قرر مجلس الوزراء في عام 2014 وقف العمل في مشاريع كانت تحت الإنشاء ومن ضمنها مشاريع تصفية وتعقيم مياه الشرب في محافظة ذي قار, كما شمل التوقف شركة كيسون الايرانية التي تعمل على تنفيذ مشروع (ماء الناصرية) الجديد قريبا من سدة بدعة الشطرة على نهر الغراف، وذلك بموجب عقد مع وزارة البلديات وقع في عام 2013 وبكلفة تجاوزت (210 مليار) دينار عراقي، اما الطاقة الإنتاجية للمشروع فقد قدرت بعشرة الاف متر مكعب في الساعة، وكله من اجل توفر مياه الشرب لمدن (الشطرة والناصرية وسوق الشيوخ والبطحاء). فيما حققت الشركة نسبة انجاز للمشروع حوالي 21 في المائة.
كذلك توقف العمل في مشروع (ماء الاصلاح) الذي قدرت طاقته الإنتاجية بثلاثين الف متر مكعب في الساعة، وهو يخدم مدن سيد دخيل والجبايش والفهود والطار بالماء الصافي، وقد انجزت الشركة المنفذة ما يقارب ثمانين في المائة من المشروع.
مشروع (ماء فدك) ذو الطاقة الإنتاجية المقدرة بعشرة الاف متر مكعب في الساعة، وقف هو الاخر، اذ كان من المؤمل خدمة مناطق حي الزهراء وحي الحسن ومنطقة ما بين النهرين وقرى عديدة على خط عشائر ال عمار في قضاء الشطرة ، هذا المشروع وصلت نسبة الانجاز فيه الى 42 في المائة.
يضاف الى ذلك كله، توقف العمل في المجمعات المنتشرة بمدن وارياف محافظة ذي قار من مد شبكات توزيع المياه في الاحياء السكنية والقرى ومشاريع الماء المدرجة في خطة تنمية الاقاليم لعام 2014، فضلا عن توقف الخطط السنوية منذ خمس سنوات ماضية, التي تقتضي تنفيذ مشاريع جديدة لسد حاجة سكان المناطق الجديدة, وحاجات سكان الاحياء القديمة المتزايدة نتيجة التوسع الحاصل فيها, خاصة وهم يعانون من قدم واستهلاك المشاريع القديمة ، فاغلبها أنجزت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي, ما يتحتم تجديدها وتطويرها وصيانتها بما فيها مشروع ماء الناصرية العملاق الذي شُيد بعد التغيير.
جراء هذا الوضع، المتمثل في توقف المشاريع الحيوية والمشاريع المستقبلية، اصبح الامر ينذر بحدوث شحة كبيرة في تزويد مئات الآلاف من المواطنين بالماء الصالح للشرب في فصل الصيف ويهددها بالعطش, اذا لم تتخذ الحكومة ووزارة البلديات إجراءات فورية وعاجلة لاستئناف العمل في المشاريع المتوقفة خاصة المشروع الذي بعهدة الشركة الايرانية كمرحلة اولى, واطلاق التخصيصات للمشاريع الباقية, والعمل على أجراء دراسة ميدانية لانجاز مشاريع جديدة وحديثة بغية شمول جميع مدن وقرى وارياف المحافظة بالخدمات.