شهد المسرح الوطني في بغداد، صباح أمس، حفل أربعينية الشاعر الكبير عريان السيد خلف، الذي أقامته جمعية الشعراء الشعبيين بالتعاون مع وزارة الثقافة.
الحفل الذي حضره حشد كبير من الشعراء والأدباء ومواطنون آخرون، ألقيت فيه كلمات أبرزها كلمة رئيس جمعية الشعراء الشعبيين عباس رضا الموسوي وكلمة وكيل وزارة الثقافة طاهر حمود وكلمة أمين عام اتحاد الادباء إبراهيم الخياط.
وألقيت خلال الحفل قصائد قدمها شعراء معروفون، تستذكر الشاعر الراحل؛ قصائده ومواقفه الإنسانية الكبيرة.
ولاقت كلمة الشاعر إبراهيم الخياط، أمين عام اتحاد الادباء تفاعلا كبيرا من جمهور الحفل التأبيني. وفي ما يلي نص الكلمة:
أيها الحضور الكريم....
تحية الشعر والشجن..
باسم اتحادنا العريق.. اتحاد الجواهري الكبير أحييكم وأشدّ على أياديكم وأنتم تحضرون وتحتفون بكبير الشعر عريان، ونظل نحتفي به ولا نؤبّن..
بوركتم وبورك هذا المهرجان المرفل بالوفاء والودّ والقصائد..
أيتها العزيزات.. أيها الأعزاء..
أساتذتي الأفاضل..
بقلم الشاعر الكبير مظفر النواب، توشّحت المجموعة الشعرية (صيّاد الهموم) لقمر الديرة عريان السيد خلف. ويبدو أن النوّاب كان محباً لهذه القصيدة، كيف لا وفيها عريان يغطّي كلَّ مساحات الألم بدفئه الشاعري الأخّاذ.
(شحيحة افراحنه ودكانها معزّل)...
ومن الكبيرين النوّاب وعريان نتعلم أنه حين يكتبُ شاعرٌ عن شاعر، تصيرُ الحروف شهادةَ تأريخ، لذلك كان النواب بتماسٍّ مع كل مفردة شعرية للسيد خلف، كما كان عريان بتماس مع التجارب الشعرية للنواب، التي باركها وعايشها في سنيِّ حياته.
أحبتي الحاضرين..
إنّ من السهل جدا أن تكون شاعراً في العراق، فما أن تنوي ذلك، حتى يتجلّى لك الشعر في وطن تجيد الأمهات فيه رصفَ القوافي، والشيوخُ والشبان والصبايا والأولاد..
الجميع هنا في العراق شاعرٌ، ونفتخر بذلك ونتباهى. فالشعر الذي كُتب على ظهره (made in Iraq) هو رياضةٌ وطنية ككرة القدم في البرازيل، وكالنحت في إيطاليا، وكالسينما في هوليوود.
لكنّ، من الصعب جدا أن تُعرفَ بوصفك شاعراً مُجيداً ومبدعاً ومعروفاً في العراق، لأنك ستقارع أهم التجارب في مكان واحد وأزمنة متعددة..
ولو افترضنا أنك تربّعتَ على قمة الشعر في العراق، فاعلم أنك أشعرُ العالم حينذاك.
ونحن قد نختلف كثيراً... لكننا نتَّفق على أن قمة التفوّق ضيقة، فهي تتسع لأسماء معدودة فحسب، وشاعر الشعب عريان السيد خلف من أبرز، بل على رأس تلك الأسماء.
لقد حاز عريان السيد خلف قمة الشعر في العراق، لذلك تقضي المعادلة بأنه أشعرُ العالم.
فيا (صيّاد الهموم) لم يكن رحيلك سوى مرحلةٍ من مراحل حياتك، فشعرك ما زال نابضاً يوزع الحياة وسيستمرُّ بهذا الطريق.
أو لستَ أنت من علّمتنا (هلبت مات جيفارا؟)...
لذلك اسمح لنا يا أبا خلدون أن نرفع كل المفردات ابتهاجاً بولادتك الدائمة،
أيها الفجر والقصيدة،
يا من أعطيتنا درساً في الوطنية والحبّ والطيبة والجمال،
أيها (الصيّاد اليساري) الذي اختاره النواب ليظلّ الحارس الأمين للقصيدة البيضاء.
يا عريان
يا قمر الديرة..
نم هادئاً فنحن نسهر..
ويا أهلنا المحتفين بالقمر ..
يا جمعيتنا.. ويا اتحادنا..
سلاما ومجدا لكم،، وللأوفياء كافة..
سلاما لكم
وسلامٌ عليكم..