في كانون الثاني ( جنيوري) عام 1980 خرجنا من مقرنا في زلي باتجاه دولي جافايه تي وفي اليوم الاول وصلنا قرية بيتوش وفي اليوم الثاني وصلنا قرية جوخماخ وبقينا فيها وفي الصباح الباكر توجهنا الى قرية قزلر وتناولنا الفطور، ان وداي ميركه بان بورودها الملونة منطقة جميلة جداوتركنا قزلر لنصعد جبل بيره مكرون، وكانت الثلوج تغطي طريقنا وبصعوبة كنا نمشي، وهنا وفي وسط الجبل قال الرفيق الطيب الذكر الدكتور فارس رحيم لو كان باستطاعتي أن  أحمل عصا في وجه الشاعر القائل : بيره مكرون مقدسي، كان فارس رحيم مرحا ولتلطيف الجو بين الرفاق يأتي بنكات وطرائف، وعلى كل حال صعدنا الجبل وواجهنا في القمة هواء باردا وبدأنا النزول الى قرية زيوي وفي الظهر اكلنا المقسوم عند اهالي القرية وفي عصر اليوم اشترينا صخلا وبدأنا شوي اللحم وفي جو رفاقي وكلمات الدكتور فارس والرفيق علي بجكول ابن الشهيد مام عثمان قضينا ليلة كلها مرح وضحك.

كنت احمل البازوكا وهو سلاح امريكي قديم استخدم في الحرب العالمية الثانية مع 3 طلقات ثقيلة و طلقة اخرى عند الرفيق وستا جمال، وفي صباح اليوم الثاني من وصولنا قرية زيوي تركناها لنذهب الى قرية قه ره جتان القريبة من طريق دوكان ـ  السليمانية وبقينا فيها، وفي الفجر خرجنا الى مكان بالقرب من جبل بيره مكرون الشماء لأن الجيش والجحوش ونظرا لقرب القرية من الطريق العام بين دوكان والسليمانية كانوا يقومون بالزركات وحصار القرية.

عندما كنا في اسفل جبل بيره مكرون نادى علي الرفيق شيخ رسول وقال إسمع، وقلت له أسمع صوت ماعز، وارسلنا الرفيق مناف ورفيق آخر الى مكان الصوت، وهناك وجدوا غزالا ويده مقيد في المصيدة، وجلبوا الغزال والرفيق حمه كريم قهره جة تأنى قال لا تذبحوا الغزال فان سكان هذه المنطقة وفي هذه المواسم يقومون بنصب وتنظيم المصائد لصيد الغزلان، وعند ساعات الظهيرة جاء شخص من القرية وسألناه الى اين تذهب ؟ قال قبل يوم نصبت مصيدة أذهب لكي أرى النصيب، وفي هذه الاثناء قال الرفيق حمه كريم  لقد وقع هذا الغزال في المصيدة تفضل وخذ الغزال ، وشكرنا الرجل وقال ان الغزال يدر مبلغا جيدا من المال، لا تأكلوا سأذهب الى القرية وأجلب لكم صخلا، وفعلا ذهب الرجل الشهم وجلب الصخل والخبز والملح وبدأنا بالشوي لساعة متأخرة وبعدها رجعنا الى قرية قره جتان وكالعادة نهضنا في الفجر و خرجنا من القرية الى الجبل.

بعد الظهر جاءنا خبر مفاده ان الجيش والجحوش يقومون غدا بتمشيط المنطقة، ونظرا لقلة عددنا ورداءة اسلحتنا قررنا الذهاب الى دولي جافايه تي لان المنطقة بعيدة من العدو وجبلية، ولما كانت الثلوج تغطي جبل بيره مكرون قررنا الذهاب الى وادي نادر القريب من منابع الحجر في سرجنار السليمانية، وكان وادي نادر طويلا جدا ومشينا ساعات ولم نصل الى نهايته، وكان الرفيق شيخ رسول يقظا وتقرب مني وقال ان بعض الرفاق يمشون وهم نائمون، وبعد قليل لاحظت ماقاله الرفيق شيخ رسول وبعد تعب شديد وبرد قارس وصلنا وادي عباسان  فرأينا كؤمة من الحطب وجئنا باحراش واشعلنا نارا وهذا يعني في العرف العسكري اننا نتحدى النظام الدكتاتوري في مثل هذه الساعات من الفجر، وبينما نحتمي بالنيران تهيئنا للذهاب لأننا  شعرنا بأن العدو سيمطر المنطقة بالقنابل، وبعد ذلك ذهبنا الى قرية قزلر ولكن لم ندخلها وكان القرار ترك المنطقة خوفا من الجيش والجحوش والهليكوبترات وقيام العدو بتمشيط منطقة ميركه بان و صعدنا الجبل وواصلنا المسير الى قرية جوخماخ وكنا متعبين جدا لأن المسيرة كانت طويلة واستغرقت 16 ساعة وقضينا ليلتنا في جوخناخ.

بقينا عدة ايام في المنطقة و تجولنا في قرى : ميولاكة، قه يوان العليا وقه يوان السفلى، كابيلون، كره دى، مالومه، ياخسمر، هه له دن، وبعد جولة طويلة قررنا الذهاب الى قرية ولاغ لو، وبعد ان قضينا ليلة فيها عدنا في وادي سفره وزرون الى هةرزنة، بيتؤش، درمانآوا ، بيوران، بنوخلف، ثم مقرنا في زلي.

 ومن الجدير بالذكر اني حملت لمدة عشرين يوما او أكثر الانبوب المسمى بازوكا، والبازوكا سلاح امريكي استخدم في الحرب العالمية الثانية  حملته مع 3 طلقات وكان وزنها ثقيلا جدا ، وبعد العودة قلت للرفاق تعالوا لنطلق طلقة (قنبلة) من البازوكا و احضرنا هذا السلاح  البازوكا وجربنا الطلقة الاولى وكانت فاسدة، والثانية والثالثة والرابعة فاسدة،  ووجهنا نار غضبنا و انتقادنا الى المكتب العسكري ، علما انني لم اتدرب على هذا السلاح أبدا وكان هذا خطأ يتحمله الرفاق في القيادة.

7/10/2020

عرض مقالات: