تسعى الدول المتقدمة الى صياغة وتغيير المناهج لتواكب التطورات التي تحدث في بلدانها وفي بلدنا العراق نعمل جاهدين لمواكبة هذه التطورات في بلدان العالم المتقدم والمتمدن لهذا عملنا منذ التغيير في العام 2003 حتى الآن محاولات لتغيير المناهج لكن جميع هذه المحاولات كانت ترقيعية ليس الا.. لا تنسجم والهدف الاساس وهو اللحاق بالعالم المتمدن لذلك فشلت هذه المحاولات والسبب الاساس هو عدم وجود فلسفة تربوية يركن اليها النظام التربوي في العراق بسبب غياب فلسفة الدولة نفسها فالتجاذبات السياسية والمذهبية والصراعات القومية والطائفية تلقي بظلالها على تغيير المناهج وانعدام الرؤية انعكست سلباً على التغيير في المناهج وجعلت من المعنيين يدورون في حلقة مفرغة والرجوع دوماً الى حيث ابتدأوا.
تغيير المناهج لابد ان يرتكز على فلسفة النظام الجديد في العراق وأهداف النظام التربوي في خلق جيل جديد مؤمن بالتحولات السياسية والديمقراطية في البلد وبعراق موحد مزدهر متطور.
المحاولات التي بذلت كانت عشوائية ومرتجلة لم تستند إلى بحوث ودراسات معمقة وكانت على عجالة مفرطة الامر الذي أتى بمناهج غير مدروسة وموضع انتقاد من قبل المدرسين والمعلمين والمشرفين الامر الذي سرعان ما يؤدي بالمديرية العامة للمناهج الى تغييرها وهذا يستنزف وقتا وجهدا وأموالا طائلة نحن بحاجة اليها.
اللجان التي تُشكل يتم تشكيلها على اساس المحسوبية والمنسوبية لأن فيها مردودا ماليا ولهذا فإن علميتها قد تكون محدودة.
الذي يثار الان ان المناهج فيها صعوبة ولا تتناسب مع المستوى العقلي للتلاميذ والطلبة قد يكون هذا فعلاً لكن تدني المستوى العلمي في العراق عموماً جعل من هذه المناهج في بعض مفرداتها لا تتناسب ومستوى الطلبة والتلاميذ مقارنة بمناهج السبعينيات او التسعينيات ومستوى الطلبة والتلاميذ والتعليم بشكل عام آنذاك لذا من أجل تغيير المناهج يلزم الآتي:
- تشكيل لجان متخصصة علمية من خبراء اختصاصيين.
- اعطاؤهم السقف الزمني المطلوب في البحث والاستقصاء والدراسة.
- عدم التدخل في شؤون هذه اللجان العلمية من قبل الساسة وفرض اجندات سياسية او دينية او مذهبية.
- تغيير المناهج يجب ان يستند إلى ملاحظات وتقييم المعلمين والمدرسين والمشرفين الاختصاصيين في المواد الدراسية التي ينوي اجراء التغيير فيها.
- منح هذه اللجان مكافآت مالية جيدة تبعدهم عن الابتزاز.
- تغيير المناهج يجب ان يستند إلى فلسفة تربوية حديثة تواكب تطورات العالم المتقدم وتأخذ بنظر الاعتبار ظروف العراق.
- الوحدة الوطنية، التعددية، الديمقراطية، العلمية، المواطنة، مفاهيم اساسية تعتمدها المناهج الحديثة.