وأخيرا قدم رئيس وأعضاء إدارة الاتحاد العراقي لكرة القدم استقالاتهم، بعد شد وجذب ونقاشات واعتراضات وخلافات وصل بعضها الى المحاكم الرياضية الدولية (محكمة كأس) وأخرى الى القضاء العراقي وحكم على البعض من أعضاء الاتحاد وطورد البعض الآخر، وامتدت الشكاوى الى الرئيس ونائبه!.
لكن جميع الأطراف اقتنعوا وتوصلوا الى فتح صفحة جديدة واسدل الستار على هذه الحال، وانتهت (المسرحية)، بشروط تتلخص في الاستقالة الجماعية لكل إدارة اتحاد الكرة وتشكيل هيئة مؤقتة واجراء انتخابات جديدة لإدارة الاتحاد خلال أشهر معدودة.
واليوم وبعد هذه الاحداث نستطيع ان نؤكد ان كرة القدم عانت خلال سنوات طويلة الإهمال والتقصير وفقدان الكثير من فرص التقدم والازدهار والنجاح بسبب تدخلات البعض من غير المختصين والطارئين على كرة القدم والرياضة، سواء قبل تغيير النظام او بعده، وتم ابعاد الكثير من الكفاءات والمختصين والأكاديميين بحجج شتى وتهم متنوعة.
علينا اليوم ان نتعلم ونتعظ ونعيد كرتنا ورياضتنا الى مسارها الصحيح بعد ان تدخل الاتحادين الآسيوي والدولي لمعالجة الأمور وترتيب الوضع بالتراضي، وكذلك ساهمت المؤسسات الرسمية والبرلمانية في هذا الموقف خدمة للصالح العام.
وبدأت تلك الجهود الدولية والمحلية أولى خطواتها بتشكيل هيئة مؤقتة لإدارة كرة القدم العراقية تضم من 5-7 شخصيات يُختارون من بين 14 خبيرا متخصصا منهم أكاديميون وخبراء ولاعبون دوليون سابقون، وقد يعلن هذا التشكيل المؤقت نهاية الأسبوع الحالي. وقد حددت مهمات وواجبات هذه الهيئة المؤقتة بإدارة ملف مسابقات الاتحاد وبطولاته إضافة الى النظر في لوائح الاتحاد ونظامه الداخلي وتحديد عدد أعضاء الهيئة العامة، ومن المشمولين بهذا التوصيف من الحكام والمدربين والخبراء وممثلي الأندية من المشاركين في بطولات ومسابقات الاتحاد، بالإضافة الى المشمولين بالإضافة والحذف لزيادة عدد أعضاء الهيئة العامة وكذلك ممثلي الاتحادات الفرعية في المحافظات واهمية انبثاق اتحاد كرة قدم للعاصمة بغداد، فكيف توجد اتحادات فرعية في جميع المحافظات، بينما العاصمة بغداد تفتقد لاتحاد فرعي يدير شؤونها؟
انه سؤال مشروع!.
وهنا أقول رب ضارة نافعة، فما حصل في اتحاد كرة القدم من المشاكل ستساهم في انهاء هذا العمل الفوضوي والارتجالي لأهم اتحاد في الكيان الرياضي، وسيشكل هذا الحدث المهم لعموم الرياضة نقلة نوعية وعملية اصلاح وتغيير في بنية هذا الاتحاد وانهاء واقعه المرتبك وبالتالي العمل على تجاوز أخطاء المراحل السابقة التي أدت الى هذا الواقع.
احبتي أيها المندفعون نحو الساحرة المستديرة والمخلصون للعبة ايما اخلاص، فكروا في تطوير الكرة العراقية عبر الاهتمام ببطولاتها وتنويع مسابقاتها ورعاية فئاتها العمرية والاهتمام بكرة القدم النسوية التي تخلفنا بها سنوات طويلة. ركزوا جهودكم على البطولات والمنافسات الوطنية الداخلية .. ولنا عودة.

عرض مقالات: