الاندية الرياضية هي الخلية الاولى في البناء الرياضي الشامخ وفي اي بلد من بلدان العالم وكذا الحال في بلادنا فمنها تبدأ الالعاب والرياضات والقيادات والمدربين والحكام والادارات تنمو وتتطور والكوادر تقود وتبدع في كل مجالات الرياضة والابداع. وهذا الحال ليس غريبا او عجيبا بل هو واقع موضوعي نما وتطور وازدهر خلال ما يقرب من قرن من الزمان. لكن هذا الواقع لم يكن درسا لرياضيينا ولا تدريبا ولا معرفة ولا علما ولا سلوكا حياتيا ولعل السبب من وجهة نظري يكمن في تصرفات الحكومات المتعاقبة والتي ساهمت ورسخت وعمقت العشائرية والمناطقية والطائفية والاثنية ودفعت بالجماهير الرياضية الى اعتماد هذه القيم المتوارثة مقابل الهوية الوطنية العراقية ودفعت وساهمت في توجهات وسلوكيات وتصرفات اهل الرياضة كجزء من المجتمع العراقي المبتلى. وبهذا عاشت الاندية الرياضية خلال هذه العقود الطويلة مثلما هي بقية المؤسسات السياسية والاجتماعية العراقية معتمدة على الولاءات الفرعية على حساب الولاء الوطني العراقي. وهذا الحال انعكس شئنا ام ابينا على المؤسسات الرياضية ومنها الاندية حيث تحولت هذه الاندية حسب هذه الولاءات الى هذه المجموعة او تلك ولا اريد ان ادخل بهذه التفاصيل التي قد تزعج هذا وتغيض ذاك الا انه الواقع الذي نعيشه حقا لما صارت عليه الهيئات العامة للأندية الرياضية والتي ضمت كل من هب ودب من مدعي الرياضة مما تسبب في ضعف اداراتها وشخصياتها واجتمع بها طارئون وغرباء عن الرياضة والعابها وضيعت طريقها ولم تستطع ان تفرز منها قيادات رياضية قوية ومؤثرة بل افرزت هيئات ادارية ضعيفة جدا لا تمتلك الخبرة و لا التجربة ولا المعرفة العلمية ولا تميز بين الغث والسمين ولا تعرف الحق من الباطل ولا من يستحق او لا يستحق . وهنا كانت البداية واي بداية خاطئة واي جريمة اقترفت بحق الرياضة وقيادتها وتحت لافتة الشرعية والديمقراطية. وهذا ما حصل في الواقع الرياضي العراقي ومنذ اكثر من ستة عقود وتجذر بقوة وصراحة وعنف في العقود الاخيرة الثلاثة ومن هذه ( المنطقة ) ولدت الهيئات الادارية للأندية الرياضية وتوالدت الهيئات العامة للاتحادات المركزية وتم من خلالها انتخاب اتحادات رياضية مركزية ( ومن الطينة ذاتها) وتواصل الحال ومن هذه الاتحادات المركزية ولدت الهيئة العامة للجنة الاولمبية الوطنية العراقية ومع غياب القانون وتلاعب الفاسدين واجتهادات المجتهدين حصل ما حصل في اولمبيتنا وتم انتخاب مكتبها التنفيذي واستمر هذا الحال منذ اكثر من ستة عشر عاما دون حساب ولا رقيب وعلى قول المثل ( بيتنا ونلعب بي .. شلها غرض بينا الناس ) ! . ونتيجة لهذا الحال ظهرت في الساحة الرياضية قيادات ضعيفة وهزيلة تم انتخابها بواسطة العلاقات والاتفاقات والتكتلات حتى ولو على حساب الوطن ورياضته وبسبب الفوضى والارتباك وسيادة كذبة (التدخل الحكومي) تمكنت هذه القيادات الفاشلة من اختيار قيادات فاشلة جديدة ضيعت الرياضة وافسدتها الامر الذي يتطلب اليوم اصلاح الحال وايقاف هذا التداعي والتدهور والبدء بقانون يخدم الرياضة وينهض بواقعها ويقدم لنا هيئات عامة وقيادات رياضية من طراز جديد .. ولنا عودة

عرض مقالات: