محمود العزاوي
ضيّف "منتدى السبت الإبداعي" في محافظة ديالى، أخيرا، الباحث ثامر أحمد كلاز، الذي قدم بحثا موجزا حول "العراق وإرثه التاريخي والحضاري"، في أمسية ثقافية حضرها جمع من المثقفين والمهتمين في الشأن التاريخي.
أدار الأمسية التي احتضنتها قاعة المنتدى في مركز مدينة بعقوبة، الشاعر سعيد الشفتاوي، الذي قدم سيرة الضيف وقال عنه انه "شخصية بعقوبية معروفة بعطائها وانفرادها بخصائص نادرة".
بعد ذلك قدم الضيف بحثه، واشار فيه إلى أن "العراق عبارة عن منجم تاريخي حضاري أركيولوجي، يملك ارثا عظيما، ولا يوجد مكان فيه لا يحوي اللقى والنفائس المخزونة في باطن ارضه"، مضيفا أن "العراق كنز البشرية، وهذا ما وصفه به المستشرقون الذين نقبوا في أرضه وكشفوا عما تحتويه بواطنها".
واشار الباحث إلى ان "لهذا الارث التاريخي انعكاسات وتجليات اصطبغ بها العراقيون وتركت آثارها فيهم، كمنظومة سلوكية وقيمية واخلاقية. فالعراقي وريث حقيقي لذلك التراكم الهائل الذي جلبته الاقوام التي مرت من هنا".
وتابع قائلا أن تلك الأقوام "كرست سلوكيات وانماطا وثقافات ميّزت اهالي هذه البلاد، وأنتجت شخصية عراقية شديدة البأس والفطنة، تحمل علامات الذكاء والنبوغ، واحيانا تميل للتطرف والراديكالية، كما كان عليه الأجداد السومريون الذين رفدوا البشرية بالعلم والمعرفة وتفوقوا على اقرانهم من البشر".
وأوضح كلاز أن "هناك قولا شائعا مفاده أن العراقي لا يرتضي الضيم وانه ينقلب على اي حاكم. فمزاجه صعب وهو شديد الشكيمة و المراس"، مبينا أن الكثيرين من السياسيين في العصر الحديث، وصفوا العراق بأنه بلد من الصعب إخضاعه وحكمه.
وأكد أن "العراقي يعتز بتراثه وتاريخه رغم كل ما مر به من تدمير وجرف وسحق واستلاب لعقود طويلة، ورغم المؤامرات الداخلية والخارجية التي تهدف إلى تشتيت النسيج الاجتماعي عبر خلق هويات فرعية من أجل تقويض الهوية العراقية الجامعة"، مبينا أن "الكثير من تلك المؤامرات باءت بالفشل الذريع، فانتفض الشعب بكل ألوانه مفوتا الفرصة على المتآمرين.. وها هو العراقي يستعيد اليوم هويته العراقية ويسترد وطنه" – في إشارة إلى الاحتجاجات الشعبية المتواصلة في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب.
وشهدت الأمسية مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، وعقب عليها الباحث ثامر أحمد كلاز بإسهاب.

عرض مقالات: