انتصار الميالي

احتفى الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الثلاثاء الماضي، بالفنان القدير نزار السامرائي وبمسيرته الإبداعية في فضاء التمثيل.

حضر جلسة الاحتفاء التي التأمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، جمع من الأدباء والمثقفين والفنانين والمهتمين في الشأن الفني. فيما أدارها رئيس الملتقى د. صالح الصحن، واستهلها بتقديم نبذة عن المحتفى به ومسيرته الفنية الطويلة.

وقال أن السامرائي فنان استطاع أن يحافظ على ظهوره في المشهد التمثيلي، وانه يفهم الفن وفلسفة النص، ويقبل بكل الأدوار، صغيرة كانت أم كبيرة "فهو ليس تاجرا، بل فنان يجسد المعنى الإنساني في القضية من خلال العمل الفني والمشهد. كما انه اشتغل مديرا للإنتاج وكان حريصا في تعامله مع هذا الجانب".

بعد ذلك تحدث المحتفى به عن مسيرته الفنية الممتدة إلى 50 عاما من العمل في الإذاعة والمسرح والسينما والتلفزيون، مبينا انه تخرج في معهد الفنون الجميلة عام 1967، وان أول عمل مثل فيه كان في العام 1966، وذلك في مسرحية "بيت أبو كمال" من تأليف وإخراج بدري حسون فريد. وقد رافقه في التمثيل الفنانان طعمة التميمي وصلاح الأطرقجي.

وأشار السامرائي إلى انه شارك في بدايته في فيلم للمخرج نزار الفدعم عنوانه "المهمة 911"، وكان من بطولة حسن حسني، موضحا أن بغداد والمحافظات كانت تضم فرقا كثيرة متخصصة بالفنون الشعبية، تواصل عرض مسرحياتها.

وتحدث السامرائي عن الأعمال الدرامية والأفلام السينمائية التي شارك فيها، لافتا إلى انه، ورغم مسيرته الطويلة، لا يزال يبحث عن أستاذ يعمله التمثيل، قائلا "أنا، ولغاية اليوم، أتعلم من الصغير والكبير، وفي أي مكان".

وتابع السامرائي، أنه "لم يشوّه اسمه الفني في عمل غير جاد، وأنه وأقرانه من الفنانين كانوا يحترمون المخرج والعاملين في الإنتاج والفن بشكل عام"، موضحا انه، "وعلى ضوء تجربته في الانتاج، استنتج إن أفضل من يمكن أن يكون مدير إنتاج هو الممثل "لأنه سيشعر بشعور الفنان، ويعرف الموعد المناسب لاستراحته واللحظة التي يشعر فيها بالتعب".

وأشار المحتفى به إلى أن بداياته في فضاء الدراما كانت مع المسلسلات الثلاثية، ثم شارك في أطول عمل درامي مؤلف من 14 حلقة شكل وقتها حدثا مهما، وهو مسلسل "عطار".

وأضاف قوله انه "يجب إن يكون هناك هدف من العمل الفني، وليس فنا بلا هدف ولا قضية ولا روح. وحتى الأعمال الكوميدية يجب أن تكون هادفة وشفافة"، مستذكرا عددا من الفنانين المعروفين الذين عمل معهم أمثال سامي عبد الحميد وسامي قفطان، ومشيرا في الوقت ذاته إلى مدى التعاون والمحبة والعلاقات الفنية المبنية على الاحترام بين الفنانين.

وتطرق السامرائي إلى الغربة التي عاشها خارج العراق خلال السنوات الأخيرة، والتي استمرت نحو 14 عاما، مؤكدا القول: "قتلتني الغربة، وبعد 14 عاما قررت العودة إلى بلدي والاستقرار فيه".

وفي سياق الجلسة قدم عدد من الحاضرين شهادات ومداخلات عن مسيرة المحتفى به وتجربته الفنية، بضمنهم الفنان بشار طعمة الذي ذكر ان السامرائي عمل مع فنانين كثر، وله أدوار مميزة ومؤثرة وبصمة ثابتة في المسرح والتلفزيون.

فيما أعرب الكاتب صباح رحيمة عن مدى إعجابه بالسامرائي، الذي جمعته معه أعمال عدة، أعقبه المخرج نزار الفدعم الذي قال أن "نزار من جيل لا يميل إلى التنظير وهو يقف أمام الكاميرا، وانه يجيد التمثيل من دون تصنع".

هذا وأسهم في المداخلات أيضا كل من د. ضياء مصطفى، الأستاذ حافظ عارف، الفنان كامل غراوي، الأستاذ علي حسين.

وفي الختام سلم د. صالح الصحن الفنان نزار السامرائي لوح الجواهري، فيما قلده المذيع الرائد جنان فتوحي قلادة إبداع باسم الملتقى الإذاعي والتلفزيوني.

عرض مقالات: