قبل كلّ شيء الثورة لم تنتهِ. فالثوّار أمامهم الكثير ليفعلوه. وهذا أهم ما تحقق إلى الآن:

  1. أهم وأعظم ما تحقق هو استعادة ثقة العراقيين بقدرتهم على التغيير وفرض إرادتهم على السلطة. هذا الشعور عاد للعراقيين بعد أن فقدناه عشرات السنوات.
  2. كشف حقيقة الطبقة الحاكمة أمام الرأي العام العالمي واستعدادها للقتل لتبقى في السلطة بخلاف كلّ ادعاءاتها “الديمقراطية”، وأساليبها القذرة في التحريض والتسقيط الإعلامي. تشهد على ذلك دماء بريئة لـ ٨٠٠ عراقيّ وعراقيّة.
  3. أوّل مرة تُجبر حكومة على الاستقالة منذ أكثر من نصف قرن.
  4. أوّل مرة يكون لرأي العراقيين دور أساسي في اختيار الحكومات الجديدة، عبر إجبار الأحزاب الحاكمة على تغيير أسماء كثيرة أرادت فرضها على الشعب. هنا أصبح الرأي العراقيّ لا يمكن تجاوزه.
  5. فَرْضُ حزمة إصلاح انتخابي غير مسبوق على الطبقة الحاكمة منذ ٢٠٠٣. إذا استمر الإصرار على نزاهتها ورافقها وعي انتخابي عند الناس فستنتهي سيطرة الكتل الكبرى. الحزمة تتضمن: أ-قانون انتخابات جديد يختلف عن كل القوانين السابقة. ب-مفوّضية جديدة من القضاة حصراً. ج- انتخابات مبكّرة. د- إشراف دولي على الانتخابات.
  6. ثورة تشرين أسست فعلياً لنهاية الجيل السياسي الحاكم في العراق بعد ٢٠٠٣، وفتحت الأبواب أمام جيل التغيير.
  7. أوّل مرة في تاريخ العراق المعاصر يظهر دور كبير للطلبة كقوة احتجاجية تصنع الأحداث.
  8. مشاركة غير مسبوقة للمرأة وبروز دور قيادي مُلهم وتنظيم تظاهرات نسوية كبيرة.
  9. ثورة تشرين عرّت نفاق أحزاب الإسلام السياسي (بشيعتها وسنتها) وحرمتها من المتاجرة بالرموز الدينية كتمثيل نهج النبي (ص) ومذهب أهل البيت (ع)، والمتاجرة بقضية الإمام الحسين (ع)، وها هي المنابر الحسينية تصدح ضدّ ظلمهم وتدعم الثورة بشكل صريح.
  10. قيم عظيمة: ١- كسر حاجز الخوف.
  11. قيم عظيمة: ٢- الإصرار على السلميّة في التغيير. العراقيون أمام وعي تاريخي جديد.
  12. قيم عظيمة: ٣- إحياء الروح الوطنيّة بعد أن دمرها صدّام والذين جاءوا بعده، وإحياء فكرة الوطن المستقل عن التحكم الإقليميّ والدوليّ بكل أشكاله.
  13. قصص شخصية ومواقف بطولية لكل متظاهر. مبادرات اجتماعية تطوّعية لن تكفيها سنوات من الكتابة والتحليل.
  14. ثورة تشرين أكبر تجمع احتجاجي بشري بتاريخ العراق. أطول فترة اعتصامات. أوسع مشاركة لفئات المجتمع.
  15. أخيراً.. لا يمكن نكران ظهور بعض الأحداث المؤسفة التي دانها التشرينيّون قبل غيرهم، لكنّ إيجابيات الثورة هي الأغلب والأقوى والأعظم.

وأخيراً أيضاً.. لن يهدأ لنا بال إلا بتحقيق كلّ أهداف تشرين. أهمها: كشف قتلة المتظاهرين ومحاكمتهم، وإقامة انتخابات آمنة وعادلة ونزيهة وبإشراف دوليّ، لتبدأ مرحلة جديدة يضع فيها جيل التغيير أقدام العراق على طريق الاستقلال التام والأمن والازدهار.

ثوار ساحة الاحتجاجات في النجف الأشرف

29 آب 2020