كريم جبار الناصري
استهل منتدى الإعلام والأدب، أحد تشكيلات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، باكورة نشاطاته وفعالياته بجلسة استذكار للأديب والناقد والباحث الراحل د. علي جواد الطاهر، في مناسبة الذكرى المئوية لولادته.

الجلسة التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس وسط بغداد صباح الأحد الماضي، حضرها جمع من المثقفين والأكاديميين والأدباء والإعلاميين. وقد أدارها رئيس المنتدى أ.د. جاسم الخالدي، الذي قدم موجزا عن حياة الأديب والباحث الراحل، مشيرا إلى انه ولد عام 1919 في محافظة بابل، ودرس في مدارسها، وأكمل دراسته في دار المعلمين العالية.
وأضاف قائلا أن د. الطاهر سافر إلى فرنسا، وأكمل دراسته الأدبية هناك، وحصل على شهادة الدكتوراه في جامعة السوربون الفرنسية المعروفة، مضيفا أن الراحل يعد أحد البارزين في قائمة مبدعي الثقافة العراقية والعربية، وأن له إنجازات ومؤلفات كثيرة في حقول الأدب واللغة والنقد والتحقيق والتعليم والتربية.
وشهدت الجلسة مداخلات وشهادات حول مسيرة د. الطاهر وتجربته البحثية، قدم أولها أ.د. سعيد عدنان، الذي أوضح في ورقة له أن الراحل كتب في الأدب التراثي والمعاصر، وفرز بين الجيد الرفيع الذي يعنى بالدراسة، والرديء الذي لا يعنى بذلك، مضيفا أن الذوق لدى د. الطاهر رائق، وانه لا ينحاز إلى أحد في دراساته الأدبية، إنما ينحاز إلى الجودة، وكان يكتب بلغة رشيقة لا شائبة فيها.
المداخلة الثانية قدمتها د. نادية هناوي، وذكرت فيها أن "الطاهر حاضر بيننا بأشياء كثيرة.. بمنجزه وما كتبه من نماذج نستحضرها مهما طال الزمن، ونفتح النافذة عليها دائما"، متابعة القول أن الفقيد كان فخورا بحركة المسرح العراقي أبان ستينيات القرن الماضي، وقال عنها انها مرموقة، على عكس الحركة المسرحية في الثمانينيات، التي رآها "تجارة وتهريج".
وأوضحت د. هناوي أن الطاهر كان يرفض ما لا يراه مناسبا بموقف شجاع، وانه لم يكن مزاجيا في رفضه، إنما من أجل التوجيه والإصلاح، وان مشروعه النقدي يمثل تجربة غنية تستحق الدراسة والتفكير.
أ.د. فليح الركابي، قدم مداخلة في الجلسة استذكر فيها الراحل ووصفه بأنه "مدرسة عراقية ومؤسس النقد العراقي"، موضحا أنه تتلمذ على يد الطاهر في دراسة منهجه في البحث العلمي، وانه لا يزال يدرس هذا المنهج.
وأضاف قائلا أن الراحل كتب في النقد الروائي والقصصي والمسرحي، وترجم الكثير من الكتب الأدبية من الفرنسية إلى العربية، وهو علم من أعلام الأدب العراقي والعربي.
وساهم أ.د. فاضل التميمي في تقديم مداخلة، اشار فيها إلى الدراسات الثقافية التي أنجزها الراحل، وكيف انها تتداخل مع بعضها في دراسة الظواهر الثقافية ونشاطها.
وأضاف قائلا أن الطاهر يعد أول من أرسى مناهج الدراسات الثقافية في العراق، وانه تنبه مبكرا إلى نسق القصة، لافتا إلى انه كان يرغب في تأسيس مجلة تعنى بالثقافة، ويرى أن المجلات والصحف لها دور كبير في نشر الثقافة، كونها تصل إلى عدد واسع من المتلقين.
هذا وساهم في تقديم المداخلات أيضا د. صبحي ناصر، د. سعد التميمي، د. كريم الوائلي، د. علي الإمارة، د. حسين الكاصد، د. نجاح كبة والشاعر عواد محسن. وقد أجمعت المداخلات على تميز الراحل في فضاءات الترجمة والنقد والتربية والتعليم.

عرض مقالات: