الرياضة العراقية بلغت من العمر قرابة القرن وتعددت أنواعها واختصاصاتها والعابها ونضجت وتطورت خلال العقود التي مرت، وكتبت في بعض العابها اسمها قاريا وعربيا بحروفٍ من ذهب، لكنها ظلت تراوح في مكانها والسبب في ذلك هو الإشكالات الإدارية وضعف القيادات الرياضية والتدخلات السياسية والحزبية والطائفية والقومية والاثنية في عموم الألعاب الرياضية وعدم ترك الرياضة للرياضيين من ذوي الاختصاص من الخبراء والأكاديميين والكفاءات.
ومع وجود العديد من الكليات والمعاهد الخاصة بالشأن الرياضي الا ان الميدان ما زال يعاني نقصا واضحا في الكوادر الرياضية القائدة. وما زال الكثير من العاملين في القطاع الرياضي ليسوا من المختصين، ما أضعف المؤسسات الرياضية.
ان واقع الرياضة العراقية ما زال يعاني الارتباك والفوضى على عكس دول الجوار والقارة التي بدأت تسير بخطوات مدروسة وعلمية معتمدة على خبرات عالمية متخصصة بالرياضة.
واليوم ونحن نعيش واقعا عراقيا جديدا منطلقين من هذه الانتفاضة الجماهيرية الرائعة من اجل غد واعد وسعيد، يتوجب علينا ان نختار الخبرات بعناية ورؤية لتسهم في بناء رياضة تستطيع ان تواكب المستوى الحضاري للشعوب والأمم المتحضرة وتلحق بها، وهذا يتطلب منا اصدار القوانين للمؤسسات الرياضية وننظم عملها، فلا يمكن لها ان تبقى بلا قوانين او بقوانين بالية لا تناسب المرحلة الحالية.
إن الاندية الرياضية تعاني المشاكل الإدارية وضعف الإمكانات المالية والقدرات على تمويل نفسها، وقد سبب ذلك فشلاً في الساحة الرياضية العالمية والعربية، ويمكن القول إن واقعا رياضيا بلا اندية رياضية فاعلة يعد موتاً للرياضة العراقية.
لقد عانت الأندية الرياضية الإهمال والفوضى وانعدام الرعاية واعتماد اغلبها على لعبة واحدة "كرة القدم فقط" وأدت هذه المعاناة الى تدمير بقية الألعاب وانهاء دورها في الميدان.
أما اليوم فنحن نناشد لجنة الشباب والرياضة البرلمانية ووزارة الشباب والرياضة أن يناقشوا واقع الأندية الرياضية ويشرعوا قانونا خاصا بالأندية الرياضية يتناسب مع الواقع الرياضي الجديد ويسهم في تطوير الأندية وبناء الرياضة العراقية.

عرض مقالات: