مثلما هي كافة القطاعات في المجتمع العراقي التي عانت وتعاني الاهمال والتقصير والاخطاء والخطايا نجد ان الرياضة العراقية هي الاخرى تعاني ذات الاهمال والتقصير والفساد والعيوب والنواقص ونجد ان كافة العاملين فيها يتحدثون عن نواقصها وعيوبها دون احراج او خجل! ولكنهم يواصلون العمل في الميدان الرياضي ويؤكدون على مسيرتهم التي تشوبها الكثير من هذه النواقص واساسيات العمل العلمي (ويؤكدون) على نجاح مسيرتهم وعملهم هذا. ولكننا منذ التغيير العاصف الذي حل بالوطن في 9/4/2003 وتحمل شعبنا مسؤوليته وكان لقواه السياسية والاحزاب الوطنية والدينية وبمختلف توجهاتها نجدهم جميعا قد أخفقوا في هذه التجربة كل حسب حجمه وتأثيره وفاعليته ومسؤوليته لذا كان لأبناء شعبنا رأي اخر عبر عنه من خلال التظاهرات والاعتصامات فكانت وثبة تشرين الاول 2019 نموذجا من وثبات شعبنا التي طرزت مسيرته النضالية باحرف من ذهب حيث عشرات الضحايا والشهداء والالاف من الجرحى والمصابين وكان لأهل الرياضة موقف ومطالبات اسوة ببقية قطاعات شعبنا البطل. فالواقع الرياضي عانى التشرذم والخلافات والمشاكل والصراعات لانه ظل خلال الاعوام الستة عشر الماضية من عمر (التجربة الديموقراطية العراقية) سلبيا مشتتا وضائعا بسبب غياب القوانين للمؤسسات الرياضية واغفال الحكومة والبرلمان عن هذا العيب الكبير اضافة الى الاهمال الرسمي للقطاع الرياضي. اما الامر الثاني فقد عانت الرياضة من فقدان مرجعيتها (الرسمية) والتي تحدد قيادتها وفلسفتها فالجميع بقي ضائعا ولا يعرف او يعترف بعائديته وهذا ما اضاع القطاع الرياضي. فالدولة هي (الام) والراعية لكل ابنائها ولكن من خلال دورها وواجباتها خاصة وان دستورنا العراقي قد تضمن نصا دستوريا يحمل رقم 36 خاص بالرياضة وممارستها! وهنا اتحدث وبشكل صريح عن الاعلام الرياضي الذي اجده منقسما على نفسه ومختلفا مع بعضه تجاه محاولات الاصلاح والتغيير الذي اطلقها مجلس الوزراء وبرغبة جماهيرية حيث دعا الى قوننة المؤسسات الرياضية واهمية تشريع القوانين لها (الاولمبية والاتحادات والاندية الرياضية) وانهاء فترة الفوضى والارتباك التي عاشتها الرياضة منذ 2003 وحتى الساعة فهل يحتاج هذا الموقف الى موقف ونختلف عليه؟ لذا ادعو الجميع للوقوف من اجل التغيير والاصلاح ولا داع الى ان ننقسم على بعضنا ونختلف في ما بيننا! فالاعلام المبدئي والحريص والمهني لابد له من موقف ثابت ووطني وداعم ومساند للاصلاح الجذري.. نعم قد نختلف على الجزئيات وعلى بعض الشخصيات ولكن يبقى الوطن خيمة كبرى تغطي الجميع ولا انحياز للفساد والفاسدين وستبقى الساحة للشرفاء والوطنيين والمخلصين للشعب والوطن.. ولنا عودة.

عرض مقالات: