طريق الشعب
في سياق الندوات التي تواصل تنظيمها "خيمة ثوار التحرير" المعتصمة في ساحة التحرير، ضيّفت الخيمة الخميس الماضي الكاتب رشيد غويلب الذي تحدث عن "انتفاضة تشرين وتشكيل الحكومة المؤقتة".
الندوة التي أقيمت في الهواء الطلق أمام الخيمة الكائنة قرب نصب الحرية، والتي حضرها جمهور من المعتصمين والمهتمين في الشؤون السياسية والاجتماعية، أدارها الفنان طه رشيد، واستهلها مرحبا بالحاضرين ومقدما نبذة مختصرة عن موضوعة الندوة.
بعد ذلك استهل الضيف حديثه معلقا على تظاهرة 25 شباط 2011، التي أكد ترابطها الوثيق مع ما تبعها من احتجاجات وصولا إلى انتفاضة تشرين الأول 2019 .
وأضاف قائلا انه "ليس هناك نضالات سياسية او اجتماعية منقطعة الجذور، وان المساعي إلى تصوير الانتفاضة على انها حدث منفصل عما سبقه، تأتي لإضعافها والتقليل من أهميتها وتسطيح محتواها".
وبخصوص تشكيل الحكومة المؤقتة اشار غويلب الى صعوبته الاستثنائية "فمساحة اقطاب نظام المحاصصة اصبحت بفعل استمرار الانتفاضة ضيقة، وامكانيات تجريب المتنفذين اساليبهم القديمة لم تعد مفتوحة".
وتابع قائلا انه "على الرغم من ذلك يسعى المتنفذون إلى تجاوز تعارض صعب للغاية. فهم متشبثون بالحفاظ على نظام المحاصصة المتعشقة بالفساد، وفي الوقت نفسه يسعون إلى تجاوز الازمة، وقطع الطريق على مشروع التغيير، ومحاولة حصر الانتفاضة في حدود ورقة ضغط لا اكثر"، موضحا أن "حديث المتنفذين عن الفراغ الدستوري وحقوق المكونات والشراكة الوطنية، لم يغير من الأمر شيئا. ولهذا فإن حكومة محمد علاوي، حتى وان تم تمريرها، فإن عمرها سيكون قصيرا جدا".
وفي ما يتعلق بالمنهاج الحكومي المعلن، اكد غويلب انه "يمارس خداعا مكشوفا، لأنه بعيد عن مهام الحكومة المؤقتة، ويشكل مدخلا لإدامة عمر حكم المتنفذين بوجوه جديدة"، معيدا إلى الأذهان المهام الرئيسة الملقاة على عاتق الحكومة المؤقتة.
ودعا الضيف في حديثه الى تطوير اداء الانتفاضة وادواتها السياسية، من خلال تنسيق أكبر لقوى التغيير: "الانتفاضة، النقابات المهنية والقوى الوطنية صاحبة المصلحة في بناء دولة المؤسسات الوطنية"، لافتا إلى انه "بدون ذلك سيسهل المنتفضون مهمة خصومهم في قمع الانتفاضة واطالة عمر النظام لسنوات قادمة. وإذا ما حدث ذلك فأبطال المحاصصة والفساد سيساهمون في تقريب ساعة انفجار جديد عاصف يكنس نظامهم".
ونبه غويلب بعض المنتفضين الى الابتعاد عن الصراعات العقائدية "فمفردات المعركة واضحة، والانجرار الى مثل هذه الملفات يسهل مهمة المتحاصصين، الذين طالما وظفوا المقدس لترسيخ منهج الدولة الفاشلة".
وفي ختام حديثه تناول المحاضر موضوعة السيادة الوطنية، وتواجد القوات الاجنبية في العراق "التي لا يمكن اخراجها بدون بناء دولة المؤسسات الوطنية الديمقراطية التي تضع الانسان العراقي في مركز اهتمامها".
وأثارت الندوة جملة من الأسئلة والمداخلات، أجاب عنها الكاتب رشيد غويلب باستفاضة.

عرض مقالات: