اقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا حفلا تأبينيا للفقيد الراحل عبد الحسين محمد جاسم (ابو عبد) الذي توفي في 21 آب الماضي في بغداد. وحضره العشرات من رفيقات ورفاق الفقيد واصدقائه عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة في برنامج الزوم.  

بعد ترحيب الرفيق هاشم حسين بالحضور دعا الى دقيقة صمت عن روح الفقيد. والقيت كلمات عديدة وعرضت افلام وصور عن حياة الرفيق الراحل (ابو عبد) ومسيرته النضالية ودوره المشهود في دعم الانتفاضة الشعبية وفي تظاهرات ساحة التحرير بعد عودته الى بغداد، ومساهمته قبل ذلك في الوقفات الاحتجاجية في لندن ضد نظام المحاصصة الطائفية والفساد وفي التضامن الأممي مع الاحزاب الشقيقة ضد العسف والاضطهاد ومن اجل الحرية والعدالة والخبز.

وقدم الرفيق عبد الرحمن مفتن كلمة منظمة الحزب، وأشاد فيها بشجاعة الرفيق ابو عبد وصبره وعزيمته والتصاقه اللامتناهي بالحزب وقضايا الشعب العادلة ومشاركاته في معظم فعاليات ونشاطات المنظمة رغم مشاكله الصحية.

“كان ابو عبد كادحا وثائرا بكل عقله وقلبه تميز بمواقفه الشجاعة وطروحاته الجريئة”. هذا ما قاله الرفيق صبحي الجميلي، عضو المكتب السياسي للحزب، في كلمة مؤثرة تحدث فيها عن علاقته بالرفيق الراحل وتفانيه وجهاديته وحبه لحزبه وتعلقه بوطنه ومشاركاته بالاحتجاجات داخل الوطن. وقدم تعازيه القلبية الى عائلة الفقيد ورفاقه واصدقائه.

بعدها عُرض فيلم تضمن مراحل مختلفة من حياة الفقيد ومشاركاته في حملات التضامن مع شعبنا ضد نظام الحكم المحاصصاتي الفاسد. 

ثم تحدثت الناشطة ايسر جرجفجي، من بغداد، وأشادت بالراحل ابو عبد الذي أنقذ حياتها، قائلة انه هو من انقذ حياتها بعد ان فقدت القدرة على الرؤية والتنفس في أحد ايام انتفاضة تشرين، في اكتوبر الماضي، في حديقة الأمة عندما تعرض المنتفضون الى اعتداء بقنابل الغاز المسيل للدموع.

ثم عرض فلم فيديو قصير عن مشاركة الراحل ابو عبد المتميزة خلال حملة التضامن مع ثورة الشعب السوداني. وألقى الرفيق راشد الشيخ، الكادر القيادي في الحزب الشيوعي السوداني، كلمة مؤثرة عبّر فيها عن مشاعر الحب والاعتزاز لمشاركة ابو عبد المستمرة في النشاطات الاحتجاجية ضد نظام البشير المقبور.

ثم تحدث الرفيق خليل الموسوي، صديق الفقيد ابو عبد منذ قدومه الى بريطانيا وعن عملهم المشترك في جمعية الطلبة العراقيين منذ سبعينات القرن الماضي، مشيدا بخلقه واخلاصه الشديد لحزبه وقدرته على العمل مع الشباب ونيل ثقتهم. بعدها تحدث الرفيق عزت صادق، عضو المكتب السياسي للحزب، عن علاقته مع ابو عبد ودوره ومشاركاته الجريئة في الاحتجاجات في ساحة التحرير، وعن الجهود التي بذلت لمساعدته للتغلب على أزمته الصحية ومتابعة اوضاعه حتى اللحظات الاخيرة من حياته.

الدكتورة جبرا الطائي اشادت، في مساهمة قدمتها من بغداد، بشجاعة الفقيد وتعاونه وتعامله الرائع مع المتظاهرين، وبصبره واصراره على الاستمرار بالمشاركة بالاحتجاجات وعن اللحظات الاخيرة في حياته. وتحدثت بألم عن ازمات الربو الشديدة التي كان الفقيد يتعرض لها خاصة اثناء تعرضهم للدخانيات في ايام انتفاضة تشرين في حديقة الأمة وساحة التحرير، وجهود زوجها د. عماد في مساعدته للتخفيف من مصاعبه الصحية.

وكانت كلمة صديقه احمد خضير مؤثرة ايضا حيث أشار الى أمانة الفيقد ابو عبد واخلاصه وجديته في العمل، واشاد بقدرته على تكوين علاقات طيبة بالاخرين.

بعد ذلك ألقت السيدة فوزية العلوجي رئيسة المنتدى العراقي في بريطانيا كلمة عبّرت فيها عن التعازي لعائلة الفقيد واصدقائه. واشادت بالراحل الذي ترك حياته المستقرة في لندن ليشارك في الاحتجاجات والانتفاضة رغم مصاعبه الصحية.

وعرض فلم آخر عن ابو عبد وهو يغني ويشارك بصوته الجميل في حفلات الجالية والمنظمة ليستذكر اصدقاؤه ورفاقه روح التفاؤل التي تميز بها وتعلقه الشديد بالحزب والحياة والفرح والأمل.

وبالانكليزية تحدثت السيدة أوازا عن ابو عبد ايام الدراسة في الثمانينات وعلاقته الطيبة والمتينة مع عائلتها وتعلقه بالأبناء وحديثه الدائم لهم عن العراق وشعبه واوضاعه السياسية.  

بعدها قدمت كلمة مؤثرة لزميله في الدراسة في برمنكهام المهندس رضا منصور، تحدث فيها عن حزنه الشديد لرحيل الفقيد ابو عبد وعن خصاله ولطفه واهتماماته وانسانيته وتعاونه وحبه للجميع. وفي السياق ذاته تحدث صديقه حارث ابراهيم، وكان زميله في الدراسة والعمل، مستذكراً مواهب ابو عبد وقدراته في الاقناع وامتصاص غضب الآخرين والتخفيف عنهم، وأمانته وصدقه في التعامل ومساعدة الآخرين.  

بعدها عرض فلم تحدثت فيه بالانكليزية مجموعة من الشباب من اصدقاء الفقيد عن مدى تأثرهم بطيبة ولطف ابو عبد واهتمامه بهم، وعن صدمتهم وحزنهم العميق لفقده. بعدها تحدث فريد الحداد عن علاقته بالفقيد ابو عبد منذ ايام الدراسة في بغداد والعمل في اتحاد الشبيبة الديمقراطي، وعن تواصله معه وتفقد وضعه الصحي، مشيدا باخلاصه وقدراته.

واستذكر الشاب سامي حارث في كلمته الكثير من خصال الفقيد ابو عبد، واعتبره ملهمه وانه تعلم الكثير من خلاله عن العراق وحب العراق وقيم الوطنية.

ثم عرض فلم أغنية “مرا ببوس” (قبليني .. قبليني للمرة الاخيرة) الايرانية المحببة لأبي عبد، وتضمنت مقاطع بصوت الفنان جعفر حسن.

ثم جاءت كلمة العائلة للتحدث عن مصابهم الكبير وحزنهم العميق لفقد والدهم ومدى تعلقهم به، ألقاها علي، ابن الفقيد. وأشاد فيها بإخلاص ابيه للحزب ووفائه  واصراره على المشاركة في الانتفاضة رغم متاعبه الصحية. وعبّر عن الشر والامتنان العميق للحزب ورفاقه واصدقائه في التخفيف عن مصابهم واقامة التأبين اللائق.

الرحمة والسلام لروح الرفيق الفقيد عبد الحسين محمد جاسم (ابو عبد)، وسيبقى ذكره العطر في قلوب رفاقه ومحبيه.