في يوم 18/9/2020، غادرنا والى الأبد الأخ والرفيق والمناضل على غفور (ابو آلان)، الذي كان رحيله خسارة فادحة لكل رفاقه وأصدقائه ومعارفه، فضلاً عن أهله طبعاً. لقد ترك رحيله جرحاً عميقاً في قلبي لا يندمل لأنه كان صديقاً وأخاً ورفيقاً عزيزاً، كانت تشدني إليه أواصر العلاقة الرفاقية والوطنية الحميمة، والتاريخ الطويل الذي يزيد عن نصف قرن سواء في داخل العراق/ مدينة السليمانية أو في الخارج/ بولندا اثناء اقامتي فيها للدراسة.
بدأت هذه العلاقة بعد ثورة تموز 1958، عندما كنت طالباً في الصف الثالث المتوسط/ ثانوية السليمانية، وعضواً في الهيئة الادارية لفرع الاتحاد العام لطلبة العراق/ فرع السليمانية لهذه المدرسة. كان الراحل طالباً في السنة المنتهية في ثانوية الصناعة في السليمانية، وانتخب سكرتيرا للفرع. كما حضر المؤتمر العالمي لاتحاد الطلبة العام الذي انعقد في بغداد عام 1959. ثم عملنا معاً أيضاً في التنظيم الطلابي للحزب الشيوعي العراقي في السليمانية. ثم انتقل الى بغداد وأكمل دراسته فيها، ومنها سافر للدراسة في بولندا عام 1962. ثم افترقنا لنلتقي من جديد في السليمانية عند حضوره ومشاركته في المؤتمر الثالث للحزب الشيوعي العراقي، الذي انعقد في بغداد عام 1976.
وبعد إكمال دراسته، عملَ الراحل في مركز قبة الاجرام السماوية في مدينة (أولشتين) في بولندا وبقى فيها حتى موعد احالته على التقاعد. وقد تزوجَ هناك من فتاة بولونية (الأخت كرازينا) ولهما ولد واحد (آلان).
التقينا مرة أخرى عام 1977، حين سافرتُ للدراسة في بولندا التي كان الفقيد مسؤولاً فيها عن تنظيم الحزب آنذاك، وسكرتيراً لجمعية طلبة الاكراد في اوربا/ فرع بولندا.
كان المرحوم نشطاً على صعيد الحزب والمنظمات الطلابية، والعلاقة مع التنظيمات الحزبية والطلابية البولندية والأجانب الذين كانوا يدرسون في بولندا على المستويين الطلابي والحزبي. كما كان له نشاط بارز في جمعية طلبة الاكراد في أوربا، التي كان يحضر جميع نشاطاتها واجتماعاتها السنوية، وكان مناصراً للشعب الكردي وقضيته العادلة. وفي سنة 1977، تم انتخابي سكرتيراً للجمعية، حيث حظيتُ، أنا وغيري، بفرصة الاستفادة من خبراته وامكانياته الكبيرة لتطوير عمل الجمعية وتوسيع نشاطاتها. كما عملتُ سويةً معه في التنظيم الحزبي حتى عام 1985، حين أكملتُ دراستي العليا ومغادرتي بولندا عام 1987 الى ليبيا للعمل في جامعاتها. ولكن علاقتي به وبعائلته استمرت بشكل منتظم حتى يوم وفاته.
كان الراحل مناضلاً وطنياً وأممياً عنيداً وملتزماً بمبادئ السلام والتقدم الاجتماعي، ومدافعاً عن العدالة الاجتماعية، كما كان وجهاً اجتماعياً معروفاً ومحبوباً. كان شامخاً شموخ الجبال، وباسقاً كالنخيل، ولكن عاصفة الموت هبّتْ بلا موعد، وأخذته منا الى المجهول، ولكن ذكراه ستبقى دائماً وابدً في قلوبنا.
ولك، يا فقيدنا الغالي، كل آيات الود والمحبة والاعتزاز، ولشدة التصاقي بك، كنتُ اعتبرك خال، واناديك (خاله) بدلا من اسمك. نمْ قرير العين في مثواك الأخير، ولترقدْ روحك بسلام وطمأنينة. والصبر والسلوان لأهلك واحباءك ورفاقك وأصدقاءك وكل من تعرف عليك.