أصبحت مسألة مكافحة أو محاربة الفساد والقضاء عليه شبيهة بـ"الأسطوانة المشخوطة" لان الناس يئسوا من أي أصلاح أو محاربة للفساد، وهو ما يسعى إليه الساسة في العراق، عبر إيصال الناس إلى مرحل اليأس، مما يؤدي بهم إلى الانكفاء على أنفسهم والقبول بالواقع المرير لاستحالة تغييره.
فالعراقيون لم يشهدوا إلى اليوم خطوة باتجاه محاربة الفساد، لذا فهم لا يصدقون كل ما قيل ويقال. بالنظر لان منظومة الفساد أكبر من الدولة القائمة وأشد جرأة وضراوة منها، والواقع يؤكد ما ذهبنا إليه، اذ ما زالت عجلة الفساد تسير على السكة بثقة واطمئنان، وما زال الفساد سمة مميزة لكل التعاملات التي تجري في الخفاء والعلن، والدليل على ذلك قضية سيارات الميتسوبيشي وما شابها من لغط واضح، فقد بشرتنا وزارة الداخلية بأنها قد توصلت إلى تسوية مع الشركة المصدرة وسيتم تعويض العراق بـ(1000 ) سيارة مع مواد احتياطية وتمديد فترة الصيانة!!!
وهذا لا يعني إغلاق القضية فالتحقيق سيأخذ مجراه لمحاسبة الفاسدين على الرغم من توقع الكثيرين بأن التحقيق الحالي سيركن مع التحقيقات الاخرى المشابهة من تحقيق تفجيرات الكرادة أو حرق صناديق الاقتراع أو فاجعة سبايكر وجسر الأئمة وغيرها من القضايا التي طواها النسيان وضاعت في أروقة النزاهة والمفتشين ودور القضاء أو في أدراج رؤساء الوزارات الذين يرفعونها بين وقت وآخر كما يرفع الحكم بطاقته الحمراء.
ولو كانت اجراءات الحكومات المتعاقبة على قدر المسؤولية لما استفحل الفساد حيث التراخي والمجاملات والخوف من النتائج يقف حائطاً صاداً في مجابهة الفاسدين، حتى تنمروا وأصبحوا دولة في الدولة وربما يأتي اليوم الذي لا تستطيع الدولة فيه مواجهتهم وهو ما يحصل الان.
ضحك سوادي الناطور بغضب مكبوت وقال:هاي سالفتنه مثل سالفة ذاك الرجال : يـﮔولون أكو واحد أجاه خطار عزيز، ونصبو السماط لحم ودجاج وذيچ المواﭽيل الطيبه، وﭽان عند ابو البيت دجاجة مدللـه، ومخلي على صفحة الحلويات والفواكه حتى يقدمها بعد الاكل، لاجن الدجاجة كلساعة وأجت وهمشت الها لـﮔمه، وابو البيت بس يصيح كش كش، وبوره شويه هم أجت وصاح كش، زهـﮔ الخطار وﮔـاله تالي وياك تظل الدجاجة تروح وتجي وانت بمكانك تصيح، بمكان ما تـﮔللها كش أكسر رجلها!!!