تحت شعارات "المجد والخلود لشهداء تشرين" و "ارحلوا" اقام بنات وأبناء الجالية العراقية في ديربورن وديترويت وضواحيها يوم الاحد 8 كانون الأول\ديسمبر 2019 حفلاً تأبينيا لشهداء الانتفاضة العراقية ودعما للمتظاهرين السلميين.
افتتح الحفل السيد خيون التميمي بمقطع من قصيدة الجواهري الخالد يوم الشهيد
يومَ الشَهيد: تحيةٌ وسلامُ … بك والنضالِ تؤرَّخُ الأعوام
بك والضحايا الغُرِّ يزهو شامخاً … علمُ الحساب، وتفخر الأرقام
ووقف الحضور دقيقة صمت لاستذكار الشهداء الابطال.
وانشدوا نشيد موطني ملوحين بالأعلام العراقية.
وعُرض فلم عن التظاهرات العراقية وشهدائها وبطلاتها وابطالها، من اعداد نبيل رومايا.
ثم القى السيد صالح المحنّة كلمة اللجنة المنظمة للحفل التأبيني جاء فيها:
"الرحمة والرضوان على أرواح الشهداء شباب انتفاضة تشرين الأبطال والشفاء العاجل للجرحى والمصابين، هذا هو الشعب العراقي حتى إذا استيأس منه المراقبون والمتابعون وظنوا أنه لن ينتفض، جاءهم ردُ الشباب مزلزلاً ومهدداً لعروش الفاسدين والسراق.
عندما أوغل النظام البعثي الدموي بشعبه تقتيلا وتدميرا لثرواته وحرقا لأرضه، ولم يصدق أحد أن الشعب العراقي سينتفض على نظام صدام حسين القمعي، لكن كان للشباب قد أذهل العالم عندما رفع صوته وخرج منتفضا ضد النظام الدكتاتوري في آذار \ شعبان ١٩٩١. فكان الاجدر (بحكام العراق) أن يضعوا تجربة تلك الأيام نصب أعينهم ويأخذوا العبرة من ذلك النظام القمعي وما آلت اليه نهايته البائسة.
لقد همشوا الوطنين وأقصوا المخلصين، مع ذلك فهم مغفلون عندما غفلوا عن جيل رأى النور، هذا الجيل لا يعرف للخوف طريقا، متمرد لا يتردد ولا يتراجع عن هدفه ومطالبه، أعمارهم صغيرة وعقولهم كبيرة، عصافير بمخالب الصقور ستنتزع حقوقها من بين أعين الفاسدين لا يخيفهم رصاص العملاء ولا تنثني عزيمتهم، تهديدات الجبناء فهم مرابطون في ساحات الاعتصام حتى تحقيق كامل مطالبهم.
جيل وقفت الى جانبه المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف ودعمت مطالبهم بكل قوة ... فمن أين تستمدون قوتكم وشرعيتكم أيها المعترضون؟"
--------------------
والقى السيد نبيل رومايا رئيس الاتحاد الديمقراطي العراقي كلمة جاء فيها:
"العراق ما قبل 1 تشرين 1 ليس عراق ما بعد تشرين 1
التظاهرات العراقية التي انطلقت في الأول من تشرين الأول بدأت بمطالب خدمية إنسانية حقوقية، قمعت بوحشية من قبل الحكومة وأجهزتها الأمنية، وتحولت بعد 25 تشرين الأول الى ثورة جماهيرية عارمة مطالبة بالتغيير الشامل واسقاط الحكومة بكاملها وتغيير نظام المحاصصة والطائفية والفساد وبناء دولة مدنية هدفها المواطنة والعدالة الاجتماعية. وهذه التظاهرات ليست وليدة اليوم بل هي امتدادات لمعاناة حقيقية يمر بها شعبنا من 2003 بسبب الحكومات الفاشلة واحزابها الطائفية الفاسدة.
الفجوة بين الحكومة (السلطة او النظام) والشعب تكبر وتتوسع، فالشعب ومتظاهريه في جانب والحكومة في جانب اخر.
الشعب يطالب بالرحيل الفوري لهذه الحكومة بكاملها بدون قيد أو شرط وحسب طلب المتظاهرين، وعدم جر العراق الى حرب أهلية، كأول مطلب لبدء التغيير الشامل والإصلاح الجذري يعقبه حكومة مؤقتة لفترة قصيرة تبدأ بإعادة بناء الدولة ومؤسساتها وتمهد لانتخابات نزيهة برعاية مفوضية كفؤة واشراف اممي، تنتخب حكومة كفاءات تنهي نظام المحاصصة الطائفية والحزبية والاثنية، وتبعد التدخل الإقليمي عن العراق، وتحاسب الفاسدين، وتعاقب المجرمين الذين تسببوا بقتل الناس، وتعوض المتضررين.
والحكومة برئاساتها الثلاثة لا تزال تتحدث عن قبول استقالة الحكومة بشكل دستوري، واختيار رئيس وزراء جديد يوافق عليه وعلى وزرائه البرلمان وممثلي احزابه الطائفية الفاسدة...الخ.
لقد حان وقت التغيير الشامل في وطننا، من اجل بدء مرحلة جديدة، تبني دولة المواطنة المدنية الديمقراطية وتطبق العدالة الاجتماعية الحقيقية.
إن شبابنا المنتفض لن ينسى شهداء العراق الذين سقطوا في النجف الأشرف والناصرية وبغداد وبقية المحافظات، ولن يغفر للمجرمين الذين يرتكبون هذه المجازر بحق ابناءنا.
لا لقمع الحريات... لا لقمع التظاهرات السلمية... لا لقتل المتظاهرين السلميين.. نعم للتغيير... ارحلوا
المجد لشهدائنا الابرار
--------------------------
وشارك الشباب من أبناء انتفاضة آذار \ شعبان بكلمة ألقاها الشاب أسامة نجاح الهنداوي جاء فيها:
وقفت وما للموت شك لواقف ....... كأنك في جفن الردى وهو نائم
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة ..... ووجهك وضاح وثغرك باسم
نعم هكذا هو حال أبطال انتفاضة تشرين، شباب يستقبلون الرصاص بصدورهم بل وبالرقص أحيانا.
لقد أذهلوا العالم بشجاعتهم وإصرارهم على سلمية مظاهراتهم رغم محاولات الميليشيا التابعة لأحزاب السلطة لجرهم الى المواجهة، وكلما زاد العنف ضد الثوار ازداد الشباب قوة وصلابة.
المئات من إخوتنا بعمر الورد قتلوا دون ذنب سوى بحثهم عن حياة حرة كريمة في بلد عرف عنه غناه، وفي نفس الوقت يعيش غالبية سكانه في حالة فقر وعوز بسبب فساد المسؤولين وقادة الأحزاب.
----------------
وشارك الشاعر همام عبد الغني بقصيدة "لقد ابرقت" من وحي مظاهرات تشرين:
بكم تزدهي الدنيا ويعلو بناؤها ويخفقُ فوقَ الرافدينِ لواؤها
بكمْ تورقُ الآمالُ رغمَ جفافها فمنكم سيجري ماؤها وغذاؤها
بكم ساحةُ التحريرِ يزدادُ زهوها وتسترجعُ الذكرى ويعلو نداؤها
لقد أبرقتْ فالسيلُ لابُّدَ قادمٌ ليجرفَ أوراماً تفشى وباؤها
وعاثت بأرضِ الخيرِ والعلمِ والتقى فساداً وإجراماً عسيرٌ شفاؤها
لقد سرقوا أحلامنا وانتماءَنا وضنوا بأنَّ الناسَ سهلٌ شراؤها
وضنوا بأنَّ الصابرين وصبرَهم سيمضي ويبقى كذبُها وافتراؤها
فهبتْ ملايينُ الجياعِ، وصوتها تعالى، فقد ملَّتْ وخابَ رجاؤها
لقد أبرقتْ والرعدُ هزَّ جذورَها وأسقطَ دعواها وبانَ خواؤها
تكشفت الأهدافُ وانزاحَ سترُها وأُخرسَ مبحوحَ اللهاثِ عواؤها
-------------------
وشاركنا في الحفل تجمع الندوة الفكرية وبكلمة ألقاها الفنان والكاتب اللبناني السيد زياد نصير جاء فيها:
أيها الحضور الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والسلام على من قضى واستشهد في سبيل قضايا نبيلة وسامية ألا وهي تقدم مجتمعه ومحاربة فساد حكامه، وقدسية استفلال وطنه، لأرواح هؤلاء الأبطال نحني هاماتنا، فالجود بالنفس والتضحية بالحياة أرقى ما توصلت اليه التجارب الإنسانية النضالية في تأريخها، وإذ تصبح المعضلة الاجتماعية والهم الوطني مشكلة شخصية في سلوك المناضلين والناشطين فهذا يدل على إن عمر الطغاة في طور الزوال وإذ يغدوا مستقبل الوطن رهن آمال الشباب النابض بالحياة ونصب أعينهم فهذا دليل على إن الانتقال لمرحلة الحصاد والبناء قد اقتربت.
إن التشابه بين وضعينا اللبناني والعراقي من حيث الأوضاع الداخلية والإقليمية يفرض علينا التواصل الدائم لما فيه خير الانتفاضتين.
عشتم وعاش نضال شعبينا العراقي واللبناني وكافة الشعوب الطامحة للسلام والحرية.
-----------------
وألقى الشاعر المصيفي الركابي قصيدة من وحي ساحة التحرير بعنوان (رأيت الحسين):
البارحة
في بغداد
في ساحة التحرير
بأم عيني رأيت الحسين
رأيت.. الحسين
رأيته.. يتحسر بألم
رأيته ... متوشحا بالعلم
رأيته .... حزينا
في قلب المظاهرة
----------------
وشارك المهندس هشام العزيري بقصيدة جاء فيها:
كيف أنساها
دعيني أقدم أسمك عنوانا
للشمس
إن كان للشمس عنوانا
دعيني أرو البحر من فيض
عينيك
إن البحر كان لعينيك ظمآنا
دعيني أنقش اسمك فوق قلبي
فأنت التي كنت في القلب
شريانا
دعيني أموت في محرابك
سجودا
بغداد يا من في القلب مسكنها
ما كان أعظمها وما أحلاها
-------------------
والقى السيد رفعت الزبيدي كلمة الجبهة الوطنية للتغير في العراق جاء فيها:
ثبُت ومن خلال الأحداث المؤلمة والتي فاقت التصور في الخسة والوضاعة لمن حكموا العراق طيلة ستة عشر عاما، أن العراق لم يتحقق فيه المشروع الوطني الذي كُنا نحلم به وندعو اليه في أديباتنا وعملنا في المعارضة بعد قمع انتفاضة آذار عام 1991. فالمؤسسات تحولت من النظام الشمولي المكبل للحريات العامة واحترام حقوق الانسان تحولت الى مؤسسات أسرية وحزبية بمواصفات اقليمية باسم المذهب او القومية.
أن العملية السياسية قد وصلت الى طريق مسدود وأصبحت عبئا ثقيلا على حلفاء العراق أيضا كالولايات المتحدة. وعليه فمن الواجب علينا أن نبادر بالدعوة الى مساعدة العراقيين المنتفضين على اعادة بناء الوطن الحبيب بما يلبي تطلعاتهم الوطنية.
------------------
وقدم السيد خيون التميمي قصائد بين فقرات البرنامج من وحي التظاهرات العراقية
وعرض في الحفل مجموعة من الأفلام دعما لانتفاضة الشباب.
ورُفعت صور شهداء الانتفاضة في القاعة والتي تزينت بالأعلام العراقية والشموع والشعارات المؤيدة للتظاهرات.
وشارك في الحفل مجموعة كبيرة من بنات وأبناء جالياتنا العراقية واللبنانية والعربية معبرين عن تضامنهم مع تظاهرات شعبينا العراقي واللبناني.
لجنة الاحتفال التأبيني
10 كانون الأول 2019