من المعروف لدي الجميع في بلدنا العراق، وجود فرق واضح بين تيار الكهرباء الوطنية وكهرباء المولدة الاهلية من حيث عدد الامبيرات المجهزة للمنازل، فالفرق يلاحظ عند انقطاع الكهرباء الوطنية والتجهيز بالكهرباء من المولدة الاهلية، اذ يستدعي عندها اطفاء بعض الاجهزة وتشغيل الأجهزة الضرورية فقط، مثلا الإضاءة ليلا ومبردة الهواء في الصيف وهكذا، وذلك لأجل تامين بقاء تيار المولدة الاهلية مستمرا في المنزل دون انقطاع، وهذه العملية تكون متعبة عند منتصف الليل او اوقات القيلولة، فالمواطن مجبور على مغادرة النوم من اجل إطفاء الأجهزة او بالعكس تشغيل الاجهزة عند تجهيز المنازل بالتيار الكهربائي الوطنية.

بديهيا في بيوت الفقراء يكون تيار المولدة الاهلية لا يكفي لتشغيل اغلب الأجهزة الكهربائية حتى الضرورية منها، حيث يضطر اغلبهم لتشغيل جهاز واحد وبالأكثر اثنين فقط.. وعملية طفي وشغل الأجهزة عند تجهيز او انقطاع الكهرباء الوطنية تحرم الكثيرين منهم من النوم العميق في الليل وهذا يؤثر سلباً على حالتهم النفسية. واعرف الكثير من الناس اصيبوا بانهيار عصبي جراء تذبذب ساعات التجهيز بالكهرباء، والبعض الاخر اصابته فوبيا من عطل الأجهزة بسبب ذلك ايضا.

ازمة الكهرباء تجعل الفرد البسيط مرهقاً ومتعباً ومشغول البال، ومع كل عملية اطفاء وتشغيل للكهرباء لتفكيره بكيفية توفير وحماية الأجهزة الكهربائية المعمرة والغالية الثمن والضرورية من العطل بسبب تذبذب الفولتية وساعات التجهيز وغيرها، كما يقول احد جيراني، وهو ابو محمد "والله تعبت من شغل وطفي الأجهزة ففي احدى المرات غلبني النوم ونسيت إطفاء المجمدة والثلاجة لذلك عطلتا نتيجة التيار العالي الفولتية.

اما الإرهاق فيكون نتيجة لقلة النوم في الليل، والأخيرة متأتية من عدم استطاعة البعض من تشغيل المكيف عند الأجواء الحارة لينعم بساعات نوم مريحة لغياب الكهرباء، وبسبب عملية شغل وطفي الأجهزة الكهربائية، وكلها تستنزف طاقة المواطن لذا يستيقظ في الصباح متعباً وكسولاً ويصبح شخصاً غير منتج في عمله، وهذا يسمى "التقصير في أداء الواجب الوظيفي" ما يترتب عليه عقوبة وظيفية، وكرد فعل طبيعي يبدأ التذمر والاستياء والشكوى ليتحول الى مواطن عدواني ومستفز، فالى متى يبقى الحال على هذا المنوال، لقد مل المواطن من طفي وشغل الأجهزة يامكرود، تعب الناس من تصريحات ووعود زائفة، متى تنتهي معاناة الناس، متى تنتهي كل تلك الإشكاليات وتتحسن الكهرباء الوطنية... حين يدخل الجمل في سم الأبرة!