غالي العطواني

ضيّفت "خيمة ثوار التحرير"، إحدى الخيمات المعتصمة في ساحة التحرير، عصر السبت الماضي، الكاتب والصحفي عبد المنعم الأعسم، الذي تحدث في ندوة سياسية – فكرية حول الوضع الراهن في العراق وما حققته انتفاضة تشرين المتواصلة في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، من إنجازات.

الندوة التي نظمت في الهواء الطلق أمام الخيمة الكائنة قرب نصب الحرية، والتي حضرها حشد من المعتصمين والناشطين المدنيين، حمل عنوانها سؤالا مفاده "ماذا حققت انتفاضة الشعب حتى الآن، وأية حكومة مطلوبة". وقد أدار الندوة الإعلامي حسين علوان، واستهلها مقدما نبذة موجزة عن الضيف، من حيث سيرته الذاتية ونشاطاته الإعلامية.

الاعسم، وفي معرض حديثه، ألقى الضوء على ساحة التحرير كميدان حاضن للحركات الاحتجاجية التي شهدها العراق بعد التغيير 2003، مشيرا إلى أن هذه الساحة تمثل "نقطة ضوء في تاريخ العراق السياسي"، ومؤكدا أن التحرير "سوف تصبح مدرسة تتعلم فيها الأجيال مبادئ التضحية في سبيل الوطن والمواقف البطولية للثائرين".

ثم تحدث عن النتائج التي حققتها انتفاضة تشرين حتى الآن، والتي من أبرزها انها "قصمت ظهر الطبقة السياسية الفاسدة ومشروعها الطائفي والعنصري".

وتابع قائلا أن "انتفاضة تشرين خلقت توجها سياسيا ومجتمعيا جديدا مؤثرا في الرأي العام. وقد صار هذا التوجه مؤهلا لأن يؤكد حضوره على طاولة الحلول بوصفه ممثلا للرأي العام، ليكون له تأثير في معادلة المستقبل".

وبيّن الضيف ان "الانتفاضة اسقطت حكومتين: واحدة كان قد شرعها البرلمان وأصبحت موضع اعتراف العالم، فيما الحكومة الثانية التي أسقطتها الانتفاضة، كانت قد كلفت كبديل عن الحكومة المقالة، وعجزت الكتل السياسية عن تشكيلها على مقاس حكومات المحاصصة".

وتحدث الاعسم عن "الطائفية المقيتة" منوها الى ان "الانتفاضة كسرت شوكة الطائفية وسدت الطريق على التأليب الطائفي الذي كان مصدرا لتحشيد القوى التصويتية في الانتخابات".

وأضاف قوله أن "الانتفاضة عبرت عن رفضها الطائفية، وذلك من خلال أشكال التضامن الاجتماعي بين الطائفتين الشيعية والسنية، بعيدا عن ساسة الطوائف".

وتطرق الضيف الى مشاركة المرأة في انتفاضة تشرين ومساندة الطلبة لها، ما جعلها أكثر قوة وتأثيرا، مشيرا إلى ان "الانتفاضة جعلت الطبقة السياسية منبوذة من قبل ملايين العراقيين، وحولتها من طبقة منخورة الى شظايا تتناحر مع نفسها. فأخذ الساسة يتبادلون التهم والملامة في ما بينهم، وصار كل واحد منهم يحمّل الآخر مسؤولية ما يحدث".

وفي إجابته عن سؤال "أية حكومة مطلوبة"، قال الأعسم انه "قبل كل شيء يجب الالتزام بإجراء انتخابات مبكرة في وقت محدد ومعلن لا يتجاوز نهاية العام الحالي، مع اعداد قانون انتخابات عادل ومفوضية مستقلة حقا، وتشكيل منظومة تحقيقية قضائية للنظر في جرائم اختطاف وقتل المتظاهرين، وللعمل على إطلاق سراح المعتقلين"، مضيفا انه "بعد ذلك يتوجب تشكيل لجنة حقوقية رادعة للفساد من قضاة مشهود لهم بالنزاهة والشجاعة، واسترجاع أموال الشعب التي نهبت وأودعت خارج العراق".

عرض مقالات: