عدنان البيرماني

ضيّف "ملتقى الدكتور علي ابراهيم" الثقافي في مدينة الحلة، أخيرا، د. ستار العبودي، الذي تحدث في أمسية سياسية – اجتماعية حملت عنوان "الطائفية ومخاطر تهديد الوحدة الوطنية"، بحضور جمع من المثقفين والأكاديميين والأدباء والناشطين.

أدار الأمسية التي احتضنتها قاعة الملتقى وسط مدينة الحلة، د. حامد عبد الحمزة العلي، واستهلها بالقول أن "الطائفية تمثل أسوأ مرحلة من مراحل الدولة، وتؤثر سلبا على الجوانب السياسية والمدنية، وعلى حياة الإنسان"،  متابعا القول أن "الطائفية لا تبنى على الاختلاف في الرأي، بل هي تبنى على التعصب والتهميش. كما انها لا تقبل المشاركة العادلة، إنما تسعى إلى  السيطرة على كل شيء".

بعد ذلك شرع د. العبودي في الحديث عن موضوعة الطائفية ومخاطرها التي تهدد الوحدة الوطنية، موضحا أن هذه الظاهرة الخطيرة أصبحت موضوعا في متناول الصحافة، بكل وسائلها، وبشكل شبه يومي، مبينا أن الرؤية الأكاديمية للطائفية تختلف عن الرؤية الصحافية، من حيث توصيف الظاهرة وبيان أسبابها ونتائجها، ووضع الحلول لها.

ولفت الضيف إلى أن مفهوم الوطنية تعرض، كما تعرض الكثير من المفاهيم السياسية خلال فترة المد الاستعماري، إلى تشويه مقصود، لا سيما في بلدان العالم الثالث، مضيفا أن هناك مفاهيم شاذة مثل "القومية الإقليمية" و"القومية الدينية"، هدفها تشويه المعاني والوقائع.

وأشار د. العبودي إلى انه في أوربا، أخذت الوطنية الكثير من المعاني، وفي فرنسا تحديدا، أبان القرن السادس عشر، استخدم مفهوم الوطنية لوصف الوطنيين الصالحين، فيما تداول العرب هذا المفهوم متأخرا، والذي استخدمه بطرس البستاني معتدا  على عنصرين، هما الأرض واللغة.

 وتخللت الأمسية مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، تناولوا في معظمها مفهوم الطائفية، وتداعياته السلبية التي لا تزال متجذرة في نفوس البعض، ويصعب التصدي لها واستئصالها، على الرغم من وجود أفكار مناهضة لذلك، موضحين أن إضعاف الوعي الاجتماعي، وإشاعة الشحن الطائفي، من الوسائل التي استخدمها الطائفيون لغرض الاستحواذ على المغانم.

وكانت المداخلة الأخيرة لرئيس الملتقى د. علي إبراهيم، الذي أكد أن "الطائفية، وبالرغم من تمددها، ستنحسر بعد أن بان فشل الداعين لها والمروجين لأفكارها، وإن الفكر المدني والروح الوطنية، هما الأوفر حظا بالبقاء".

عرض مقالات: