النقابي عبد الزهرة حسين علوان اللامي (أبو تحسين)
من مواليد 1950، عمل وهو صبي في معمل الزيوت النباتية قسم الصفائح في العاصمة بغداد. وكان أخوه الأكبر عبد الكاظم أحد منتسبي معمل الزيوت النباتية[1].
ويصف لي النقابي أبو تحسين أن المصنع أو القسم الذي يعمل به كانت فيه مخاطر في تقطيع قطع الصفائح المعدنية، حيث فقد الكثير من العمال أصابعهم أو جزءا من أياديهم، إلا أن انتاج الصفائح بمختلف الأنواع كانت تغطي حاجتنا. وأشاد بمسؤولي القسم ودورهم في دعم العمال ومنهم فيصل جخيور وعبد الستار الشيخلي إضافة إلى مدير المصنع اليوناني باخوس.
وقد نشط العامل عبد الزهرة بالدفاع عن العمال وتضامن النقابيون الوطنيون معهم من أأجل تحسين ظروف معيشتهم الاقتصادية والاجتماعية ورفع أجور العمال والدفاع عن قانون العمل. ومن أبرز زملائه في العمل النقابي الفقيد رحيم (حيدر) الشيخ علي.
انتمى إلى نقابة المواد الغذائية، ودافع من أجل حصول العمال على أرباح الشركة خاصة بعد تأميم المعامل والمصانع في تموز عام 1964، الذي أقر مبدأ مشاركة العمال في إدارة المشاريع وذلك بممثل واحد عن العمال وممثل آخر من الموظفين في مجالس إدارة الشركات الصناعية المساهمة، حيث كانت السلطة قد طرحت فكرة الاشتراكية الرشيدة التي تبناها الرئيس عبد السلام عارف والتي تسايرت معها النقابات مع طروحات السلطة التي هي بالمعنى إصلاحية لكن لا تتوفر فيها الديمقراطية الحقيقية. كانت مهمة النقابات هو تقديم العرائض لتحسين ظروف العمل وقوانينه.
يعتبر قانون توزيع الارباح في الشركات رقم 101 لسنة 1964 خطوة مهمة، أنعشت الحياة الاجتماعية والاقتصادية للعمال وجعلتهم يشعرون بحضورهم الإنساني في المشاركة وطرح آرائهم ومقترحاتهم وتفعيل عناصر المراقبة الذاتية والجماعية والمنافسة في تطوير الانتاج وزيادته.
ولهذا كما يقول النقابي ابو تحسين شكلنا مجموعة للإضراب واحدة علنية والاخرى سرية وخلال تلك الفترة أقمنا ب 6 اضرابات ومن أشهر النقابيين النقابي حميد توميكه وهو من اهالي القوش حيث الشركة كانت لا تدفع هذه الأرباح إلى العمال، إلا أن تلك التجربة تعثرت ولم يحالفها النجاح لأنها فوقية ونسخة من قوانين التأميم والتحولات الاشتراكية.. اضافة إلى تعرضها إلى طرق شتى من الابتزاز والسرقات وتزوير الوثائق أو حجبها عن الجهات المسؤولة في الدولة. كما تراجعت فيما بعد حكومة البعث في تطبيق قانون تنظيم الارباح واعتبرته يخل بالتوجهات الاشتراكية.
قبل استلام البعث السلطة جرت انتخابات لاختيار ممثل العمال في مجلس ادارة الشركة ووقع الاختيار على النقابي فاضل صبار، وشعر العمال بالثقة في تحقيق مطالبهم. وعندما جاءت حكومة البعث تموز 1968 رفضت الموافقة على نتيجة الانتخابات ولم توافق على تشكيل لجنة نقابية جديدة.
في الانتخابات العمالية في زمن البعث بعد عام 1968 لا يسمح لنا بالترشيح حيث نعتقل ونسأل عن الانتماء السياسي خاصة وان جهاز حنين البعثي الصدامي كان يقتحم اي مركز انتخابي لا ينتخب ممثليهم وكان على رأسهم بدن فاضل ومحمد عايش وغيرهم، وبإشراف الجلاد ناظم كزار حتى تفوز قائمتهم القائمة العمالية الاشتراكية بالتزكية في أغلب المعامل بالقوة والتزوير. واشار إلى إضراب الزيوت الذي كان مشاركا فيه والذي أدى إلى استشهاد العامل النقابي جبار لفته[2].
بعد 2003 رجع إلى معمل الزيوت الا ان مسؤولي المعمل لا يروق لهم وجود عامل نقابي ذي ثقافة مهنية مدافعة عن حقوق العمال حيث نقل إلى معمل المأمون، ثم تم فصله لأسباب واهية وبأمر اداري لأنه غاب 9 ايام عن العمل في حين كانت لديه اجازة سنوية بدون راتب. ومع ذلك نشط مع النقابيين الآخرين من أجل إرجاع دور العمل النقابي في العراق، ورفع مستوى الطبقة العاملة وتحسين ظروفها.
اما على الصعيد السياسي فقد انتمى للحزب الشيوعي العراقي وهو في عمر مبكر ودخل دورات حزبية في بغداد وسافر إلى الاتحاد السوفيتي، وأثناء الحملة على الحزب 1978 استطاع أن يهرب من الباب الرئيسية بمساعدة والد النقابي رحيم الشيخ علي الذي كان حارسا في المعمل، وقد اختفى في عدد من أحياء بغداد منها الاسكان والكفاح حتى سافر إلى الخارج.
التحق بقوات الانصار في شباط عام 1980 في قاعدة بهدينان وأصبح معاون آمر سرية المقر الثانية ثم آمر سرية مقر في كلي زيوه ومستشارا سياسيا لنفس السرية في عام 1985.
المصادر
لقاء مع النقابي عبد الزهرة حسين (ابو تحسين)3/7/2024
عبد جاسم الساعدي الحركة الوطنية في العراق/إضراب عمال الزيوت النباتية
1 شركة الزيوت النباتية من الشركات الواسعة جدا في بغداد تطل على نهر دجلة في طرفها الجنوبي، وتحاذي معسكر الرشيد وتقع بين شركة البيبسي كولا وشركة الرافدين لصناعة المنظفات وتضم معامل (الرشيد والمأمون والامين) الصابون والزيوت ومخازن ضخمة من القطن وتوسعت في المحافظات صلاح الدين وميسان وكانت تعتبر من الشركات المنتجة بطاقة تكفي للاستهلاك المحلي وتصدر منتجاتها إلى الدول المجاورة.
[2] يقول النقابي عبد جاسم الساعدي، وقف العامل البعثي مبدر سطام الذي أطلق الرصاص على العمال في الساعة الاولى من الاضراب وكان إلى جانبه صلاح عمر العلي الذي كان وزيرا للبلديات وفهد جواد الميرة أمر معسكر الرشيد وآخرون من أزلام الحزب والسلطة، سقط العامل النقابي جبار لفته شهيدا أمامي و رافقت إطلاق الرصاص حملة هجوم على العمال من جهة النهر بدخول زمر البعثيين وقوات الشرطة والامن، واجه العمال عصابات العنف والاعتداءات بالزجاج وأسلاك الحديد والطابوق.