غالي العطواني
أبدت العدّاءة الدولية د. إيمان صبيح، أسفها لما وصل إليه مستوى الرياضية النسوية في العراق من ضعف وتدنٍ، مؤكدة أن "هناك تهميشا مقصودا للرياضة النسوية، أدى إلى هبوط مستواها".
وتابعت العدّاءة التي حققت بطولات مهمة على المستوى العربي والآسيوي، أن "عدم وجود مخططين للرياضة النسوية يشكل عاملا مؤثرا لتصدع الواقع الرياضي، لذلك يتوجب أن يكون هناك مخططون اختصاصيون في كل اتحاد أو مؤسسة رياضية".
جاء ذلك في جلسة عقدتها رابطة "ملتقى القشلة الرياضي في شارع المتنبي"، بالتعاون مع "المنظمة العراقية للتنمية الرياضية"، السبت الماضي في بغداد، احتفاء بمسيرة د. إيمان صبيح في فضاء ألعاب الساحة والميدان، وبالأرقام العربية والآسيوية التي حققتها.
جلسة الاحتفاء التي حضرها جمع من الرياضيين والمثقفين والإعلاميين والمهتمين في الشأن الرياضي، أدارها الصحفي الرياضي زيدان الربيعي، واستهلها مرحبا بالمحتفى بها، وواصفا إياها بـ "أيقونة الرياضة النسوية في العراق".
وأضاف قائلا أن د. إيمان عداءة من طراز نادر، استطاعت أن ترفع اسم العراق عربيا وآسيويا، وتحقق أرقاما قياسية لتكون بطلة آسيا في رياضة الساحة والميدان.
المحتفى بها، وفي مفتتح حديثها، تطرقت إلى سيرتها الذاتية مشيرة إلى انها ترعرعت في "حي الشيخ عمر" البغدادي وسط عائلة شيوعية معروفة.
وأضافت القول انها في صغرها كانت تزاول رياضة الركض مع صديقاتها في أزقة حيهن الضيقة، وكن يزاولن أيضا مختلف الألعاب الشعبية التي تدخل في مجال الركض السريع، لذلك وعن طريق الصدفة، اكتشفت انها سريعة جدا مقارنة بقريناتها، وكانت دوما تحرز المركز الأول على المتسابقين والمتسابقات في الألعاب الشعبية التي يكون أساسها الركض.
وبينت د. إيمان انها حينما كانت في المرحلة المتوسطة من الدراسة، شاركت في بطولة مدرسية لألعاب الساحة والميدان، ووقتها ارتدت، ولأول مرة في حياتها، ملابس رياضية، مؤكدة انها أحرزت المراكز الأولى في جميع ألعاب المسابقة، ليتم بعد ذلك استدعاؤها للمشاركة في مسابقة ألعاب القوى لمديريات التربية في بغداد، والتي حققت فيها المركز الأول بفوزها في سباق "جري الحواجز".
وتحدثت المحتفى بها عن مشاركاتها الخارجية في مسابقات ألعاب الساحة والميدان، مشيرة إلى أن أول مشاركة كانت في عام 1980، بعدها واصلت مشاركاتها عربيا وآسيويا حتى عام 1985، وحطمت أرقاما قياسية عدة، ما أدى إلى حصول تحول كبير في حياتها عبر وصولها إلى الناس ومحبي الرياضة.
إلى ذلك ألقت العدّاءة الدولية الضوء على واقع الرياضة بعد عام 2003، لافتة إلى انها في عام 2004 اتصلت بالكثير من الرياضيين المعروفين لغرض إعادة هيكلة الاتحادات والأندية الرياضية، "لكن بعض المتشبثين بالسلطة استغلوا هذا الأمر حتى عادت الرياضة إلى المربع الأول!".
وتابعت القول أن "وزارة التربية أهملت الرياضة المدرسية، ولم تضع مخططين رياضيين متخصصين في الرياضة المدرسية لغرض معالجة هذه المشكلة"، لافتة إلى ان "هناك انهيارا في المستوى الرياضي، وعلينا جميعا تشخيص الأخطاء وتقييمها بشكل صحيح"، وموضحة أنها، وبحكم عملها استاذة جامعية في كلية التربية الرياضية للبنات في جامعة بغداد، تجد أن مستوى الدراسة في كليات التربية الرياضية هابط، بسبب غياب التخطيط السليم من قبل الجهات ذات العلاقة.
وفي سياق الجلسة ألقى الإعلامي الرياضي منعم جابر، كلمة باسم "المنظمة العراقية للتنمية الرياضية"، أعقبته د. ذكرى عبد الصاحب بإلقاء كلمة أشادت فيها بمسيرة المحتفى بها، التي تلقت أسئلة حول تجربتها من قبل العديد من الحاضرين، وأجابت عنها بصورة ضافية.
وفي الختام قدم المدرب داود العزاوي لوح إبداع باسم "رابطة ملتقى القشلة"، إلى العدّاءة د. إيمان صبيح، فيما قدم لها الصحفي الرائد رزاق كشكول باقة ورد، وأخرى قدمتها لها د. خلود عبد الوهاب، فضلا عن لوح إبداع باسم "المنظمة العراقية للتنمية الرياضية"، سلمه إليها الحكم الدولي صبحي رحيم.

عرض مقالات: