بجزم، أقول أن معرض بغداد للكتاب لم يحدث فيه أن منع أي كتاب من أي دار نشر. سواء كانت هذه الدار تشارك بالأصالة أو بالوكالة.
هذه الحرية في القراءة والنشر والتوزيع هي شيء ثمين للغاية. ببساطة، ان بوابات التنوع والجهود التي تهدف الى تنميتها هي المفتاح الاول لبناء مستقبل ديمقراطي. وعمليا، لا قيمة للديمقراطية بلا حياة تعددية.
هذه الدورة شهدت حضورا عربيا(حرا)، وهو ما أصّل حضور وظهور جدل حر تخطى كل الحواجز التقليدية التي تزخر بها المعارض المشابهة في العواصم المحيطة.
هذا المفتاح هو الوثبة الوحيدة الممكنة، التي يمكن ان تنتقل بالحياة الفكرية في العراق الى نقطة اللاعودة في مسيرتها الى الأمام.
لقد مر المخاض العراقي بمآزق خطرة وصعبة، كادت أن تودي بالعراق كوجود. ووقف بلدنا على حافة انهيار غير مسبوق في تاريخه الحديث، خاصة مع ظهور داعش وضياع حجم هائل من الاراضي الوطنية.
الكتاب العراقي صار رسالة من نوع خاص، صار يتحدث بحرية غير مسبوقة، صار يخوض في مناطق لم يكن متاحا للشارع العربي المجاور أن يتداولها.
هذه المرتبة المتقدمة والميزة الواضحة لم تتشكل بالهين. وهي نقطة أساسية في تمكين المستقبل العراقي وجعله متجسدا مضيئا.
معرض بغداد للكتاب ربما يكون حجر زاوية في هذا التحدي. بغداد يمكن ان تكتب للجميع، وبالتالي ستشعل ضوءا للجميع.

عرض مقالات: