محمد علي محيي الدين
وسط حشد من الأدباء والمثقفين والأكاديميين، ضيّف اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة بابل، أخيرا، الباحث نبيل الربيعي، الذي تحدث في جلسة ثقافية عن "الأرشيف اليهودي العراقي".
الجلسة التي أدارها د. عبد الرضا عوض، قدم في بدايتها الربيعي عرضا لتاريخ يهود العراق، وما تضمنه من أحداث وأزمات مختلفة، مسلطا الضوء على ما تأصل في نفوس العديد من العراقيين، من أن "اليهودي عدو"، حتى تحولت الفكرة إلى "قوة ناهية لكل فعل ينوي تعديل الصورة.. تلك الصورة المزيفة المرسومة في المخيلة سلفا، والتي يظهر فيها اليهود مستغلين، محتكرين، منعزلين، عملاء، أعداء وصهاينة".
واستدرك قائلا: "إذن ما السبيل للخروج من هذه الإشكالية المفروضة التي غرست في النفوس، حول هذا المكون العراقي الذي عاش في بلاد الرافدين زهاء 2600 سنة، حتى هجرته القسرية عام 1951".
وذكر الربيعي في معرض حديثه حول الأرشيف اليهودي العراقي، أنه "في قبو داخل مقر جهاز المخابرات العراقية أبان النظام الدكتاتوري المباد، قبعت الوثائق والآثار والمخطوطات الهامة التي يتم توصيفها اليوم بـ "الأرشيف اليهودي" لعشرات السنوات، بعيداً عن الأعين، وفي أجواء خزن لا تراعي المعايير الدولية, ما أدى إلى تلف العديد منها. وحتى العام 2003 لم تكن القضية مثاراً للجدل، وكان بالإمكان أن تتعرض تلك الوثائق إلى الحرق أو التلف الكامل من دون أن يعرف العراقيون حتى أنها موجودة في ذلك القبو"، متابعا القول "انه وبحسب ما ورد من معلومات، أن الجيش الأمريكي عثر في أيار 2003، على وثائق وملفات الأرشيف اليهودي في ذلك القبو. إذ عثرت مجموعة من الجنود الأمريكان، على كمية من لفائف التوراة، وكتب الصلاة والتقويمات العبرية العائدة إلى حقبة من تاريخ الطائفة اليهودية في العراق".
ولفت الربيعي إلى ان الأرشيف اليهودي الذي عثر عليه، وجد متعفنا، وأن بعضه ذو قيمة وثمن حضاري وتاريخي، مبينا ان "هناك 7002 من الكتب، وعشرات الآلاف من الوثائق التي سرقت من يهود العراق".
وأكد أن "هناك اكثر من رواية لقصة العثور على الأرشيف اليهودي العراقي. وقد أخرج الجيش الأميركي الأرشيف من قبو تحت الأرض بالاتفاق مع سلطة الائتلاف الأميركي المدني، وتم الاتفاق مع "مؤسسة نارا" - الأرشيف الوطني الأميركي- التي تولت عملية الترميم. وينص الاتفاق مع المؤسسة على أن تكون وزارة الثقافة العراقية طرفاً معها، بعد حل سلطة الائتلاف الأميركي. لكن الجهات الرسمية العراقية حاولت التقليل من أهمية محتويات الأرشيف".
وتابع القول ان القوات الأمريكية، وبعد أن نلقت الارشيف إلى أمريكا، للتأكد من سلامته نظرا لتعرضه للرطوبة والحرارة أثناء الخزن، قامت بصيانته باستخدام التقنيات والأساليب الحديثة، وبترقيم صفحاته الكترونيا، وأعدت عرضا صوريا وفيديويا يوثق عمليات نقل الأرشيف وصيانته وإنقاذه من التلف، وإعادته مجددا إلى الحكومة العراقية بحسب الاتفاق بين الجانبين.
وشهدت الجلسة مداخلات قدمها عدد من الحاضرين، بينهم د. بشار عليوي، سعد الشلاه، د. نصير الحسيني، الباحث أحمد الناجي ود. عبد الرضا عوض. وقد تضمنت المداخلات تساؤلات حول إذا ما كان العراق قادرا على حفظ الأرشيف وعرضه والاستفادة منه.