في الأسبوع الماضي ، ناقش وزراء خارجية الدول الأعضاء في الناتو، الذين ظلوا على مسافة من بعضهم البعض، "الحاجة إلى إصلاح الناتو من أجل تكييفه مع التحديات العالمية. وأشار الأمين العام للتحالف ينس ستولتنبرغ: "نحن بحاجة إلى مواصلة التغيير ... حان الوقت لتحديث المفهوم الاستراتيجي لحلف الناتو [الذي تم اعتماده في عام 2010. ووصف تحول حلف الناتو من "تحالف إقليمي" إلى تحالف ذي "نهج عالمي" كأحد الاتجاهات الرئيسية للتغيير.

وجرى تقديم تقرير عنوانه:"الناتو 2030: الوحدة في عصر جديد" إلى المشاركين في الاجتماع الوزاري. ويقترح التقرير الحد من إمكانية عرقلة قرارات التحالف من قبل أعضائه وحظر التذرع بـ"الدوافع سياسية" في عرقلة قرارات الحلف العسكري.

 

القواعد العسكرية لحلف الناو الموجهة ضد روسيا

وتحتوي الوثيقة على 138 اقتراحاً. والحديث يدور على وجه الخصوص عن زيادة "قدرات الردع" لدى حلف الناتو بعد إعادة توحيد شبه جزيرة القرم مع روسيا وعن الحفاظ على "التفوق التكنولوجي" للكتلة العسكرية الغربية مقابل الصين و روسيا نفسها. وسيتم تقديم النسخة النهائية من تقرير "الناتو 2030" في قمة الناتو المقبلة الذي سيعقد في بروكسل عام 2021.

وجاء في التقرير أن "الناتو يجب أن يواصل الرد على التهديدات والأعمال العدائية الروسية بطريقة موحدة وحاسمة ومتسقة سياسياً، دون العودة إلى التعامل الطبيعي [مع روسيا] ... وفي حالة وجود تهديد، يجب على الناتو أن يواصل الرد على روسيا بوضوح وقوة". وكرر ستولتنبرغ في خطابه بأن "روسيا تنتهك المعاهدات وتقوضها"، كما أنها تقوم "بإنتاج أسلحة جديدة". لقد تم توسيع نطاق الاتهامات ضد روسيا. و"تنشر روسيا قوات بالقرب من جيراننا، في انتهاك لرغبات حكوماتهم [؟] ... وقامت روسيا بضم شبه شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني ... وتواصل زعزعة استقرار شرق أوكرانيا ... وتتمركز القوات الروسية في أجزاء من جورجيا، وكذلك في مولدوفا ، في بريدنيسستروفيا".

إن دعوة ستولتنبرغ إلى "مواصلة الحوار مع روسيا" بشأن معاهدة ستارت 3، التي تنتهي في أوائل عام 2021، في الوقت الذي يرفض حلف الناتو "التفاعل التقليدي" (مع روسيا)، مما يشكل  أكثر من دليل على الاستعداد لمواصلة ابتزاز روسيا من خلال زيادة الضغط عليها.

ويتأكد هذا الاستنتاج في بيان لستولتنبرغ بأن الناتو لن ينسحب من أفغانستان. أما فيما يتعلق بحجم وأشكال وجود وحدات الناتو في هذا البلد، فسيتعين على اجتماع وزراء دفاع الناتو في شباط 2021 اتخاذ "عدة قرارات صعبة".

إن روسيا تنفي الاتهامات الغربية، وتشير إلى قيام الولايات المتحدة بنشر أسلحة نووية على أراضي حلفائها في الناتو من بين الدول غير النووية. قال رئيس اللجنة الدولية لمجلس الاتحاد الروسي كونستانتين كوساتشيف كوساتشيف:إن"ألمانيا نفسها تحصل، إن لم تكن مباشرة، على منظومات متعلقة بالأسلحة النووية".

وردا على سؤال حول "إمكانية التدخل العسكري الروسي في بيلاروسيا ومولدوفا"، قال ستولتنبرغ إن حلفاء الناتو "يدعمون بقوة وحدة أراضي مولدوفا واستقلالها" ويعارضون التدخل الأجنبي (الروسي) في بيلاروسيا.

 ولمناقشة "التحولات على المستوى الدولي في ميزان القوى المرتبط بصعود الصين"، تمت دعوة شركاء الحلف في منطقة آسيا والمحيط الهادئ - أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية إلى اجتماع الناتو عبر الإنترنت.

ويشار إلى أنه في إطار "التجديد" المعلن لحلف الناتو، سيشارك هذا الحلف العسكري في حل مهام مثل مكافحة تغير المناخ، وتطوير الطاقة الخضراء، واستخدام الذكاء الاصطناعي، وتطوير القطب الشمالي وما إلى ذلك. أليس هذا كثيرا على الحلف؟ وكما تلاحظ صحيفة Giornale الإيطالية، "كل هذا سيكون ضرورياً للتوضيح لجميع منتقدي الحلف إن هذا الحلف ليس مفارقة، بل هو منظمة عالمية للمستقبل، ليست قادرة على التعامل فقط مع القضايا العسكرية والسياسية".

 إن التحالف العسكري الغربي، في الوقت الذي يحافظ على طبيعته العسكرية، فإنه يتجه أكثر فأكثر إلى ما هو أبعد من حل المهام العسكرية البحتة.

إن تعبير "التنظيم العالمي للمستقبل" الذي تستخدمه المطبوعة الإيطالية لا يعني أي شيء سوى السعي الأبدي للغرب الأوروبي الجديد إلى السيطرة على العالم بشكل أو بآخر.

عرض مقالات: