المتابع لما يصدر عن العديد من قوى اليسار الجذري في مناطق مختلفة من العالم، يلاحظ التأكيد بأشكال وصياغات مختلفة، على العودة للتحليل الطبقي، واولوية الصراع الاقتصادي – الاجتماعي على صراعات الهوية والصراعات الثقافية. ويرتبط هذا التأكيد براهن العالم المعاصر، وبالظرف الملموس في البلد المعين، ولا تنحصر هذه الظاهرة في الولايات المتحدة وأروبا وامريكا اللاتينية، بل ايضا تشمل   بلدان الشرق الاوسط. في هذه الوقفة السريعة نعرض جانب عن مساهمة سيفدا كاراكا عضوة البرلمان التركي عن حزب العمل اليساري، التي تناولت فيها مسألة النظام والبديل المرجو، واكدت على الدور المحوري للطبقة العاملة والصراع الطبقي في عملية التحول المجتمعي الى الاشتراكية. وبالاستناد الى العديد من الأمثلة الملموسة من بريطانيا وفرنسا إلى كازاخستان وإيران، اشارت كاراكا إلى السخط المتزايد بين العمال واحتجاجاتهم في جميع أنحاء العالم. وفي هذا السياق اشارت الى اهمية   النشاطات والاضرابات العمالية المهمة في تركيا خلال السنوات الأخيرة، على الرغم من القمع المنهجي لنظام الفرد الواحد بزعامة اردوغان. وبالعودة الى لينين، اشارت إلى أن الضعف الحالي للطبقة العاملة ناتج عن عدم تنظيمها بإطار حزب مستقل وفق رؤيتها، والى ضرورة تحويل النضال الاقتصادي إلى سياسي. واستشهدت النائبة اليسارية بالإضرابات ورفض تحميل وشحن الأسلحة الى إسرائيل في بلجيكا ودول أخرى، بواسطة تحشيد العمال ضد السياسات العنصرية العدوانية، وضد مراكز رأس المال المهيمنة.

وفي ختام مساهمتها، ناشدت كاراكا مستمعيها الى عدم حصر النشاط التعبوي في وسائل التواصل الاجتماعي، بل ضرورة التعرف على واقع الجماهير البروليتارية وخلق الثقة المتبادلة من خلال الحوارات المباشرة والعمل المشترك والتعاون لتعزيز التنظيم السياسي. وعبرت بقوة عن قناعتها بالقول: "سوف تُهزم البربرية، وسوف تنتصر الطبقة العاملة".

عرض مقالات: