عشر سنوات على بداية الحلم الذي طواه الاهمال والنسيان، عشر سنوات عاشها مواطنو شرقي القناة بخيبة امل وهم يرون حلمهم يتحول الى سراب شيئا فشيئا.
وأؤشر هنا الى واحد من المشاريع المهمة المتلكئة وهو مشروع مستشفى بغداد التعليمي الملاصق لمستشفى الرشاد للأمراض النفسية والعصبية، حين توقف العمل فيه منذ عام 2011 حتى اليوم، ويمكن لأي مار بالمنطقة ان يشاهد هيكل المستشفى فقط والرافعات العملاقة التي تنتصب عاليا لكن لا حياة فيها ولا حراك.
ويمكن لاي مواطن ان يشاهد اللوحة التي تتصدر مدخل المشروع مكتوب عليها (تقوم وزارة الصحة – دائرة المشاريع والخدمات الهندسية ودائرة صحة بغداد – بإنشاء مستشفى ....... تعليمي بسعة 400 سرير تاريخ المباشرة 1-7-2009 وينتهي في الاول من كانون الثاني عام 2012 -مدة العمل ثلاثون شهراً – المهندس المقيم رئيس مهندسين أقدم رجاء عبد علي محمد الموسوي).
نعرف ان وزارة الصحة خصت بالتعاقد مع شركة A.C.A الأسترالية التي وقع عليها اختيار تنفيذ المشروع، وبعد فترة من العمل احالته الى شركة تركية وهذه بدورها غادرت موقع العمل دون معرفة الاسباب.
الكثير من المواطنين يشعرون بالانكسار بعد فرحهم الكبير، حينما ينظرون الى شاخصة وضع حجر الاساس التي تشير (برعاية السيد رئيس الوزراء نوري المالكي في تموز -2009 تم وضع حجر اساس المشروع) كما تشير الى ان المستشفى مكون من خمسة طوابق بالإضافة الى ملحقات اخرى من بينها ربط المستشفى بشارع رئيس مع تقاطعات (9نيسان)، لكن المخيب للأمل ان العمل توقف وبشكل مفاجئ، واقتصر المنجز على هيكل لطابقين فقط ظاهرة للعيان، طالهما النسيان كحال المشروع برمته.
توجد جدوى مهمة في المضي في إنشاء هذا المستشفى كونه سيقدم الخدمات الطبية والصحية للألاف من سكان المناطق في اطراف بغداد بدءاً من المشتل والفضيلية والكمالية والرئاسة واحياء الشهداء والعبيدي والشماعية والسفير والكفاءات والرحمة والرشاد واحياء طارق والبتول والنصر والاحياء الاخرى وصولاً الى منطقة حسينية المعامل، فجميع هذه الاحياء تفتقر لوجود مستشفى عام، وعندما يصاب احد سكنتها بمرض او اصابة عارضة يضطرون الى مراجعة احد المستشفيات الموجودة في مدينة الصدر المكتظة دوماً بأعداد كبيرة من المرضى ضمن سكانها اضافة الى الاعداد الوافدة من تلك المناطق والاحياء المتعددة التي ذكرت سابقاً، وبالتأكيد سيترتب عليه خلل مبرر وتلكؤ وعدم القدرة على توفير العلاج اللازم لكل هؤلاء المرضى، ولهذا فان انجاز هذا المشروع سيساهم في التخفيف من الزخم الحاصل في مستشفيات مدينة الصدر دون شك.
اقول لقد وضعت امام سيادة وزير الصحة صورة من النسيان والعجز الاداري للوزارة في تنفيذ هذا المشروع طيلة عقد من السنوات، وأتأمل من الوزير ان يجد نهاية لهذا التلكؤ، وبداية لفصول انجازه لأهميته الكبرى من خلال وجودكم ونجاحكم