لو تأملنا مجريات الاحداث السابقة في العراق بعد التغيير، لوجدنا ان هناك قوى جاءت لتخرب وتهدم البلد والأدلة على ذلك كثيرة. الاقتصاد الوطني جرى تدميره وإنهاؤه بخطط منظمة كي تستفيد دول أخرى لها ركائزها في بلدنا، ومؤسسات الدولة تحولت من مؤسسات منتجة تعمل وفقاً لقوانين ثابتة إلى فوضى إدارية لا يربطها رابط بالأعراف والقوانين الوظيفية، وأثقلت بموظفين يزيدون على ملاكها الأصلي مرات ومرات، كما كلف بإدارتها أناس لا يمتلكوا المؤهل العلمي لينسموا تلك الوظائف المهمة، اما الجيش العراقي فأصبح دوره ضعيفاً من خلال الاعتماد على مؤسسات لا علاقة لها بقيم الجيش وسياقاته المعروفة، وثالثة الأثافي تخص التعليم الذي تدهور منهجيا من خلال التسيب الحاصل في مؤسساته، وعدم وجود الرجل المناسب في المكان المناسب وتنمر فيه الفساد، وهيمن على قمة الهرم لقائمة الفساد المالي الذي تجلى في طباعة المناهج الدراسية ووضعها، وتهديم المدارس العامرة لتصبح قاعا صفصفا وقد تم نهب المخصص لبنائها من خلال شركات وهمية عائدة لهذه الجهة أو تلك، حيث ما زالت ملفاتها مركونة على الرفوف لأنها تدين قوى لها تأثيرها على مصادر القرار، والأنكى من ذلك اعتماد سياسة التعليم الأهلي التي جاءت بصورة فوضوية دون ضوابط أو محددات وسيطر عليها المستثمرون فأنشأت المدارس لمختلف المراحل والكليات بمختلف التخصصات، لتخرج طلابا لا يرقون إلى أدنى المستويات العلمية التي كان عليها التعليم في العراق.
هذا التهديم المنظم له أسبابه ودوافعه التي لا تخفى على المتابع ويجري وفق سياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير كل ما يمكن أن ينهض بالعراق ليعود إلى سابق عهده دولة لها وزنها وأثرها في المنطقة.
تنحنح سوادي الناطور وقال: ذوله خراب العامر، وإذا ظلوا ما يخلون شي بمكانه، ويفلشون البنيان طابوكه طابوكة، بس كلي بروح ابوك يا هي الصاحية اشو كلها خربانه، مدارسنه اكواخ لومبنيه بالطين والطلاب يكعدون بالكاع ما عدهم رحلات لو ما موزعين عليهم كتب والفضيحة نتايج البكلوريا اللي بينت كل غشهم من حصلت المدارس على نسب نجاح ما صايره بالتاريخ، وأحسن مدرسة ما طلعت 30 بالميه، ومدارس النجاح بيها صفر ولكم هاي صايره دايره وياهو السواها كبلكم نهبتوا الوادم الظهر الاحمر ، وبعدكم تتعاركون عالغنيمة ، هاي خمسطعش سنه ما شبعتوا، ما تكولون ورانه منكر ونكير لو منكر ونكير بس لسوادي!!!
حكايات أبي زاهد.. خراب العامر
- التفاصيل
- محمد علي محيي الدين
- آعمدة طریق الشعب
- 1568