غالي العطواني
احتفى الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الثلاثاء الماضي، بالفنان محمود أبو العباس، الذي تحدث عن مسيرته الإبداعية في التمثيل والإخراج والتأليف، بحضور جمع من الفنانين والأدباء والمثقفين.
أدار جلسة الاحتفاء التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، رئيس الملتقى د. صالح الصحن، الذي استهل حديثه مشيرا إلى ان المحتفى به فنان متعدد الاشتغالات، وانه عمل في الإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح، ممثلا ومخرجا ومؤلفا ومصورا.
وتابع قائلا ان الاشتغالات الفنية المتعددة التي عرف بها الفنان أبو العباس، لم تأت اعتباطا، إنما نتيجة دراسات وبحوث علمية وفنية عديدة، قدمها في أطروحته لنيل شهادة الماجستير، مضيفا ان المحتفى به قدم أعمالا مسرحية في العديد من البلدان العربية "حتى أصبح نجما عراقيا في سماء الفن العربي".
الفنان أبو العباس، وفي معرض حديثه، عرّف بسيرته الذاتية، وأشار إلى انه ولد في مدينة البصرة، في عائلة فقيرة تسكن الحي الشعبي المعروف باسم "التميمية"، متطرقا إلى فترة طفولته، وكيف انه كان، وهو في السابعة من عمره، يجتمع مع أطفال المنطقة لمشاهدة الرسوم المتحركة، على التلفاز الوحيد الموجود في زقاقهم، والذي كانت تمتلكه إحدى العائلات.
وتابع قائلا انه كان يمثل أمام أطفال الزقاق، و"بدقة متناهية"، ما يشاهده في الرسوم المتحركة، معتبرا ذلك أول خطوة له في عالم التمثيل.
وأوضح المحتفى به انه كان يتطلع إلى الدراسة في معهد الفنون الجميلة ببغداد، إلا ان ظروفه المالية الصعبة، لم تسمح له بذلك، ما اضطر إلى إكمال دراسته الثانوية، ثم التقديم بعدها إلى كلية الفنون الجميلة – قسم المسرح، مضيفا انه تتلمذ على أيدي العديد من رواد المسرح العراقي، أمثال جعفر السعدي، عوني كرومي، سامي عبد الحميد وغيرهم.
ولفت إلى انه نال شهادة البكالوريوس بدرجة جيد جدا، واعتبر الأول على مجموعته في الإخراج المسرحي، وانه بعد أن أنهى الدراسة العليا عام 1982، عيّن في دائرة السينما والمسرح، وهناك عمل مع "الفرقة القومية للتمثيل"، وأصبح في الوقت ذاته مدرسا لمادتي التمثيل والإخراج في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد.
وتطرق أبو العباس إلى مشاركاته في المهرجانات المسرحية العربية، وإلى الجوائز التي نالها عن الإخراج والتأليف المسرحيين، مستدركا انه ألف وأخرج ومثل في أكثر من 30 عملا مسرحيا، كما ألف العديد من مسرحيات الأطفال.
أما عن أهم الأعمال الدرامية التلفزيونية التي شارك فيها، فقد ذكر من بينها المسلسلين المعروفين "رجال الظل" و"ذئاب الليل". فيما ذكر من بين أهم الأعمال السينمائية التي شارك فيها، فيلمي "الفارس والجبل"، و"الحدود الملتهبة".
وتحدث المحتفى به عن سبب مغادرته بلده خلال فترة حكم النظام الدكتاتوري المباد، مشيرا إلى انه كان قد كتب عملا مسرحيا عنوانه "يا طيور"، ينتقد فيه السلطة، وعرض وقتها في بغداد، الأمر الذي عرّضه إلى مضايقات واستدعاءات متكررة من قبل أجهزة أمن النظام، حتى اضطر إلى الهجرة للخارج.
وفي سياق الجلسة قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن منجز المحتفى به، بضمنهم الفنان بشار فاضل، الناقد كاظم مرشد السلوم، د. ضياء مصطفى والأديب علي شبيب.
وفي الختام قدمت الأديبة سافرة جميل حافظ، لوح الجواهري إلى الفنان محمود أبو العباس.

عرض مقالات: