السيد العبادي يدعو المتظاهرين الى كشف المندسين، دعوة يمكن ان تكون حمالة اوجه! وهنا اسال رئيس الوزراء ماذا لو آتى اليك  مخبراً من حزب خسر في الانتخابات او من الذين تضرروا من نتائجها اومن يحاولون اعادة الطائفيين والفاسدين للسلطة ياتيك احد من هؤلاء او من مجنديهم ليقول لك بان قائداً  او مناصراً لكتلة فائزة مندس وهو من يتحمل مسؤولية خراب ممتلكات الدولة..وو والخ؟.

هنا بالتاكيد  لا تملك إلا ان تأمر قواتك الامنية بالقبض على من تم التاشير عليه كيداً  بأنه مندس او بتهمة التحريض على التظاهر ولا  شك ان في ذهنك قوائم جاهزة،  وبدون امر قضائي او انك تستحصل على هذا الامر بشكل او بآخر وهوليس بصعب عليك، لا تتورع في اعتقال كل ناشط مدني لانك تريد التظاهرات مفصلة على مقاس نظامك وتستهدف اسكات كل صوت حر يطالب بتوفير ابسط مقومات الحياة البسيطة وهنا تعتقد انك تضرب عصفورين اولنقل عشرة بحجر واحد، معتقدا ان ذلك سيجعل نجمك ساطعاً وتحضى بولاية ابديه.

ولا عجب في ذلك فأن كرسي الحكم مغر، وليس غريباً على رجل مثلك، تخرج من ذات المدرسة الايديولجية التي انجبت رئيس الوزراء السابق الذي حظى بولاية ثانية واستقتل من اجل ولاية ثالثة رغم ان السنوات الثماني التي مكث فيها في اعلى هرم السلطة وأمسك بكل السلطات  بالاضافة الى رئاسة الوزراء وقائد للقوات المسلحة الى آخر القائمة ، وفي عهده غرق العراق في الفوضى وعم الفساد وضاعت الميزانية وارتفعت ديون العراق وتعمقت الطائفية، واحتلت ثلث اراضي البلاد وخربت المدن وشردت الناس من بيوتها وتشردوا  لاجئين  في خيم يعانون فيها من انعدام ابسط مقومات الحياة ، كما ارتكبت جريمة العصر حيث تعرضت فتيات العراق  الطاهرات للسبي على ايدي مجرمي داعش، الى جانب جريمة سبايكر المروعة، رغم هذا كلة لكنه اصر مستقويا بدعم الجارة الشرقية ايران  على الاستمرار في الحكم.

  إذاً فلا غرابة في أن سيادتك سوف تلجأ  الى كل الوسائل بما فيها حتى ارتكاب ما هو مخالف للقانون والدستور وانت في موقع حكومة تصريف اعمال وتمارس القمع والتخوين والتشكيك بوطنية الناس الجياع المقهورين ، ولا ادري من اعطاك هذا الحق، وانت الذي وصلت للحكم ليس باصواتهم، والكل يعرف الطريقة التي وصلت فيها الى رئاسة الوزراء ،  صدق او لا تصدق،  فأنك من حيث تدري أو لا تدري ومهما فعلت لاسكات صوت الحق، ان مثل هذه الاساليب قادت اصحابها الى مصيرهم المحتوم وهو الانهيار التام والهزيمة الحتمية ، ومجرد مراجعة بسيطة للتاريخ تجد  هناك امثالا لا تعد ولا تحصى ابتداءً من تاريخ العراق المعاصر وتاريخ العالم ، والعاقل يفهم.

عرض مقالات: