السويدية والحكومة الكينية، وشاركت فيها أكثر من 100 دولة.

 

إشتملت فعاليات الأسبوع على مجموعة أنشطة، منها:

* المؤتمر الوزاري السادس للعمل المناخي MoCA6)) وهو حوار وزاري سنوي حول العمل المناخي العالمي وتنفيذ اتفاق باريس.

* حوارالقيادة من أجل التغيير الصناعي. ناقش وزراء المناخ والبيئة خلاله تغير الصناعة مع الشركات في الصناعة الثقيلة ضمن مبادرة Lead IT ، التي أطلقتها السويد مع الهند في عام 2019.

* مائدة مستديرة رفيعة المستوى حول التمويل المبتكر ضد التلوث البلاستيكي والترويج لزيادة دائرية البلاستيك. ناقش وزراء المناخ والبيئة الحلول الممكنة مع قطاع الأعمال والمجتمع المدني والمؤسسات المالية العالمية.

* اجتماع رفيع المستوى لثلاث اتفاقيات للأمم المتحدة بشأن المواد الكيميائية والنفايات الخطرة والملوثات العضوية الثابتة.

* لقاء للشباب مع مجلس وزراء دول الشمال، سلط الضوء على مشاركة الشباب ، في ستوكهولم + 50 على وجه التحديد ،وكيف يمكن أن تتم  مشاركتهم الفاعلة في العمليات متعددة الأطراف بشكل عام.

* اجتماع وزاري حول تمويل المناخ، وكيف يمكن للشراكات الممتدة أن تساهم في التكيف السريع من أجل الصمود.

* اجتماع بيئي دولي كبير ("ستوكهولم + 50 ")، رفيع المستوى، دام يومين، وشاركت فيه أكثر من 100 دولة.

 لقد رفعت الفعاليات عالياً شعارات اَنية وملحة :

- عافية الكوكب من أجل ازدهار الجميع - مسؤوليتنا، فرصتنا !

- حان الوقت لاتخاذ قرارات جريئة !

- حان الوقت لاتخاذ إجراءات عاجلة !

- حان الوقت لمستقبل أفضل على كوكب صح !.

   وقد حث الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش الوفود في القمة السويدية على "إخراجنا من هذه الفوضى" في دعوة للعمل ضد "الأزمة الكوكبية الثلاثية" التي نتجت عن حالة الطوارئ المناخية – "التي تقتل وتشرّد المزيد من الأشخاص كل عام" – وأشار إلى فقدان التنوع البيولوجي – الذي يهدد "أكثر من ثلاثة مليارات شخص" – والتلوث والنفايات "التي تكلف حياة حوالي 9 ملايين شخص في السنة."

    وشدد السيد غوتيريش على أنه يجب على جميع الدول أن تفعل المزيد لحماية حق الإنسان الأساسي في بيئة نظيفة وصحية للجميع، مع التركيز بشكل خاص على "المجتمعات الفقيرة، والنساء والفتيات، والشعوب الأصلية، والأجيال المستقبلية."

     ونشرت الأمم المتحدة معلومات هامة

”لا نملك سوى أرض واحدة“

"يوجد بلايين المجرات في هذا الكونK يوجد بلايين الكواكب في مجرتنا،
لكن لا نملك سوى أرض واحدة "

    إقتراناً بذلك، إنطلقت للدعوة إلى إحداث تغييرات تحويلية في السياسات والاختيارات لتمكين العيش في وئام مع الطبيعة بصورة أنظف وأكثر مراعاة للبيئة، وأكثر استدامة، لأننا لا نملك سوى هذا الكوكب، فهو موطننا الوحيد، وعلينا حماية موارده المحدودة.

    يجب أن تكون الخيارات التحويلية نحو الاستدامة متاحة وميسورة الكلفة وجذابة للناس لاتخاذ قرارات يومية أفضل في هذا الصدد. وتشمل المجالات الرئيسية للتحول كيفية بناء منازل ومدن وأماكن للعمل والعبادة، ومكان وكيفية استثمار أموالنا، فضلا عن أنشطتنا الترفيهية. ومن المسائل الأخرى الكبرى كذلك: قضايا الطاقة وأنظمة الإنتاج والتجارة العالمية وأنظمة النقل وحماية التنوع البيولوجي.

    ولا يمكن إتاحة عديد هذه الخيارات إلا بكيانات أكبر من مثل: الحكومات الوطنية ودون الوطنية، والمؤسسات المالية، والشركات، والمنظمات الدولية، والمنظمات الأخرى التي لديها القدرة على إعادة كتابة القواعد، وتأطير طموحنا وفتح آفاق جديدة.

    يعتبر الأفراد والمجتمع المدني دعاة محوريين في إذكاء الوعي العام ودعمه. وكلما جاهرنا بآرائنا، وشددنا على ما يجب القيام به، وحددنا من المسؤول، أتى التغيير بشكل أسرع.

     علماً بأن شعار ”لا نملك سوى أرض واحدة“ هو شعار مؤتمر ستوكهولم للبيئة البشرية في عام 1972، الذي شهد إنشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة. وبعد مرور 50 عاماً، مع الأزمات الكوكبية الثلاث وهي تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي واستمرار تعرض كوكبنا للخطر من جراء التلوث والنفايات، ظل الشعار سارياً وبقوة، وأصبح  وثيق الصلة أكثر من أي وقت مضى

 لقد جمع الاجتماع البيئي الدولي’’استوكهولم بعد 50 عاماً" حول البيئة والمناخ، دول العالم  تحت شعار:  "عافية الكوكب من أجل ازدهار الجميع - مسؤوليتنا، فرصتنا‘‘. وأريد له أن يكون حاسماً في تحقيق تطلعات البشرية والعمل كنقطة انطلاق لتسريع تنفيذ عقد الأمم المتحدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك خطة عام 2030، واتفاق باريس بشأن تغير المناخ، والإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2030.الى جانب الإحتفال بذكرى عقد مؤتمر الأمم المتحدة يشأن البيئة البشرية في عام 1972، والإحتفال بمرور نصف قرن على العمل البيئي العالمي. من خلال الاعتراف بأهمية التعددية في معالجة أزمة كوكب الأرض الثلاث – المتمثلة في المناخ والطبيعة والتلوث.

    ووقف الأجتماع  عند الجهود العالمية لمعالجة أزمات المناخ والبيئة وتقييم مسيرة خمسة عقود من العمل في هذا الاتجاه.، ومناقشة تدابير تنفيذ الالتزامات والوعود العالمية وتسريع عملية الانتقال.

   شارك في الإجتماع البيئي الدولي رفيع المستوى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ورئيسة الحكومة السويدية مجدالينا أندرسون، وعدد من رؤساء حكومات دول العالم، والعشرات من وزراء البيئة والمناخ،إضافة الى مئات الخبراء، من أكثر من 100 دولة، بما فيها دول عربية.

    وقد صدر عن الإجتماع  بلاغ حتامي دعا إلى التعامل العاجل مع الاهتمامات البيئية العالمية والانتقال العادل والسريع إلى الاقتصادات المستدامة التي تعمل لصالح البشرية جمعاء.

   وأكد المشاركون في هذا الاجتماع على ضرورة العمل والتكاتف من أجل كوكب صحي، والاعتراف بحق الشعوب في بيئة نظيفة وصحية ومستدامة، واعتماد تغييرات على مستوى طريقة عمل النظام الاقتصادي السائد حاليا في العالم.

    ودعا المشاركون في الإجتماع  الى تشجيع اعتماد خطط التعافي لفترة ما بعد كورونا، وإرساء نقطة انطلاق لتسريع تنفيذ خطة الأمم المتحدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، واتفاق باريس بشأن تغير المناخ، والإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2030.

     وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة ان مؤتمر ستوكهولم +50 هو فرصة حاسمة لتعزيز استجابتنا لحالة الطوارئ الكوكبية الثلاثية. وحذر من "ان الرفاهية العالمية في خطر – ويعود ذلك في جزء كبير منه إلى عدم وفائنا بوعودنا بشأن البيئة. وعلى الرغم من النجاحات التي تحققت في حماية الكوكب منذ عام 1972، بما في ذلك إنقاذ طبقة الأوزون، فان أنظمة الأرض الطبيعية لا يمكنها مواكبة متطلباتنا."

   هذا، ويُعدُ إنعقاد الإجتماع البيئي الدولي في ستوكهولم تمهيد لمؤتمر الأطراف المعنية بالمناخ ( (COP 27 المقرر إقامته بشرم الشيخ المصرية.ومن المقرر ان تعقب الحدث شهور من المشاورات والمناقشات مع الحكومات والمؤسسات والمجتمعات والمنظمات في أرجاء العالم..

 يحدو المشاركون الأمل  ان لا تبقى أهداف فعاليات إسبوع الإحتفالات باليوم العالمي للبيئة 2022 وبالذكرى الخمسين لتأسيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة، مجرد شعارات، خصوصاً إذا لن تفي  حكومات الدول بتعهداتها، خاصة بعدما ماطل معظمها في  الإلتزام بتعهدات (COP 26) وما قبلها !

  

عرض مقالات: