المعنى المعلوم والمغيّب في آن واحد، هو ان الشهادة تعني الأثرة والتضحية والفداء من اجل الآخرين.

هذا المعنى اصيل ومتجذر في حياة الشهيد الحسين (ع) يعرفه كل نابه وامين وشريف ومخلص ومناضل من اجل إحقاق الحق وإدانة الظلم والتعسف.

والشهادة التي ينتمي اليها الشهيد الحسين (ع) لا تتعلق بفئة من الناس، تزعم انه يمثلها ويحقق آمالها ويعد رمزها..

فمثل هذا الزعم يحدد صفة الحسين البهي، بوصفه لم يأت إلا لنصرة فئة دون أخرى، وجماعة دون سواها، في حين كان مقداماً وهو يتقدم مع أصحابه من اجل نصرة العدل واجتثاث الظلم أياً كان مصدره وأياً كانت سبله واوصافه وهويته.

هذا ما ينبغي ادراكه وتفعيله ونشره، حتى لا تضيق الأمور ولا تصطفي في زاوية أحادية محدودة.

الحسين الشهيد.. شهيد اممي، جاء بوعي انساني لمعطيات العدالة، وإدانة اغتصاب الحكم ونشر الظلم واعمامه على الناس.. هذه هي مأثرة الحسين الشهيد التي يفترض بنا نشرها واتخاذها سبيلاً من سبل النضال التي نقاوم بها الظلم أياً كان مصدره وأياً كانت الأساليب التي يمارسها كذباً ورياء وغبناً للآخرين.

الحسين (ع) أسس اول موقف عربي إسلامي في الدفاع عن البشرية جمعاء، وهو يخوض غمار معركة كان يعلم جيداً انها غير متكافئة عدة وعتاداً. ولكنه كان يؤسس لنضال باسل وأبيّ وخالد، هو مأثرة الحسين (ع) احد ابرز رموز مقاومة الظلم في العالم.

 

عرض مقالات: