تنتشر ظاهرة الباعة المتجولين واصحاب البسطات (الجنابر) بشكل كبير في جميع مدن بغداد واسواقها وازقة شوارعها، ويعمل في هذه المهنة الاطفال والشباب وكبار السن، وهم يتنقلون من شارع الى آخر لبيع ما يحملونه من سلع بسيطة، او يفترشون الارض لعرض بضاعتهم وبيعها، وهذه الاعمال تعتبر فرصة عمل تبعدهم عن البطالة، بالرغم من انها لا تغير من وضعهم المعيشي شيئا، وهم مجبرون عليها بعد ان ضاقت بهم السبل في الحصول على فرص العمل في المؤسسات والدوائر ومعامل القطاع العام والخاص، التي توقف الانتاج فيها بسبب سياسة البلد الاقتصادية وارتباطها بالمؤسسات الرأسمالية.
وبيّن الشاب محمد وهو في الاربعين من العمر يعمل بالقرب من ساحة الرصافي، في بسطة لبيع الاحذية المستوردة، "منذ فترة طويلة وانا اعمل في هذا المكان، بعد ان اغلق المعمل الذي كنت اعمل فيه ابوابه بسبب الظروف التي مر بها البلد وتوقف الصناعة في القطاع العام والخاص، اذ تم تسريح كل العاملين فيه، فما كان امامي الا البحث وايجاد فرصة عمل لاعانة عائلتي المتكونة من اربعة افراد، وعن طريق صديق لي استطعت ان اجد مكانا لي لبيع الاحذية المستوردة، والتي نشتريها من تجار الجملة وفي بعض الاحيان نأخذها من التجار ونبيعها على التصريف، اي نسدد للتاجر بعد ان نبيع جميع الاحذية، مضيفا ان ما نحصل عليه من مال مقابل ما نبيع من بضاعتنا لا يسد الحد الادنى من معيشتنا، واحصل يوميا على خمسة عشر الف دينار كمعدل، ويصل الى خمسمائة ألف دينار شهريا وهو مبلغ لا يكفي لتسديد ايجار المكان الذي اشغله ودفع اجور المولدة الكهربائية ولا مصاريف ابنائي في المدرسة، ولهذا فقد طلبت من ابني الكبير ترك المدرسة والعمل في بيع قناني الماء بالقرب مني، وانا اطالب الحكومة باعادة معاملنا التي اغلقت وتأهيل ودعم القطاع الخاص، ومنحنا القروض الميسرة ليتسنى لنا العودة الى اعمالنا، وليكون لنا راتب تقاعدي نؤمن به جزءا بسيطا من مصاريف عائلتي.
مشيرا الى معاناة الباعة اصحاب البسطات من مفارز امانة بغداد التي تمنعنا من بيع بضاعتنا والتجاوز على الارصفة، ولكنها لا توفر لنا اماكن بديلة ومنظمة لعملنا.
على الجهات الحكومية ان توفر لهم مكانا مناسبا للبيع يقيهم حر الصيف وبرد الشتاء، ومساعدتهم في تقديم قروض ميسرة لتطوير عملهم، والاهم من هذا ان يرتبطوا بنقابة تمثلهم وتدافع عن حقوقهم.