لفته عبد النبي الخزرجي

ضيّف اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة بابل، أخيرا، الناشط المدني سيف الحسيني، الذي تحدث عن انتفاضة تشرين المتواصلة، في ندوة حملت عنوان "العملية السياسية في العراق.. دراسة استشرافية".

الندوة التي حضرها جمهور من المثقفين والأدباء والناشطين المدنيين ومتابعي الشأن السياسي، والتي أدارها الكاتب محمد علي محيي الدين، استهلها الضيف بالحديث عن الانتفاضة الشعبية الجارية في بغداد وعدد من المحافظات، متطرقا إلى بدايتها، وإلى الظروف التي واكبتها، فضلا عما حققته من نتائج.

وبيّن الحسيني ان انطلاق الانتفاضة جاء نتيجة الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها الشعب، إلى جانب تفشي الفساد والبطالة والهيمنة المطلقة للأطراف الحاكمة على مقدرات العراق، والسير بالبلد نحو التردي والانحطاط، فضلا عن التهميش والاقصاء الذي طال المواطنين، ونمو "القوى الطفيلية" التي سارت بالعملية السياسية في دروب ملتوية مبنية على أسس طائفية واثنية، لافتا إلى أن ذلك كله أدى إلى رفع شدة الغضب الشعبي، حتى كانت الانتفاضة. 

ثم عرّج على القوى المؤثرة في الانتفاضة، ملقيا الضوء على دور القوى المدنية في انطلاق الاحتجاجات منذ العام 2011، حتى وصل الأمر الى ما هو عليه اليوم في انتفاضة تشرين، التي ازداد زخمها عبر مشاركة شعبية واسعة لم تخطر في بال القوى القابضة على السلطة، ما دعاها إلى مواجهة المنتفضين بالقوة المفرطة، سعيا لإجهاض الانتفاضة أو حرفها عن مسارها، مستخدمة القتل والترويع والاختطاف، إلى جانب الإعلام المعادي للانتفاضة.

وركز الحسيني على دور المرجعية الدينية في دعم الانتفاضة، ومواكبتها أحداثها، وكيف أن خطاب المرجعية كان يتصاعد حسب الظروف التي تصل إليها الانتفاضة. فيما أشار إلى الموقف الخارجي، ببعديه الإقليمي والدولي، من الانتفاضة، وتدخله السافر في الشأن العراقي، ومحاولته تحويل العراق إلى ميدان لصراعه.

وأضاف قائلا أن "الموقف الدولي من الانتفاضة لم يكن بالمستوى المطلوب. فقد تأرجح تبعا للتوازنات الدولية ومصالح الدول"، مؤكدا أن "الانتفاضة أوجدت جيلا جديدا ظهر من ركام التناقضات التي واكب العملية السياسية. وهذا الجيل لن يستكين وسيحقق مطالبه وإن طال الزمن".

وأثارت المحاضرة كثيرا من المداخلات والنقاشات والأسئلة، التي ساهم فيها كل من الأساتذة سعد الشلاه ورياض البياتي وانمار مردان وموسى الياسين ومحمد الزهيري وعلاء الشمري وولاء الدلال.