طه رشيد
ارتباطاً بالتراجع الكبير للتعليم والتربية بمستوياتها المختلفة، وبضمنها مستوى التعليم الجامعي، تبذل اليوم جهود متنوعة للمعالجة والاصلاح. واسهاماً مما وضع على عاتق المعنيين بمستقبل تعليمي زاهر في هذه الجهود عقد الحزب الشيوعي العراقي صباح أمس السبت في قاعة جمعية المهندسين العراقيين ببغداد طاولة نقاشية لبحث "ورقة عن الاصلاح الجامعي" أعدتها مجموعة من الخبراء والمختصين في الجامعات العراقية.
تتناول الورقة عدة محاور منها: القبول في الجامعات. حرية الحرم الجامعي وأبعاده عن تأثير الأحزاب. المناهج الدراسية. معايير الجودة العالمية وكيفية تطبيقها. مراكز البحث العلمي ودعمها ماديا ولوجستيا. حماية الأستاذ الجامعي وغيرها.
ادار النقاشات د.جواد الزيدي الذي يعمل رئيس قسم في كلية الفنون الجميلة، والذي بدأ كلمته مشيرا إلى أن الورقة سبق وتم اغناؤها بملاحظات من قبل أساتذة مختصين. ونوه إلى أن المجموعة التي سهرت على إعداد الورقة قامت بالاطلاع على كل المواد والدراسات المنشورة حول إصلاح التعليم الجامعي.
ثم بدأ النقاش حول مسودة الورقة وكان أول المتحدثين الشاعر والاكاديمي د. محمد حسين آل ياسين تبعه د. عامر القيسي ثم د.علي حداد ود.جبرا الطائي ود.حسين القاصد وعدنان البياتي ود. صبيح الجابر ود. علي ابراهيم. كما قرأ مدير الطاولة د.جواد الزيدي ورقة ملاحظات سبق أن وصلت من د. محمد الربيعي.
وأشارت النقاشات إلى مجموعة من السلبيات التي ترافق التعليم في العراق بشكل عام والجامعي بشكل خاص، ومنها ضعف المستوى الإداري في الجامعات والتوزيع غير المناسب للمسؤوليات، كما تمت الإشارة إلى حالة التسيب من قبل بعض الأساتذة والطلبة على حد سواء!
وغياب التحديث في كل البرامج التعليمية.
واكد المتحدثون أهمية البدء بعملية الإصلاح انطلاقا من المدارس الابتدائية، مع ضرورة وضع فلسفة تربوية تعليمية والانتباه الى خلوّ التربية والتعليم العالي من أية استراتيجية.
وتكررت الدعوة لجعل الجامعة مركز إشعاع وليس مكاناً للتعليم فقط، وضرورة تأشير الخلل في المناهج الدراسية وإصلاح هذه البرامج. كما تكرر الاستغراب خلال النقاشات من إحالة الأستاذ المتمرس على التقاعد لتفتح له الابواب في الجامعات الأهلية، وهذا يشكل خسارة كبيرة للتعليم الحكومي.
وشدد المتحدثون على إدخال وزارة التخطيط كطرف مهم مع التعليم العالي في تحديد حاجة البلد إلى الاختصاصات المطلوبة. وضرورة إطلاق دعوة لعودة الكفاءات لتساهم في بناء التعليم بشكل صحيح على أن تتم تهيئة الظروف المناسبة لعودة هذه الكفاءات مع حفظ خدماتها الجامعية وحقوقها في الخارج. واشار اكثر من متحدث بوضوح إلى التأثير السلبي لتأسيس الجامعات الأهلية بشكل عشوائي غايته القصوى الكسب المادي وليس التطور العلمي.
وفي الختام شكر د.جواد الزيدي الأساتذة الحاضرين على مساهماتهم الثمينة والتي سيضاف كثير من مفرداتها الى مسودة ورقة الاصلاح الجامعي قبل رفعها الى الحكومة والبرلمان.