كتب في هذا العمود بتاريخ 26 تشرين الثاني 2009 تحت عنوان غاز يحترق ولا يدفّئ ما يلي: ذكر نائب رئيس شركة شل بالشرق الاوسط وشمال افريقيا منير بوعزيز ان العراق يخسر ما قيمته 50 دولاراً في الثانية الواحدة نتيجة لاحتراق الغاز المصاحب لانتاج النفط في البصرة وبعملية حسابية بسيطة نجد ان العراق يخسر اكثر من مليار ونصف مليار دولار دولار سنوياً نتيجة لاحتراق الغاز المصاحب لانتاج النفط من حقول نفط البصرة فقط. اما في بقية المحافظات المنتجة للنفط فلا احد يعلم كم دولار يحرق في الثانية الواحدة. والسؤال الآن أما كان الاجدر بالسادة المسؤولين عن هذا القطاع ان تحترق قلوبهم على ثروات شعبهم المظلوم الذي عانى ما عانى من الظلم والاضطهاد والقمع الدموي الوحشي طوال خمسة وثلاثين عاماً؟ بالاضافة الى ان ربع سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر الاسيوي حالياً وحوالي نصف سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر الاوربي ومع ذلك تحرق ثرواته بهذه الطريقة البدائية والمتخلفة. آن الاوان لوقف هذا الهدر الكبير لاموال الشعب العراقي.
الغريب في الامر حقاً ان تشكو وزارة الكهرباء من النقص الحاد في كميات الغاز المجهز لمحطات توليد الطاقة الكهربائية ما تسبب في حرمان الملايين من المواطنين العراقيين من الطاقة الكهربائية وخاصة في فصل الصيف اللاهب في الوقت الذي تذكر فيه شركة شل بان الغاز المهدور يكفي لتجهيز (300) الف اسطوانة غاز يومياً. كل هذا يجري وبعض السادة المسؤولين مشغولون جداً بالحصول على حصصهم الطائفية والحزبية والقومية والمناطقية بل وحتى العائلية من الغنيمة الانتخابية، اما غاز العراق فليحترق كما يحلو له ان يحترق وتحترق معه آمالنا في شتاء قارس.
هذا ما كتب في هذا العمود بتاريخ 26 تشرين الثاني 2009. والجدير بالذكر ان وزارة الطاقة الايرانية كانت قد اعلنت بدء مفاوضات مع الحكومة العراقية لسد ديون الكهرباء التي بلغت نحو مليار دولار.
وقال نائب وزير الطاقة الايراني محمود رضا حقي انه مع بدء استئناف تزويد العراق ودول اخرى مجاورة بالكهرباء بدأت وزارة الكهرباء الايرانية بمفاوضات مع نظيرتها العراقية لسد مبلغ مليار دولار من الديون المتراكمة على العراق جراء استيراد الكهرباء من ايران.
والسؤال الآن يا سيدي عادل عبدالمهدي اما آن الاوان للسادة المسؤولين عن هذا القطاع ان تحترق قلوبهم على ثروات شعبهم المظلوم ام ان لغز الغاز العراقي سيبقى عصياً على الحل حتى في المستقبل القريب؟ ويبقى الغاز العراقي يحترق وتحترق معه قلوبنا وآمالنا هذا ما ستكشفه الايام المقبلة.

عرض مقالات: