طريق الشعب

ضيّف “تجمع شارع المتنبي” الثقافي، صباح الجمعة الماضية، د. حميد حسون نهاي، الذي قدم محاضرة بعنوان “المصاهرات وصلات القربى وأثرهما السياسي في العراق الملكي”، بحضور حشد من الأكاديميين والمثقفين والإعلاميين.
أدار المحاضرة التي احتضنتها “قاعة علي الوردي” في المركز الثقافي البغدادي، الإعلامي عامر عبود الشيخ علي، مشيرا إلى أن موضوع المحاضرة عبارة عن رسالة علمية نال بها الضيف درجة الدكتوراه، وكانت بإشراف د. عادل تقي البلداوي.
د. حسون، وفي معرض حديثه، أشار إلى انه “بعد ثورة العشرين، اعلن المندوب السامي برسي كوكس ومعه دار الاعتماد البريطانية، ان من يُعتمد عليهم في ادارة دفة الحكم في العراق، هم الاشراف من مدينتي بغداد والبصرة، والاغنياء من اليهود ورجالات العشائر والاقطاعيين”، مبينا أنه “بسبب هذه السياسة، كانت غالبية الشخصيات التي تدير دفة الحكم، تنتمي إلى أسر معروفة بثقلها الديني والاجتماعي والاقتصادي، مثل أسر النقيب والسويدي والعمري والباججي”.
واضاف قائلا أن “غالبية أبناء هذه الأسر، اصبح لهم نفوذ واسع من خلال تسنم وزارات ومؤسسات مهمة، وذلك نتيجة المصاهرة والمحسوبية والمنسوبية التي كانت قوية جدا في العهد الملكي، والتي تعزز من ثقل الشخصية وتدفع بها الى الواجهة”، لافتا إلى أن “من بين هذه الأسر والشخصيات التي لها اثر في المصاهرات، اسرة الجلبي وابنها حسين الجلبي الذي يصفه ساطع الحصري في مذكراته بانه جوكر الوزارات العراقية، لانه اصبح وزيرا للمعارف ثماني مرات”.
وتحدث الضيف بشكل متسلسل عن تاريخ الشخصيات التي اتت بها العلاقات والمصاهرات الى الواجهة السياسية “وهي لا تفقه شيئا في السياسة” – بحسب قوله. كما ذكر بعض المواقف الطريفة التي رافقت تسليم المناصب لتلك الشخصيات.
وعرّج د. حسون على موقف المثقفين والمعارضين في ذلك الوقت، من تسنم تلك الشخصيات المناصب الإدارية، مستشهدا بأبيات من قصيدة للشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري، يقول فيها:
ولم يبقَ معنى للمناصب عندنا.. سوى أنها ملكُ القريبِ المصاهِر/ وإن ثيابَ الناس زُرَّت جميعُها.. على عاهةٍ إلاّ ثيابَ المؤازر/ تُسنُّ ذيولٌ للقوانين يُبتَغى.. بها جَلْبُ قوم الكراسي الشواغِر”.
وشهدت المحاضرة مداخلات قدمها عدد من الحاضرين، بينهم د. عادل تقي البلداوي.
وفي الختام، قدمت عضو التجمع، السيدة عفيفة سليمان، شهادة تقدير باسم أعضاء الهيئة الإدارية إلى د. حميد حسون.