من تأريخ مدينة دربندخان

بين اعوام 1947 ــ 1949 عن طريق {علي أفندي ـ المضمد وحسين عول} الفراش ومن ساكني دربندخان (سليم بيرك وكانى توو) بدأت الأفكار الشيوعية تنتشر، وفي تلك الأيام وبمساعدة ملا احمد بانيخيلاني {ابو سرباز} وشقيقه ملا أسعد استطاعوا تشكيل خلية حزبية، وكانت لملا أحمد وملا أسعد مكانة محترمة‌ عند الناس في المنطقة لكون والدهما ملا قادر صوفي شخصية دينية معروفة، واستطاع الشقيقان نشر الأفكار الشيوعية بمراحل في القرى المجاورة لقرية بانيخيلان وقرى هورين وشيخان.

في الخمسينات من القرن الماضي توجه الى دربندخان عدد من الشركات الأجنبية صغيرة وكبيرة، وتطورت الحركة العمالية، وبعد ثورة 14 تموز عام 1958 تأسست النقابات العمالية في دربندخان فتأسست نقابتان للبناء والمشاريع،  الأولى كانت صغيرة ولها مايقارب 300 ــ 350 عضو والثانية { الكبيرة} فيها اكثر من 3000 عضو، وقد أطلق العمال على الصغيرة ـ النقابة الصفراء لان قيادتها كانت من الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وسميت الثانية بالحمراء لأنها تسير بادارة المنتمين للحزب الشيوعي العراقي، وتشكلت الهيئة الادارية من : 1 ـ ابراهيم كريم { ابراهيم باقر ـ ابو ثورة} 2 ـ دنخا البازي { ابو يعقوب}  3 ـ عمر رشيد 4 ـ ميخائيل 5 ـ  سيادور الأرمني ، وكانت هناك نقابة أخرى لعمال سد دربندخان { نقابة الري}  وادراتها مشتركة بين الشيوعيين والبارتيين ( حدك) وهم كل من : قادر احمد، حسين فتاح، نجم كاكه سعيد، ابراهيم النجار وعمر سريع.

كان من ضمن العدد الكبير للعمال عشرات الكوادر ومئات الشيوعيين الذين استطاعوا تشكيل عدة لجان وخلايا حزبية إذ كانت بصمات أياديهم واضحة.

ان الشيوعيين ومنذ تأسيس حزبهم  وفي كل الاوقات كانوا وما زالوا مع أمنيات ورغبات وآلام الشعب، وبالرغم من قساوة أوضاع البلاد بسبب الانظمة القمعية والدموية ومؤسساتها وجواسيسها، فان الشيوعيين كانوا في المقدمة للدفاع عن الشعب ومصالحه وناضلوا ببسالة وسط نيران الأعداء وقدموا التضحيات الجسام من أجل القضاء على الرجعية وانهاء الدكتاتوريات والانظمة الدموية، ومن أجل تحقيق المهمات الوطنية للشعب والوطن ومن أجل الحريات والاستقلالية، وهم الذين حرضوا ودفعوا الجماهير وخاصة العمال والكادحين وكل فئات وشرائح المجتمع من اجل تحقيق أهدافهم ومطامحهم.

ومن أجل ان لا تختفي متاعب ونضال الشيوعيين أحاول من الان فصاعدا التذكير بالشيوعيين الذن رحلوا عنا وشهدائهم، واليوم أتحدث عن شيوعيين بواسل من شيوعيي مدينة دربندخان:

الرفيق علي أحمد سعيد: ولد الرفيق في هه له بجه {حلبجة} في يوم 1/7/1930 وهو من عائلة فقيرة وكادحة، ومن أجل مساعدة عائلته ترك الدراسة في الصف السادس الابتدائي وأخذ هذا الصبي يعمل بجد ونشاط مع اخوته: حمه رشيد، عمر ومصطفى، وللحصول على العمل توجه الى دربندخان وتم تعينه عاملا في سد دربندخان {دائرة الري}.

كان الرفيق علي انسانا نزيها ونظيفا يحب الناس، وكان فعالا ومثالا رائعا وصارما ومقتدرا في تأدية أعماله الحزبية، وكان ايضا بشوشا وصاحب صدر رحب، وفي نفس الوقت وبشهادة ممن عرفه عن قرب ومن الجماهير كان له وزنه وثقله في المجتمع، انسانا حافظ على مواقفه ومناضلا وطنيا شامخا ووفيا للشعب والوطن وحزبه المجيد، وكان طليعيا لتنفيذ مهماته الحزبية ويعمل من أعماق قلبه لتحقيق غاياته.

كان للرفيق علي مع شريكة حياته عائشة عبد القادر أحمد بنت واسمها برشنك و6 اولاد وهم: أحمد، محمد، ياسين، تحسين، بهيزو بريز، وللأسف أن تحسين رحل عنا.

الرفيق المناضل علي بالنظر لجسارته وشجاعته وتنفيذه أعماله الحزبية بحيوية ونشاط تعرض للاعتقال والتعذيب، وبقي لمدة (سنتين وتسعة أشهر) في سجون الحزب الديمقراطي الكوردستاني في رانية، وعند جماعة النور أي الجلاليين في السليمانية: كما اعتقل (3) مرات من قبل السلطات الحكومية لمدة 4 أشهر، 5 أشهر و9 أشهر وكان نموذجا ومثالا للبطولة في الحفاظ على الأسرار الحزبية وسلامة رفاقه وخيب آمال الاعداء، وتوفي إثر جلطة في 23/12/1973.

الرفيق نجيب الشيخ محمد الملا قادر :  ولد نجيب في بانيخيلان عام 1953 وكان من عائلة كادحة، وفي الصف الثالث المتوسط ترك الدراسة وهو لا يزال صبيا وتوجه للعمل لمساعدة عائلته الكبيرة، وذهب الى بغداد ليجلس مع عمال البسطة لعله يجد عملا ولكنه بعد فترة عاد الى دربندخان، وفي تلك السنوات انخرط في تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي وعمل مع شقيقه لطيف في صفوفه، وكان نجيب نقيا ونظيفا ومرحا يبتسم للحياة دائما، وقد عمل هذا الفتى بحيوية ونشاط ودون خوف من السلطات والأعداء، وأصبح جسرا بين المدينة والقرى، بين منظمة الحزب في دربندخان و الهيئة القيادية جوتياران، وكان الرفيق يحمل الرسائل و المستلزمات العسكرية للسرية العاشرة الباسلة للحزب، ويعود برسائل اللجنة القيادية و المنشورات والادبيات الحزبية.

في عام 1970 وبمناسبة الذكرى المئوية لميلاد العالم والعبقري ومعلم البشرية  الفذ فلادمير ايليتج لينين،  قام الرفيق نجيب وبمساعدة الرفاق الآخرين بالكتابة على الأعمدة والأشجار والحيطان بشكل مذهل بحيث زرع الرعب في قلوب الأعداء، وفي نفس اليوم وبينما كان نجيب جالسا في مقهى الحي السفلي في دربندخان وخلسة قام معاون الشرطة الذي كان معاون أمن المدينة  ايضا المدعو ( نصرالدين علي) بضرب الرفيق الذي ثار ضده، ولما علم المعاون بأن شيوعيي المدينة والأطراف عازمون انزال العقاب به ارتعد المعاون وبادر فورا  بطلب العفو.

نعم، كان الرفيق نجيب يقظا وفعالا إزاء الأعداء وهو يؤدي عمله الحزبي على أكمل وجه، وهذا الأمر لم يعجب الأعداء وقاموا بمراقبته وملاحقته واعتقاله، ولكن الحزب استطاع ارساله الى موسكو للدراسة في معهد العلوم الاجتماعية ككادر حزبي، وفي عام 1979 وأثناء اشتداد الحملة البوليسية الدموية ضد الشيوعيين العراقيين واعتقالهم عاد الرفيق نجيب، وسرعان ما توجه الى الجبال ليلتحق برفاقه الانصار، وعمل في التنظيم المدني في محلية السليمانية وتبوأ فيما بعد مناصب حزبية وعسكرية. عند حدوث مجزرة بشتاشان  قامت ایادي خبیپة‌‌ بنصب كمین لرفاقنا في 2/5/ 1983  حيث استشهد الرفيق نجيب والرفيق كامل احمد سمين كاني ساردي.

الرفيق نجيب تزوج  من حميدة حسن ولهما ولد واحد { ساريژ}.

 

عرض مقالات: